عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-07-07, 06:52 PM   #33
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

في ذكرى ٧/٧ : هل يُلدغ الجنوب مرةً أخرى؟

10 رمضان 1435هـ - 07 يوليو 2014 م 04:00










في ذكرى ٧/٧ : هل يُلدغ الجنوب مرةً أخرى؟


( صدى عدن ) خاص :

كتب : المحرر السياسي لصدى عدن


كانت المرة الاولى في ٢٢ مايو ١٩٩٠ عندما ذهب الرئيس البيض ومعه الرفاق الى وحدة غامضة موحشة وكان بمثابة انتحار لا مثيل له في التاريخ. سيقولون بان أدبيات الحزب وثقافة النخب الجنوبية كانت مبنية على هدف الوحدة في بيئة عربية قومية مشجعة، الجواب بسيط وهو نعم. فلا بأس ان كانت هناك أهداف وحدوية قوية، لكن ما تم لم تكن وحدة بل غرق دون أدنى ضمان وكأن حكام الجنوب عملوا اتفاقية تأجير دكّان في شارع خلفي وربما كان اي مدكّن سيحرص اكثر منهم.


لا بأس حصل ما حصل وأتت حرب ٩٤ واتضح كل شي بعد ٧/٧ ذلك اليوم الأسود، وعاش الجنوب اكثر فترة ظلام في تاريخه، فامتلأ بالغضب وانفجر مقدماً تضحيات لا مثيل لها وسطر مواقف بطولية نادرة.

وبعد كل ذلك وجد الجنوب نفسه امام تلك القيادة التي تحمل الصراعات التاريخية في ذاكرتها وتمارس نفس السلوك وتقود الى نفس العجز.

وفي الناحية الاخرى يبدو تحالف ٩٤ قد أعاد توزيع الأدوار في صنعاء لكنه هو هو، مثلما كان ولو اختلفت علاقاته البينية لكنه ازاء الجنوب هو هو، ولم يتغير سوى ان هناك مبادرة خليجية أعادت توزيع السلطات بعد أزمة التغيير التي يسمونها ثورة، وصعّدت جنوبي مؤقت الى سدة الرآسة.


هنا الجديد المخيف، فالرئيس الجنوبي في المرحلة الجديدة شخص مألوف ويفهم كيف يسلخ من جسد الحراك ما يشاء ويسخّر لذلك وسائل لا تحصى. ولا تنعدم الأقلام التي تعيد صياغة الوعي وتجميل الصورة والقول بان على الجنوبين ان يلقوا شعاراتهم وأهدافهم جانباً ويلتحقوا بمعادلة صنعاء والدولة الاتحادية الغامضة وان يؤيدوا الرئيس الجنوبي الذي (يصارع الشمال) من اجلهم وهو يحقق لهم الأحلام ويمهد الارض والعدالة والتمكين، وكلام كثير في الهواء دون أدنى يقين، تماماً مثلما كانوا يزينون الوحدة اليمنية قبل عام ٩٠ ويقولون بان الجنوب قوي ويستطيع ان يكتسح متناسين بان نكبة الرفاق في ٨٦ قد حولت الجنوب الى دولة منهكة، ففرّ من فرّ منهم ومات من مات .


هي ورطة جديدة وربما اخطر من الاولى، لأن الدستور سيأتي بينما سيذهب الجنوب الى مكان آخر منقسم بهويتين داخل دولة يمنية اتحادية. وبعدها لا رجعة ابداً الى البيت الجنوبي كوطن واحد، بل سيبدأ مشواره في وحدةٍ جديدةٍ راسخة بمفهوم اتحادي يشهد على ذلك العالم بأسره، ثم يُنسى الجنوب تدريجيا ويحتاج الى ٢٠ سنة ليقتنع انه لُدغ من ذات الأفعى بمزاجه ولكنها هذه المرة لدغة مميتة.


صنعاء لن تتغير ولن تصبح ديمقراطية ولو بعد عقود طويلة، والجنوب سيظل أقلية مهمشة ملحقة، والرئيس الجنوبي المؤقت جداً سيأتوا بغيره من بعده لمواصلة تحليل القبض على الجنوب.

وحين تنفرج أزمة الشماليين لن يكون هناك بالطبع اي رئيس من الجنوب على الإطلاق، ولا نظن ان هذه الحقيقة غائبة على احد الا من أراد، بل ربما سيشوهون تاريخ الرئيس الجنوبي الحالي والقادم .


في المرة الاولى كانت القيادة الجنوبية غبية إنما الان ستكون نخب واسعة الطيف شديدة الغباء الكارثي وشعب مسكين مضحوك عليه جداً ومنتهك جداً ومغفل جداً.
__________________
قـــوتـــنا فـي تـلا حمــــــــنأ

وبــــثــبا تــنانــصـــــرنـا


العاب بنات
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس