عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-06-22, 07:58 PM   #55
الطائر المهاجر
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-24
المشاركات: 5,525
افتراضي

شقيق سائق حافلة باصهيب يروي تفاصيل يومياته الأخيرة: تعرض للمطاردة مرات وكان يأخذ مسدسه يومياً إلا يوم استشهاده






لا تزال تداعيات حادث حافلة مستشفى باصهيب العسكري التي استهدفها مسلحون ترمي بظلالها على أسر الضحايا، أطفالا ونساء وشيوخا، معظمهم يعيشون ضنك العيش، وشظف الحياة، وبعضهم يرى في القادم المجهول ما هو أسوأ، وآخرون ينتظرون عودة عائلهم.. وهذه صورة من صور المعاناة لأسرة الشهيد سالم حسين محمد شيخ، التي زارتها "الأمناء" أمس السبت.

يقول شقيق الشهيد سالم (أحمد): "تلقيت نبأ استشهاد أخي سالم حسين محمد شيخ وأنا في مرفق عملي من احد الاصدقاء، قال لي: اخوك في خطر، وحينها شعرت بالدوران كونه خبرا مؤلما، وسرعان ما رجعت الى منزلي لأخذ اسرتي واطفالي للانتقال الى منزل اخي الذي قتل، ومن ثم ذهبت الى مرفق عمله بالمنطقة الرابعة وأخبروني بأنه مع مجموعة منهم من قتلوا، ومن أصيبوا موجودون في مستشفى اطباء بلا حدود! .. ذهبت وانا في حالة نفسية لا يعلم بها الا الله، وهناك رأيت اخي جثة هامدة، في جسده خمس طلقات سكنت ما بين القلب والرقبة والرأس، فهو اول من اطلقوا عليه الرصاص بكثافة وأول من فارق الحياة".

وأضاف: "المرحوم كل يوم يأخذ سلاحه معه إلا يوم استشهاده لم يأخذه، كما انه تعرض للمطاردة اكثر من مرة من قبل اشخاص مجهولين مرة في العقبة بمديرية صيرة في سيارة العمل دون ركاب، وطلعوا السيارة الا انهم نزلوا بسرعة ربما كان يبحثون عن شخص آخر.. ومرة في المنصورة قام شخص بمطاردة اخي الا انه فشل في اللحاق به.

ويضيف (أحمد) بالقول: "نطالب الدولة بتحمل مسؤوليتها تجاه اخي الشهيد خاصة وأنه قدم للدولة خدمة 33 سنة.. لا ادري عن ماذا هؤلاء يبحثون، تربط اخي علاقات طيبة مع الآخرين، وفي محيط اسرته، ينصح ابناءه كل يوم بالعمل الصالح والتحلي الاخلاق الحميدة.. اما وضعه المعيشي فإن ظروفه صعبة جدا، لديه اربعة اولاد ويعيش في منطقة جبلية من البردين والصفيح، ثلاثة من الاولاد طلاب مدارس بالمرحلة الاساسية وواحد خرج ولم يكمل الثانوية نتيجة الظروف الاسرية الصعبة وجالس بالبيت دون عمل، وكان والده لا يرتاح ابدا، فبعد دوامه الرسمي يعمل في سيارة صهره من العصر حتى المساء لتوفير لقمة العيش لأسرته".

ويواصل اخو الشهيد بكلمات مصحوبة بالألم: "هل تصدقوا أن اخي رحمه الله كان في ايامه الاخيرة يقول لأولاده: لا تعتمدوا عليّ؛ فأنا اشعر بأن الموت سيأخذني قريبا، هذا الكلام سمعته زوجته يقوله لأولاده، فردت عليه: لماذا لا تطلب اجازة من عملك؟ فرد عليها: أنا لست بجبان".

اما ابنه الاكبر (وجدان - 21 عاما) فيقول: "مات والدي وكان يحبني كثيرا وينصحني دائما أن اكون مسؤولا عن اخوتي وامي، والآن اشعر بأن والدي ترك لي تركة ثقيلة وهي الحفاظ على مستقبل الاسرة، ومنهم اخواني الثلاثة الصغار.. راتب والدي 40 الف ريال لا تساوي شيئا في تغطية مصاريف الاسرة، فأنا اريد ان اجد عمل لكي اساعد اخواني لاستمرارهم في استكمال الدراسة.. بعد رحيل الوالد لم يزرنا احد من المسؤولين من عمله، وواجبهم ان يتحملوا المسؤولية".
الطائر المهاجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس