«ماتش» تنقل المأساة الحقيقية بالصور..
الإرهاب وغياب الدولة يدمران رياضة أبين!!
السبت 17 مايو 2014 الساعة 01 صباحاً / ماتش: عبدالله مهيم
رغم مرور عامين على تحرير أبين من قبضة تنظيم القاعدة إلا أن ما حلّ بالمحافظة من دمار وخراب لن يُطوى في سنوات أو حتى عقود، نظرا لحجم الأضرار الكبيرة من جهة وكذا تقاعس الدولة في القيام بواجبها وسير ملف أعمار أبين بمقياس السلحفاة من جهة أخرى... أكيد أن المواجهات المسلحة أينما وجدت لا يسلم منها أحد، ولا تفرق بين منشأة حكومية أو خاصة، إلا أن المنشآت الرياضية في العاصمة زنجبار نالت نصيب الأسد ودُمرت بالكامل حتى أصبحت المدينة بين عشية وضحاها بدون منشآت بعد أن كانت الرائدة على مستوى الجمهورية... “ماتش” قامت الأسبوع الماضي بزيارة العاصمة الرياضية ونقلت المأساة بالصور التي بلا شك هي أبلغ من مجلدات الكلمات..
كانت رائدة!!
إذا نظرنا الى المنشآت الرياضية الرئيسية التي كانت موجودة في أبين قبل سيطرة تنظيم القاعدة على المحافظة منتصف عام 2011 سنجد أنها كانت عبارة عن ملعب الشهداء التاريخي، والذي يعد أول ملعب يشيد بمواصفات دولية في جنوب وشمال اليمن وتحديدا في مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وصالة مغلقة تم تشييدها مؤخرا لمزاولة كافة ألعاب الظل، ومبنى بيت الشباب الذي كان يقع مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة في جزء منه، بالإضافة الى المشروع الرياضي الأضخم على مستوى البلاد “استاد الوحدة” الذي أنشئ لاستضافة بطولة خليجي 20 نهاية عام 2010.
الآن وبعد مضي ثلاثة وعشرين شهرا على تحرير المحافظة من الجماعة الإرهابية وعودتها الى كنف الدولة، فكيف هو حال هذه المنشآت الرياضية؟.. سؤال مهم نجيب عليه من خلال هذا التقرير المصور.
تدمير واحتلال!!
ملعب الشهداء الذي فرح الرياضيون أخيرا بالالتفات اليه وإدراجه ضمن مشاريع خليجي 20 وبدء العمل الفعلي في ترميمه وإعادة تعشيبه صناعيا جاءت الحرب ونسفت كل أعمال الصيانة التي قد تمت في المدرجات والغرف والمنصة، وحولت هذه المنشأة الى اشبه الخرابة.. وما زاد الطين بلة هو قيام بعض المواطنين بعد العودة الى المدينة عقب توقف القتال باحتلال غرف الملعب وتحويلها الى مساكن خاصة لهم، وسط صمت مريب من السلطة المحلية التي يبدو أنها بحاجة الى من يذكرها أنه قد مرّ على خروج العناصر المسلحة أكثر من عشرين شهرا وليس أياماً معدودة ولا بد من فرض هيبة الدولة وعودة الأمور الى نصابها.
دُمرت قبل أن تفتتح!!
الصالة المغلقة التي ظل شباب المحافظة يحلمون بها ويترقبون موعد تسليمها لهم لمزاولة أنشطتهم المختلفة، فقد دقت طبول الحرب وهي لا تزال في قبضة المقاول الذي لم يكمل آخر اللمسات فيها حتى يسلمها رسميا للجهات المختصة، متحججا بعدم صرف مستحقاته المتأخرة فلم ترحمها القذائف المدمرة ولم تراعِ الصواريخ الحارقة وضعها الخاص المتمثل في عدم تذوق الشباب لفرحة اكتمال هذا الحلم الذي كلف مئات الملايين، فكانت النهاية المأساوية حيث دُمرت الصالة قبل افتتاحها رسميا ودون الاستفادة منها.
أطلال بيت الشباب!!
مبنى بيت الشباب الذي يقع خلف ملعب الشهداء وأكثر المنشآت ارتيادا من قبل الرياضيين بحكم وجود مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة فيه، لن يصدق المرء عينيه عندما يذهب الى ذلك الموقع ولا يجد المبنى الكبير لدرجة أنه يمكن أن تشك في ذاكرتك.. فالمبنى المكون من دورين وكان يحتوي على عشرات الغرف والمكاتب وتم تشييده على مساحة كبيرة تحول الى “كوم” من الأحجار الصغيرة حتى أنك لم تعد ترى وأنت تقف في ذلك المكان أي شيء يدل على أنه كان يوجد هنا مبنى كبير ارتبط بذاكرة شباب المحافظة وأصبح في غمضة عين مجرد أطلال.
بيت للأشباح!!
مثلما كانت أبين هي الرائدة رياضيا بإنشاء أول ملعب دولي فيها فإنها كانت هي أيضا من احتضن أضخم مشروع رياضي على مستوى الوطن، والذي كلف خزينة الدولة حوالي 13 مليار ريال.. “استاد الوحدة الدولي” التحفة التي تقع شرق العاصمة زنجبار على ساحل بحر العرب وانبهر بها الخليجيون ولم يصدقوا أنها قائمة على الأرض اليمنية أصبح اليوم عبارة عن مبنى مهجور تسكنه الأشباح بعد أن دُمر بالكامل، فإذا كان هيكله قد نجا من القذائف المدمرة والصواريخ الحارقة باستثناء أماكن محدودة فإن ما تعرض له من سلب ونهب وصل الى كل شيء له ثمن حتى وإن كان زهيدا يشيب له رأس الغراب.. قضية تدمير استاد الوحدة من الظلم أن نمر عليها مرور الكرام وتحتاج الى تناولها بالتفصيل في حلقة منفصلة وهو ما نعد به قراءنا الكرام خلال الأعداد القادمة..
الصورة أبلغ من الكلام!!
أخيراً.. حقيقة المأساة التي تعرضت لها رياضة أبين بسبب الحرب التي كانت هذه المحافظة مسرحا لها خلال السنوات الماضية لا يمكن للكلمات أن تصفها أو تعبّر عن حجم الكارثة الحقيقية، لكن لعل الصور التي التقطتها عدسة “ماتش” بعناية فائقة قد تقرب القارئ الكريم من المشهد الحقيقي الموجود على أرض الواقع.
|