كتب ياسر اليافعي
واقع جديد فرض علينا في الجنوب خاصة والمنطقة عامة ، واقع ربما يكون هو اﻻخطر في تاريخ الجنوب ، وربما يكون عكس ذلك تماماً ان استطاع الجنوبيين ان يحسنوا التعامل مع المتغيرات في الداخل والخارج .
سنوات طويلة منذُ انطﻼق الحراك الجنوبي، قدم الجنوب تضحيات كبيره عبارة عن اﻻﻻف من الشهداء وعشرات اﻻﻻف من الجرحى والمعتقلين والمشردين ، سنوات طويلة حُصرت مدن وقصفت منازل على رؤوس ساكنيها ، ارتكبت فيها مجازر بحق شعب مسالم ﻻ يريد غير حقه الشرعي والقانوني ، حتى استطاع الحراك الشعبي الجنوبي ان يفرض نفسه كطرف قوي في الداخل والخارج بفضل هذه التضحيات .
لكن كانت هناك عوائق وارهاصات امام تطلعات شعب الجنوب ، واكبر هذه العوائق هم قيادات الجنوب التاريخية ، حيث اسهمت هذه القيادات بشكل كبير بالتقليل من تضحيات شعب الجنوب، وبالتالي عدم تحقيق الحراك انجازات كبيره بحجم ما حققه من شهره في الداخل والخارج بفضل تضحيات شعب الجنوب، وذلك بسب خﻼفات القيادات الجنوبية فيما بينها وعدم احساسهم بالمسؤولية تجاه الجنوب وقضيته ، فلم يستطيعوا خﻼل سنوات طويلة ورغم النداءت المتكررة و رغم حساسية وخطورة اﻻوضاع في الجنوب ورغم كل الفرص التاريخية ان يجدوا حامل سياسي وكانت خﻼفاتهم التاريخية هي من تقودهم وتتحكم في قرارات شعب الجنوب المصيرية ، وظل كﻼً منهم على موقفه وهو ما سمح ﻻعداء الجنوب وقضيته العادلة والمتربصين بايجاد ثغرات بل ابواب واسعة للدخول منها للجنوب مرى اخرى وارباك المشهد الجنوبي وفرض مشاريع ﻻ تلبي تطلعات الجنوبيين *.
واليوم واقع جديد فرض على شعب الجنوب متمثل في فرض تقسيم الجنوب ، ووقرار دولي اعلن وبشكل صريح وواضح دعمه لتقسيم الجنوب ومخرجات الحوار والعملية السياسية في اليمن ، وكذلك في ظل فشل ذريع لقيادات الحراك الجنوبي حتى اصبح المواطن العادي مقتنع تماماً ان هذه القيادات لم يعد لديها ما تقدمه للجنوب ، اضف الى ذلك تغيرات كبيره في المنطقة ومنها تصنيف حركة اﻻخوان حركة ارهابية من قبل المملكة العربية السعودية ونحن نعرف ان خوان اليمن هو من يحكم ويدير الجنوب ويعمل على اخونة الجنوب واﻻستفراد به في ظل مقاطعة الحراك للعملية السياسية !! .
كل هذه المتغيرات ﻻبد من التعامل معها وفق عمل منظم افتقد الحراك له منذً سنوات طويلة ، خصوصا ان هذه المتغيرات تركت اسئلة كثيرة اهمها السؤال اﻻبرز وهو اذا فرضت اﻻقاليم وبقرار دولي هل سيترك الجنوب لﻼصﻼح والمؤتمر للعبث فيه من جديد ، وكيف سيتم التعامل مع اﻻنتخابات وﻻاستفتاء على الدستور في ظل قرار دولي يعامل كل من يعارض العملية السياسية في اليمن بعقوبات تحت الفصل السابع .
ان الواقع اليوم صعب جداً وخطير ولكن ان تم التعامل معه وفق خطه مدروسة وعمل منظم وحامل سياسي واحد يوزع اﻻدوار وينسق اﻻعمال داخلياً وخارجياً ربما يحقق الجنوب انتصارات كبيره ، لكن ان بقي المشهد مثل ما هو لن نرى اي نصر يذكر وستضيع دماء شهداء الجنوب وكل تضحيات شعب الجنوب وأول من يتحمل المسؤولية هم قيادات الحراك الذين رفضوا مغادرة المشهد الجنوبي ورفضوا تقديم تنازﻻت ﻷجل الجنوب وشعب الجنوب …
Tweet
معجب بهذه:إعجاب*تحميل...9 مارس, 2014
|