عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-02-24, 05:21 PM   #1
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي الدوافع النفسية لرفض بعض قيادات الحراك وثيقة حل القضية الجنوبية

بسم الله الرحمن الرحيم
الدوافع النفسية لرفض بعض قيادات الحراك وثيقة حل القضية الجنوبية
هل للمؤثرات التاريخية والنفسية اثرا في مواقف الناس تجاه قضايا ما؟
نعم وهو امر متفق عليه وما هو نحن بصدد هو القضية الجنوبية ومابرز اليوم من حل لها وفق وثيقة حلها حيث انقسمت الناس الى موافق ومؤيد وما نحن بصدده هو التحليل النفسي الطبعي والتاريخي للرافضين له
ا
هناك قيادات يلحظ الفاحص لتاريخ شخصيتها السياسية بل والاجتماعية انها متصفة اصلا بالخروج عن الاطار العام –أي الشذوذ السياسي وربما الاجتماعي-الذي يتفق عليه الغالب من الناس والاكثر فتجد ان تاريخها السياسي والاجتماعي حافل بالقصص التي تجد لها سلوكا دائما مايكون شاذا عن القاعدة الواقعية السائدة للحدث والموقف ليس على مستوى السياسة بل حتى على المستوى الاجتماعي الذي كان ينتمي اليها
هناك بعض القيادات التي ظهرت خلال نضال الحراك الجنوبي ولم يكن لها تاريخ سياسي معين فلم تكن معروفة اصلا في السياسة واتاحت لها فعاليات الحراك الجنوبي بالظهور واعتلاء المنابر الخطابية وهي اليوم تظن انها بموافقتها على وثيقة حل الضمانات الجنوبية بصورتها تلك سوف لن تجد لها حيزا يحفظ لها نفس المكانة هذه في المكان الاخر وبالتالي تتمسك بنفس الاطروحات التي بدأ بها الحراك وزالت الكثير من اسبابها اليوم سوى انهم بدهاءهم السياسي حينما لم يجدوا الاسباب على الارض لاقناع الجنوبيبن بوجود ممارسات باطشة قمعية من قوى الاحتلال عمدوا الى تكتيك جديد وهو اقناع الجنوبيين ان هناك مؤامرة عليهم وعلى اراضيهم ووحدة صفهم كما يصورونه للناس
هناك بعض القيادات ترى ان في تغييرها موقفها سيظهرها بكونها كانت ذات نظرة غبية وقاصرة وغير مكتملة للموقف وان الاخرين المخالفين لوجهة نظرهم كانوا أذكى في تشخيص الموقف وما ينبغي لاجله وبالتالي فهي تتمسك برأيها اليوم كي تستمر في اقناع نفسها والاخرين بكونها قيادات محنكة سياسيا
هناك قيادات يغلب على شخصيتها السياسية بل والسيكلوجية الغلو في الخصومة والانتقامية وتتمسك بمثل هكذا خيارات انتصارا للنفس ومكابرة من الاستسلام للخصوم السياسيين لهم
هناك قيادات دينية لم يكن لها صدى سوى على منابر الخطابة الدينية ولم يكن لها حضور في الواقع السياسي وبالتالي شكل الحراك لها فرصة جديدة اظهرتها على منابر السياسة وبالتالي فهي تظن ان الفرصة بالنسبة ستذهب وستقل في خانة اخرى لم تبرز فيها ولاتزال بالنسبة لها جديدة فتتمسك بهذه الخيارات خشية الولوج في باب جديد تظن انه قد لايتيح لها نفس الفرصة الحالية

هناك بعض القيادات ظهروا منذ اول ظهور لهم بشكل ثوري قوي رافض للشماليين في كل شيء فتجدهم في كل مجلس لايجيدون سوى الحديث عن اخطاء الشماليين وقد ظهروا بالعداء القوي لهم ويشعرون انهم بموافقتهم على وثيقة حل الضمانات الجنوبية سيظهرون بشكل امام الناس مخالف للشكل الذي حرصوا على البروز من خلاله للناس في الفترة السابقة
هناك بعض قيادات اتصل نفوذها بالخطوط المالية التي تأتي للحراك الجنوبي وترى ان اضمحلال نضال الجنوبيين بالشكل الذي ظهروا فيه منذ 2007م سيجعل الداعمين يغيروا موقفهم من استمرار الدعم لصالح الرؤية الجديدة فتضيع مصالحهم التي اتصلت بهذه الخطوط المالية فيصرون على بقاء نفس المفردات والمصطلحات الثورية في وجدان الشعب الجنوبي لاستمرار تعاطف اولئك الداعمين لهم وبالتالي استمرار الاستفادة منه
م
هناك قيادات تشعر بالخجل والحياء ان تظهر بشكل سياسي جديد بعد ان عرفها الجماهير بالشكل السابق الرافض للحوار مع الشماليين والمخون لهم دائما فتشعر بالحياء انها بموافقتها على الحل الحالي المسنود اقليميا ودوليا وامميا فتضطر ان تتمسك بنفس الخيارات حياءا وخجلا—يعني قبيلة-خشية الملامة
هناك قيادات جنوبية صادقة للقضية والوطن وتشعر بان الحل وفق وثيقة حل الضمانات لايمثل حلا للجنوبيين والوطن الجنوبي ولاننكر ذلك معهم ولكننا نرى ان معطيات الواقع تجعله الحل الامثل ولكن هذه القيادات اصبحت في خضم اولئك غير مسيطرة على دفة الامور لان صدقها ووطنيتها الصادقة حالت دون التشرف للزعامة والتطلع للقيادة لانها ترى في ذلك مرض يحول دون اكتمال وطنية الجنوبي وبالتالي وبسبب نزاهتها هذه وشرفها الوطني ليس لها سيطرة على تحريك عجلة النضال بل تجد كل اولئك يستثمرونها بحسب مكون كل فريق لاضفاء ديكورا جميلا على عمل ومشروعية كل مكون امام الجماهير
كتبه نبيل العوذلي —
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس