عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-02-23, 10:28 PM   #1
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,942
افتراضي

أحمد عبداللاه يكتب .. الله أكبر ياعدن



22 ربيع الثاني 1435هـ - 22 فبراير 2014 م 07:00 عدد القرائات 826
أحمد عبداللاه يكتب .. الله أكبر ياعدن

Share on emailShare on print



( صدى عدن ) خاص :
كتب.. احمد عبداللاه


للدماء التي تُكبِّر فينا، الله واكبر يا عدن ، نرفع الرايات، فالتكبيرات النقية الغزيرة لا تحتاج الى لحى او الى رايات سوداء وليست بحاجة الى "جزيرة" قطر .. هي مجردة من كل غايات فقهاء السياسة الذين يطوّعون كل شيء للسلطة الدنيوية بلفافة الدين وسقطات التكاتيك المتعفنة وبخطابات الله بملحقاتها الوطنية وقدسيات الزيف. هي تكبيرات يرددها البسطاء من اهل الجنوب في زمن القهر، وهي الشهادة الحقيقية في الصراع من اجل الوجود .
عدن التي امتصّ شتاؤها دخانَ القنابل وأزيز الرصاص، تهزِم الدنيا وتضيء كنجمة تمخضت في سياق كوني مهيب، وتعلن: أنّ الله واكبر مصحَّحة من الشوائب التي علقت بها في هذا الزمان الرديء ، تولد من دماء الأبرياء الذين تقتلهم حمم الوحوش وتمزق أجسادهم جنازير مسلمي القرن الواحد والعشرين بجذورهم الحركية العتيقة التي تقتل شعوب العرب لكي تستحيي باب الأستانة العالي بعد ان طمرته الارض قرناً من الزمان.
الله واكبر يا عدن يا مليكة الزمان وعرش الحرية وعاصمة الحب، لم تنخدعِ بتبدّلات الخطاب لأنّكِ تدركين ان الإرهاب مدارسٌ متكاملة ولم تنجرِّ الى خدعة الحوار والاقلمة، لان العلاقة مع قاتليك ليست عملية سياسية بل جدلية القاتل والقتيل أنتجت قوافل شهداء وبؤس المستضعفين.
عدن تحمل عبءَ قلبها وتنزع دماءها الزرقاء من تحت أقدام الجند المدججين بالحقد والهمجية وترفعها في وجه العالم المغيّب وتخترق دروع الضمائر المرتبكة وولوَلة المحللين وعُلَب المثقفين المستمسكين بعروة الثوابت المحنطّة. ترفع دماءها في كل ( الله واكبر) لتمضي تُلَمْلِمُ أشلاء أبناءها وتجمعها ذخيرة فيها كي تكشف زيف الخطاب الذي يختبئ خلف سياقاته مدّعو (الفكر) القومجي العروبي، وتعرّي تأتأة ملوك النفط الذين لا يجمعهم شيء غير نعومة الشمّاغات والبذخ الأسطوري .. والعجز المبين.

عدن وان صَلبوك وان كبّلوك فالبحر لن ينقص رشفة عصفور والجبل لن يذعن لهراء موجة غبار عابرة ، وان أمعنوا في قتل أبنائك فلن يهتز غصن دالية في شتائك الفضِّي المرصع بغيمات صباحاتك الهادئة. عدن ذهبُ الرمال وشمس النوافذ، يا أمّ من رحلوا وأمّ من تمسّكوا بالساحات وأمّ القادمين الى تخوم يقينك المظفّر يا مجد الجمال وموئل البسطاء .. اسمك صورة ذهنية متوهجة ناصعة ترسخت في قيعان الضمائر والعقول وبين تفاصيل الروح، اسمك بديهي نابض بمعاني البقاء الجميل المتصالح مع الله والطبيعة والإنسان مهما كانت جذوره ولونه. لن ينقص منك شيء سوى عمر بؤسك ولن يُبهَت منك شيء سوى لون شقائك فا فردي اجنحة الحياة لكي تجتازي غاب الوعورة وقسوة الضيم وعار الأخوة البائسين.
لك ألف تحية وألف حب.
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس