خيار المقاومة المسلحة الجنوبيةللحراك الحالي وارتباطة بماسبق
--------------------------------------------------------------------------------
الموضه الساريه حاليا في الجنوب متمثلة في الحديث عن الحراك الجاري حاليا بمعزل تام عن ماجرى من مقاومة جنوبية متنوعة منذ 1994م حتى اليوم .. صحيح ان الحراك الحالي اخذ شكل اوسع على جميع مساحات الجنوب وتنظيم افضل وتنسيق اكبر بين مناطق الجنوب المختلفه اضافه الى تغطية اعلاميه افضل مما سبق اضافه الى ضروف مواتية افضل من جانب ضعف مركز وسيطرة الطرف الاخر وماساعدت في ذلك ايضا اندلاع حرب صعدة التي كانت مستمرة عند بداية الحراك الحالي .. ولكن ذلك لاينفي كل اشكال المقاومة التي جرت في الجنوب في السنوات السابقة خاصه وان جميع المسببات للحراك هي نفسها بالاضافة الى ان جميع عناصر ونشطاء المقاومات السابقة سواء السلمية او العسكرية منها كانوا وقود وادوات رئيسية كان لهم دور مهم في التهاب الحراك الحالي وتحول مسارة باتجاه القضية السياسية للجنوب والمطالبة بتحريرة بعد ان كان مسار الحراك الحالي قد بدا بمطالبات حقوقية فقط .... ولهذا عند دراسة الحراك الحالي ودراسة الخيارات امام شعب الجنوب على معطيات الحراك الحالي فيجب لتحقيق نتيجة افضل والوصول الى قرار حاسم فيجب ان لايدرس الحراك الحالي بمعزل عن الحركات السابقة والاستفادة من تجاربها المتنوعة والتي اخذت جميع الاشكال المدنية والسلمية اضافة للعمل العسكري الذي عرفته الجنوب بعضة اخذ اعلاميا طابع المواجهة القبلية وحقيقته عكس ذلك والبعض الاخر اخذ طابع المقاومة المسلحة الجنوبية ورفع شعارها ونظمتة قوى منظمة حملت اسم الجنوب.
ولهذا يجب دراسة كل ذلك لمعرفة شروط نجاح المقاومة المسلحة واهميتها وتحديد هل ستكون الخيار الوحيد ام خيار مهم ومكمل لخيارات اخرى .
لمحة عن المقاومة المسلحة السابقة :
كان لدينا في نهاية التسعينات وبداية القرن الحالي حتى عام2002م تقريبا حركة مسلحة تنادي بتحريرالجنوب من الحتلال الشمالي وكان اسم هذه الحركة ( حركة تقرير المصير __واسمها المختصر--حتم ) تواجدت هذه الحركة في البداية من خلال عمليات عسكرية في محافظتي الضالع ولحج وفي اطار محدودجدا بمحافظة عدن .. ولم تكن معروفة في بقية مناطق الجنوب ولكن التعاطف مع عملياتها شمل كل الجنوب تحت عنوان التعاطف مع المناطق التي كانت تقاوم وكثيرون رغم تعاطفهم مع مواطني هذه المناطق لم يكونوا يعرفون شيئا عن حركة تقرير المصير ...... اما في الضالع فقد حظيت هذه الحركة بتعاطف شعبي كبير واعتبر اكثر الناس انفسهم اعضاء ومناصرين لهذه الحركة واشتركوا في عملياتها مما ساعدها في تنفيذ عمليات نوعية بعضها اخذت طابع المقاومة الشعبية شارك فيها كثير من ابناء الضالع من اعضاء الحركة ومن خارج اعضاءها .. كما نفذت الحركة وبساعدة المواطنين عمليات اقتحام لمعسكرات تابعة لقوات الاحتلال والاحتفاظ المؤقت بها لمدة ساعة او اقل او اكثر قليلا ثم الانسحاب بعد الاستيلاء على اي عتاد يخلفة جنود الاحتلال وامتد هذا النوع من العمليات النوعية الى ردفان ويافع اما العمليات المحدودة فقد استمرت ايضا في كل من لحج وعدن والصبيحة ... كما شاركت الحركة في دعم مقاومة المواطنين ضد قوات الاحتلال التي كانت تخرج بحملات ضد القرى وحصل ارتباط وتماسك بين الحركة والمواطنين وبالاخص في الضالع ... وقدمت الحركة عدد من الشهداء ومن غرائب الصدف ان جميع شهداء الحركة لم يستشهدوا اثناء الهجمات التي شنتها على قوات الاحتلال التي لم يسقط فيها شهيدا واحدا ولكن جميع الشهداء سقطوا في كمائن الغدر التي كانت تنصبها قوات الاحتلال في الطرقات لاغتيالهم عندما يكونوا منفردين عن فرقهم القتالية اثناء ممارسة حياتهم اليومية ... ونتيجة للتعاطف الشعبي فقد قامت قوات الاحتلال بقصف قرى المواطنين بالدبابات والمدفعية الثقيلة ودك البيوت بالقذائف .. واحيانا بتلغيم منازل المقاتلين وتفجيرها في المواقع التي تحتلها قواتها ... وبعد صراع مسلح لعدة سنوات توقفت هذه الحركة ... لماذا؟ لان مواردها كانت شحيحة جدا والاقبال الكبير لمواطني هذه المناطق على الانظمام اليها وسع رقعة المواجهة مع الاحتلال وكثر تدمير البيوت وعجزت الحركة عن توفير العتاد والاسلحة للجموع الكبيرة الملتحقة اضافة لايواء الاسر المنكوبة ....
الدرس المستفاد :
الحركة المسلحة التي يجب ان تقوم في الجنوب يجب توفر التالي فيها:
1- ان تكون حركة منظمه بتنظيم متماسك يعتمد على السرية والالتزام وان لاتعتمد على المشاركة الشعبية الواسعة والعشوائية ... ( يقوم بها تنظيم وليس قوى الشعب )
2- ان تعتمد على تعاطف شعبي وعلاقة واسعة تمكنها من الاستقطاب المتواصل لتجديد دماء الحركة وان تكون لدى التنظيم خطة لاستيعاب اكبر عدد من الناس عند اللحظة الحاسمة عندما يهب الناس للانظام لطرد المستعمر .. يجب ان لاتخيب ظنهم عندذلك .. اي تكون جاهزه لهذة اللحظة .
3- ان تكون العلاقة مستمرة بين الحركة المسلحة والمقاومة السلمية التي يجب ان تستمر لدعم الحركة المسلحة اعلاميا ولوجستيا مثلما يجب ان تكون الحركة المسلحة اليد الضاربة بيد المقاومة السلمية وضرب كل من ينكل بالمقاومة السلمية من المحتلين او اذنابهم .
4- يجب ان يكون هناك مصدر مالي يعتمد علية في العمل المسلح وان يكون مناسبا لاستيعاب كل التطورات على الارض بما فيها القدرة على استيعاب كل المقاتلين الذين سيلتحقون بالحركة المسلحة خاصة عند حلول اللحظة الحاسمة لاسقاط المناطق .
وهناك تفاصيل اخرى لاداعي للخوض فيها حاليا
مقترح :
حركة تاج قيادتها في الخارج ولديها مرونة في امكانية التواصل مع الاخرين ولديها خلايا سرية في الداخل كما يقول قادتها ... وبالتالي لديهم القدرة على جمع المال من ابناء الجنوب في الخارج واعتقد انهم سيدعموها اذا اعلنت الكفاح المسلح .... فلماذا لاتأخذ حركة تاج هذا التخصص الذي لديها كل شروطة والذي لايحتاج الى اتفاق شعبي عام كما اسلفنا
|