عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-02-19, 03:57 PM   #1
نبيل العوذلي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2007-10-06
المشاركات: 885
افتراضي المطامع الامريكية والسعودية في جنوب اليمن مشروعيتها العقلية وغباء المعارضين

بسم الله الرحمن الرحيم
المطامع الامريكية والسعودية في جنوب اليمن مشروعيتها العقلية وغباء المعارضين
يدندن اليوم بعض اليمنيين عامة والجنوبيين خاصة لتحريض الشعب اليمن شمالا وجنوبا على مخرجات الحوار الوطني ووثيقة ضمانات القضية الجنوبية والدولة الاتحادية الجديدة لليمن باقاليمها الستة التي تم الاعلان عن شكلها الاخير بكلمات تقول أن هذا التقسيم انما يخدم المصالح الغربية عامة والامريكية خاصة والمتصلة بعلاقة استراتيجية وثيقة مع دول الخليج والمملكة العربية السعودية بشكل خاص......فالسعودية تريد منفذ لها عبر اقليم حضرموت الى البحر العربي عبر مد انابيب نفط تحد فيما اذا تم غلق مضيق هرمز في حرب متوقعة مع ايران كانت قد هددت ايران بغلق المضيق وذلك بانشاء ميناء ربما في شبوة يطل الى البحر العربي من عدم استمرار تصدير النفط اليومي الى الغرب الذي يحتاج الى ذلك الاستمرار ويعمل على ايجاد بدائل اخرى بالتعامل مع سيناريوهات مستقبلية قد تجعل من مضيق هرمز مهدد من قبل ايران فيما اذا قامت امريكا والنيتو بتوجيه ضربة لايران باتت احد السيناريوهات المتوقعة في استراتيجيتهم للحد من امتلاك ايران السلاح النووي وتهديد دول المنطقة ومصالح الدول العظمى ...وغير ذلك من الاحتمالات مثل رغبة الامريكين باستئجار بعض مواقع في جزر يمينة جنوبية كجزيرة سقطرى ..الخ, وكل هذه الاحتمالات أكاد اجزم انها صحيحة فالامريكيون يخططون لتوجيه ضربة لايران ولكنهم يستعدون لها ببناء مايلزم لمثل هكذا مرحلة قد تطول عليهم أوزار الحرب فيها فتتأثر الحركة الاقتصادية العالمية بسبب مايتوقع فيه من تمكن ايران باغلاق مضيق هرمز الامر الذي يستلزم ايجاد بدائل عن ذلك يكون تحت سيطرة الهيمنة الامريكية السعودية على جزيرة العرب , وايران مدركة تلك النوايا وهو ما يفسر دعمها للحراك الجنوبي المتشدد الذي تحاول من خلاله عرقلة تكوين عناصر هذا السيناريو في جزيرة العرب وجنوب اليمن خاصة من خلال دعم الحوثيين والحراك الجنوبي المطالب بفك الارتباط...............فما هو الموقف الصحيح ازاء ذلك بالنسبة لنا؟

الاجابة هنا تتخذ مسارين
المسار الاول على الذين يتكلمون على مبدأية سيادة اليمنيين على اراضيهم..فيعتبرون ان مجرد الموافقة على مثل هكذا طرح يعني التنازل على سيادية اليمنيين لتلك الاراضي وهؤلاء الجواب عليهم من عدة وجوه
أننا حقيقة لانمتلك اصلا مقومات تلك السيادية محليا على مستوى البر حكومة واقتصادا واكتفاءا في المجال العسكري والاقتصادي .بل اننا حكومة وشعبا نعيش على صادرات المعونات الخليجية والاوربية والامريكية والاممية ,ولانتملك المقومات العسكرية البحرية والجوية التي تمنحنا تحقيق تلك السيادية ولا الامنية الداخلية لكي نتكلم عن شيء ليس في مقدورنا التحكم به والتدخل لفرض سياديتنا وفق ذلك التصور الذي يطرحه هؤلاء..........وقد كان جنوب اليمن سابقا يفرض تلك السيادية على تلك الاماكن خلال مائة وتسعة وعشرين عاما عبر الانجليز ثم خلال فترة حكم الحزب الاشتراكي بواسطة روسيا العظمى التي هي اليوم تكاد توازينا في حاجتها الاقتصادية من الغرب ..واذا مافرضنا اننا امتلكنا مقومات تلك السيادية بنسبة لابأس بها مثل مقومات الجيش المصري مثلا من قوات بحرية وجوية فان واقعنا ووضعنا المحلي كأرادة سياسية وواقع اقتصادي وأمني وتنموي مقارنة بوضع تلك الدول وعلاقتها وأثرها وتداخلاتها في منظومة الاقتصاد العالمي والامن العالمي عبر المنظمات العالمية والتحالفات الدولية لن يتيح لنا تحقيق القدرة على السيادية المطلقة لتلك الاماكن البرية والبحرية والجوية لاننا نحتاج الى عشرات السنين كي يكون لنا موقع من تلك القوى والتحالفات الكبرى بما تفرضه علاقاتنا الاقتصادية مع تلك الدول ومصالحها المشتركة معنا مثل السعودية والامارات والكويت وقطر ...وهذا مما ليس متحقق في وضع اليمن حاليا ونحتاج الى عشرات السنين كي نقول انه بالامكان لنا ان نفرض سيادية على ما يخص سياديتنا
الوجه الاخر انه لايوجد شيء في منظومة العالم الاستراتيجية اليوم شيء اسمه سيادية مطلقة للدول الغير نووية والغير دائمة العضوية في الامم المتحدة كالصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وامريكا ..........بسبب تشابك المصالح وتشابك الضرورة فيها وبسبب ضعف تلك الدول الاخرى امام هيمنة تلك الدول العظمى خاصة الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة الامريكية
اما الوجه الاخر للاجابة على اولئك وهي انني اقول لهم والضير في ذلك والمشكلة في ان تكون لنا علاقة مع الدول المجاورة تخدم التوجه الاستراتيجي العالمي الرأسمالي الذي يبني تلك الاستراتيجيات العظمى لمصالحه طالما اننا اصلا لايمكننا ان ننفرد باستقلاليتنا ونفرض مانريده دون الحاجة للاخرين ؟
ما المشكلة في ان نمنح المملكة العربية السعودية ممر آمن عبر ارضينا لانابيب نفط تدفع السعودية لنا المال أجر لذلك وتساهم في بناء ميناء بحري على ساحل شبوة يعود نفعه على ابناء اليمن كافة؟--هذا الامر اصلا معمول فيكثير من الدول --
الم نكن في جنوب اليمن ندور في فلك ومدار استراتيجية المعسكر الاشتراكي ولم نجني من ذلك سوى ----؟؟----
ما المشكلة في ان نبني انفسنا ونعزز مكانتنا ومصالح شعبنا من خلال الدوران في فلك ومدار هذا السيناريو الكبير كما فعلت سلطنة عمان حينما كان شعبها في دول الخليج يعمل في كنس اراضي تلك الدول واستقبل العمانيون سلكانهم في يوم ما بالمكانس ففهم الرسالة وغير سياسته وعز شعبه العماني من التسول بالعمل في دول الاخرين؟
لقد تغيرت ثقافة السيادية اليوم ايها السادة واتخذت شكلا جديدا ليس ذات الشكل السابق حينما كان العالم منقسم بين المعسكر الروسي والمعسكر الامريكي وهو ان سياديتك تكمن في مدى توغل مصالح الاخرين الاقتصادية والاستراتيجية فيك ومعك فتستطيع ان تفرض وجهة نظرك وقدر من السيادية الخاصة لك وبك من خلال ضغطك عبر تلك الاطر المتشابكة مع الاخرين اقتصاديا واستراتيجيا ..اما ان تظن انك يمكن ان تحقق لك سيادية بالانعزال عن الاخرين مثلما ظنت ذلك كوريا الشمالية وكوبا فكل مافي الامر انك ستميت نفسك وشعبك وتكابر بالاعتراف بكونك محتاج للاخرين
أخيرا ان اقول لليمنيين لاتنخدعوا بمن يروج لتلك الافكار وهو يخفي في ضميره الدفاع عن ايران وطموحها من خلال مايظن بكونه يخدم مصالح وطموح الفرس في جزيرة العرب ربما بعلم او بجهل

التعديل الأخير تم بواسطة نبيل العوذلي ; 2014-02-19 الساعة 04:00 PM
نبيل العوذلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس