[علي المفلحي]

مخرجات هادي والستة الأقاليم
بقلم/محمد علي طالب


12 ربيع الثاني 1435هـ - 12 فبراير 2014 م


المعروف أن أي حوار في أي دولة يجب أن يكون حيادياً وبعيداً عن نفوذ السلطة الحاكمة وأن تكون هناك أيضاً جهة محايدة هي من تحل القضايا والمشاكل العالقة,لكن الموضوع يختلف في حوار اليمن فمن يدير الحوار هو نفس النظام السابق ومن أعلن عن مخرجاته ومشروع الستة الأقاليم هو رئيس الدولة والمفروض أن يكون محايداً ولا يتدخل بمجريات الحوار وإلا فما فائدة إنعقاده, علماً أن شعب الجنوب رفض هذا الحوار ورفض مخرجاته لأنه حوار داخلي وشعب الجنوب لن يقبل إلا بتفاوض ندي بين الدولتين السابقتين.

الإصرار على مشروع الستة الأقاليم من قبل نظام صنعاء هو من أجل القضاء على ثورة الجنوب التحررية المطالبة بالتحرير والإستقلال وفرض الأمر الواقع بالقوة العسكرية وإلغاء الحدود بين الدولتين من خلال دمج مناطق جنوبية بمناطق يمنية في إطار إقليم واحد لطمس هوية الجنوب ومعالمه السياسية وتمزيق نسيجه الإجتماعي من خلال تقسيم الجنوب الى إقليمين حتى يخلقوا الصراع فيما بينهم ويدخلوهم في متاهات وينسوهم قضيتهم الأساسية الا وهي تحرير الجنوب.

قضية الجنوب ليست قضية نظام سياسي أو مظالم حقوقية في إطار الدولة الواحدة بل قضية دولة تعرضت للإحتلال العسكري بعدما دخلت بمشروع وحدة سياسية مع دولة شقيقة فتنصلت عن كل ما تم الإتفاق عليه وأنقلبت على مشروع الوحدة وقامت بإحتلال دولة الجنوب بالقوة العسكرية في عام 1994, وقد انطلق شعب الجنوب بثورة سلمية في عام 2007 يطالب بتحرير وطنه من الإحتلال وقدم الالاف من الشهداء ومطالبه قانونية بإستعادة دولته السابقة وإعادة الوضع ما قبل عام 1990 كنتيجة طبيعية لفشل مشروع الوحدة بين الدولتين.