عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-02-04, 04:29 AM   #51
أبوسعد
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-12-05
المشاركات: 3,920
افتراضي

خبير في النزاعات المسلحة يقدم تحليلا حول التفجيرين الذين وقعا ليلة أمس في صنعاء

علي الذهب*‏



فيما يلي يقدم الخبير في النزاعات المسلحة تحليلاً لحادث التفجيرين والقصف لصنعاء ‏بالصواريخ، على ضوء ما توفر من معلومات وبعد إعلان السلطات الرسمية في اليمن عن ‏موقع الإطلاق: ‏



لنطرح السؤال، المركب، التالي:‏ هل يمكن أن تكون جماعة أنصار الله (الحوثيون) هي من ‏يقف خلف الانفجارين الذين حدثا ليلة ‏الأمس، واستهدفا شارع حدة (يقع فيه منزل الرئيس ‏السابق) ومقر مجمع الدفاع؟ أم أن من يقف وراء ‏ذلك، جماعة تأتمر بأمر الرئيس السابق؟

أولا، للعلم، إن هذه الصواريخ تطلق من على ظهر شاحنة خاصة مدولبة، بواسطة أسلاك ‏تفجير ‏على بعد أكثر من خمسين مترا، كما يمكن إطلاقها من منصات فردية سهلة الاستخدام ‏والحمل، لمدى ‏يصل إلى20كم، وهي قليلة الكلفة ذلك أن كلفة الصاروخ الواحد 8000 دولار، ‏بل وقد يمكن الحصول ‏عليها بأقل من ذلك من مصادر السوق الرمادية التي تختلف عن السوق ‏السوداء، أي أنه يسهل شراؤه ‏من قبل العصابات والجماعات المسلحة الثورية في كثير من ‏الدول التي تشهد نزاعات مسلحة داخلية ‏أو حروبا أهلية.‏

وللإجابة على ما سبق من أسئلة، فإنه من الصعب القول: إن جماعة تأتمر بأمر الرئيس ‏السابق، ‏علي صالح، هي من يقف وراء تلك الواقعتين، فيما لو كان استُخدم صاروخ في ‏الانفجار الذي حدث ‏بالقريب من مسكنة؛ إذا لا يمكن أن يعرض الرجل نفسه للخطر في حال ‏حدوث خطأ في دقة التصويب ‏أو استغل الأمر استغلالا مخيفا من قبل المتربصين به أو ‏المنتهزين لفرصة كهذه، كما أن أسلوبا كهذا ‏يعد مجازفة ثمينة مقابل حصوله على تعاطف ‏شعبي يسير، جراء الهجمة الموجهة ضده بسبب مؤازرته ‏للحوثيين الذين اقتحموا منطقة ‏الخمري ودمروا منزل الشيخ عبدالله الأحمر، إلا أنه قد يكون ذلك ‏التصور ممكنا في حال ‏اتضح عدم وجود الرئيس السابق في ذلك المسكن، في تلك الليلة، أو في حالة ‏الثبوت القطعي ‏أن الانفجار الذي حدث في شارع حدة ناجم عن إسطوانة غاز على نحو ما نشره موقع ‏وكالة ‏‏"خبر" المقرب من الرئيس السابق نفسه.‏

وفق ثبوت محتوى السطور الأخيرة مما سبق، فإن الإشارة نحو صالح تكون ممكنة، فضلا ‏عن ما ‏قد يجلبه من تعزيز وتأييد جواب السؤال التالي: إلى أي اتجاه كان الصاروخ الثالث -‏الذي تحدث عنه ‏المصدر المسئول باللجنة الأمنية العليا- سيطلق؟ هل كان باتجاه دار الرئاسة، ‏أم باتجاه منزل الرئيس ‏هادي؟ أم باتجاه غير ذلك؟

كما إن تزامن وقوع أحد الانفجارين بجوار مجمع الدفاع، في ذات الجهة التي تعرضت ‏للاختراق ‏والدخول إليه قبل شهرين، مع الانفجار الذي حدث بالقرب من منزل صالح بحده، ‏يوفر فرصة للتبرير ‏بأن تعرض مجمع الدفاع للاستهداف بالصاروخ يأتي ردا على الموقف ‏المحايد للجيش مما يقوم به ‏الحوثيون من أعمال مدمرة ضد جماعة ساندة الثوار في فبراير ‏‏2011م، وفق رؤية طرف لا يرضى ‏بهذا الموقف المحايد للجيش أو بموقف صالح المؤازر ‏للحوثيين.‏

فضلا عما سبق، وفي ظل الوضع السياسي والعسكري والأمني الساخن، كل ذلك يجعلنا ‏نطرح -‏أيضا- بأن الانفجارين ناشئين عن عمل مدروس، وأنه قد يكون خلفه طرف آخر، غير ‏صالح وغير ‏أبناء الأحمر ومناصريهم، بقصد إلصاق التهمة بهذه الأطراف.‏

مع ذلك كله، فإن ما ستتوصل إليه اللجنة الأمنية عن مصدر الصاروخ الذي تم إبطاله ‏والتحفظ ‏عليه من قبلها، وإلى معلومات أخرى حول المنصة الفردية التي أطلق منها ‏الصاروخان؛ سيوجه التهمة ‏باتجاه غير اتجاه الوحدات العسكرية المرابطة حول العاصمة أو ‏أي كيانات تقف مع النظام القائم؛ لأن ‏مثل هذه الصواريخ ومنصاتها، قد أثير حول تسريبها ‏العمدي خلال الأزمة التي مرت بها البلاد، من ‏وحدات عسكرية تملكها، وهي معروفة ‏الوجهة، ومن يمكنه المشاركة في الاستفادة منها
‏* كاتب وباحث في شئون النزاعات المسلحة
أبوسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس