[علي المفلحي]

ارهاب لفرض مشاريع تنتقص من استقلال الجنوب
كتب رائد الجحافي:
20 ربيع الأول 1435هـ - 21 يناير 2014

منذ أكثر من شهر تقريبا انقلبت صورة المشهد العام في جنوب اليمن، وتصدر الأمر المشهد الأمني الذي يزداد انفلاتا يوما بعد يوم، فاغتيال الشخصيات الأمنية والعسكرية الجنوبية أضحت مسألة اعتيادية ومشهد يتكرر بصورة شبه يومية، وتقيد كافة جرائم الاغتيالات ضد مجهول، في حين يجري نسبها إلى جماعات إرهابية تتبع تنظيم القاعدة، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تجاوزه إلى ظهور عمليات انتحارية تستهدف مباني أمنية وحكومية بعيدا عن استهداف الشخصيات الأمنية لاختيار الزمان والمكان لتنفيذها أثناء ساعات المساء، وفي أماكن لا تلحق اي خسائر مادية للسلطة، ويستحيل أن يقدم تنظيم كالقاعدة المعروف عنها الدقة في توجيه ضرباتها وفي دول لديها منظومة أمنية قوية ومتطورة، في حين دولة كاليمن وفي ظل ما تشهده من انفلات أمني لا تتعدى تلك العمليات بوابة معسكر يحرسه بضعة جنود، وغير المقبول منطقيا أن يكن المستهدف جندي أو جنديين في حين يسهل أمام عصابة غير متدربة أو حتى مجرد شخص يمكنه قتل العشرات من الجنود بآلية كلاشنكوف دون الحاجة لأي تضحية، ومن جانبها قوات الجيش اظهرت وحشية بالغة في ضرب السكان وناشطي الثورة الجنوبية، حيث تمارس منذ الشهر تقريبا أعمال قتل فضيعة وبصورة غير مسبوقة من خلال تجييش عتادها العسكري ومداهمة الاحياء السكنية وقيام جنود نقاط التفتيش بالتعامل وبصورة فضيعة مع المارة من المدنيين دون أي اسباب وهو ما حدث في حضرموت مع الشيخ بن حبريش أو ما حصل مع الطقل الردفاني في نقطة الملاح بردفان، وغيرها من الاعتداءات وصور القتل التي تتعامل معها نقاط التفتيش العسكرية، لكن الصورة البشعة هي ما تعاملت به قوات الجيش اليمني في الضالع عندما أقدمت نهاية ديسمبر 2013م الماضي بقصف مخيم عزاء كان يتواجد فيه العشرات من المدنيين بينهم أطفال، أدى إلى مقتل 14 شخص وجرح اكثر من ثلاثين آخرين بينهم أطفال، ولم تكتف تلك القوات التي تعاملت ولا تزال تتعامل بوحشية مع السكان حيث يجري قصف الأسواق أثناء أوقات الذروة بقصقها بقذائف الدبابات والمدفعية وضرب المارة والسيارات إلى الطرقات، وبلغ الأمر حد قصف منازل الأهالي أثناء ساعات الليل وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها دون أي أسباب، وتأتي هكذا جرائم في ظل صمت الجهات العليا في السلطة التي أظهرت ارتياحا لما يحدث وإلى جانبها مواقف الكثير من الجهات سواء كانت سياسية أو إعلامية مع تشابه في المواقف الخارجية من حكومات ومنظمات دولية ووسائل إعلامية، لتؤكد هكذا معطيات وجود تخطيط وتنسيق مسبقين للتعامل مع ما يجري بروح من اللامبالاة والتجاهل، وهذا الأمر يفضي إلى مسألة مفادها أن الهدف من وراء كل ما يجري هو فرض شيء من الأمر الواقع في الجنوب لارغام الجنوبيين على تقبل أي حلول لقضيتهم والتراجع عن مطالبهم في ضرورة استقلال الجنوب، لكن كل محاولات خلط الأوراق وصور الارهاب الممنهج الذي تمارسه السلطة اليمنية مع الجنوبيين لم يؤد سوى إلى تصاعد موجة الغضب الشعبي وتصاعد الانتفاضة التي بلغت أعلى درجاتها غليانا هذه الأيام.