[علي المفلحي]

الجنوب وتوالي الفرص الضائعة
بقلم : وضاح السقلدي

28 صفر 1435هـ - 31 ديسمبر 2013 م

فيما يبدوا اننا من هواة الفرص الضائعة او ان هدافنا لازال به مشكلة ؛ كانت هناك فرصة للجنوبيين بان يقوموا بخطوة جريئة إبان ثورة اليمن لتحقيق نتائج حاسمة في اتجاه التحرير والاستقلال ، ولكن للاسف اضعناها ، وفي تلك الفترة كان هناك احتمال بتفضيل الشمال بقاء علي صالح على استقلال الجنوب ، بالاضافة ان هناك عدم ثقة باقتناع اخواننا الجنوبيين في الشمال ، بان الاستقلال وفك الارتباط هما الافضل للجنوب.
والان تأتت لنا فرصة افضل من تلك التي اهملناها ، حيث ان الجنوبيين في الشمال اصبحوا اكثر اقتناعاً بالاستقلال وخصوصاً بعد مسلسل الاغتيالات الذي اعيد انتاجه وبثه " لايف " مباشر.
والشيء المهم ايضاً ان القوى في الشمال اصبحت اكثر فرقة من ذي قبل واعادة توحدهم اصعب ؛ وبقدر اهمية ما سبق .. بزوغ قوة اخرى في الواقع السياسي في الشمال، وليس فقط على ارضها ومناطقها.
الحوثيون كان في السابق همهم المحافظة على عاداتهم وتراثهم وارضهم وخصوصيتهم ؛ لكنهم الان اصبحوا اكثر نضجاً ويرون العالم من منظور آخر يضاف الى منظورهم التاريخي والديني واوسع ايضاً ، على عكسنا .. للاسف.
ففيما يبدوا انهم اتخذوا قراراً - قد يصعب التراجع عنه - أنه لابد من وجودهم في الواقع السياسي اليمني بقدر استطاعتهم على السيطرة على اراضيهم والاهم من ذلك بقدر موروثهم التاريخي والقبلي والديني.

فمن كل ذلك نجد ان لدينا فرصة نحن " الخاسرون " اذا لم نُحسن الاستفادة منها ، فالنظام في الشمال اثبت مقدرته على الاستفادة من فرص كهذه بل واقل منها ( الخلافات في حاضر وماضي الجنوب ).
توافرت لدينا الامكانيات والوقت لتوحيد الصف الجنوبي والتوفيق بين القيادات سواء في الداخل والخارج ، لاقامة مجلس قيادة موحد لديه القدرة والصلاحية لاتخاذ القرارات ، وتوزيع المهام في اطار مؤسسي يخضع لجهاز رقابي واشرافي على تنفيذها ؛ لكن للاسف لم نحسن الاستفادة من كل ذلك ، فقد وظفنا الكثير من جهودنا للهجوم على بعضنا البعض.
عودة الى الجزء الخاص باخواننا الجنوبيين في الشمال ، فكثير مننا - للاسف - لا يدّخِر أسوأ ما في الصفات و الكلمات وكل ما يُلفظ به ، فيقدحها على اخواننا الجنوبيين في الشمال ؛ ذلك ان الشتم والسُباب اسهل من التفكير والاخذ بالاسباب.
حتى نكون منصفين .. نعم .. هناك من يستحق - قلة - ولكن هناك الكثير ممن لايستحقون ذلك.
فمثلاً .. الدكتور ياسين سعيد نعمان ، دعونا ننظر الى مواقفه نظرة مختلفة وخصوصاً في فترة ( الحوار الوطني في الشمال ) وما تلاه ، ففي اعتقادي ان الدكتور ياسين لديه اجندة غير التي اعلنها ، ورسالة ظل يرسلها لكننا لم نستطع قراءتها او لم نرد قراءتها ، اما علي صالح استطاع ان يقرأها فهاجمه ذلك الهجوم الذي كلنا تابعناه ، بالاضافة لمحاولة الاغتيال التي تعرض لها.
ففي اعتقادي ان اسباب تاخر عملية الوفاق والاستقرار السياسي في الشمال ، بصماته عليها ، فاعتقد ان الرجل يحاول تاخير ذلك ليعطينا فرصة ومتسع من الوقت كي ننظم انفسنا وايجاد قيادة سياسية موحدة ترقى الى مستوى قضيتنا العادلة المتمثلة باستعادة دولتنا ( ج.ي.د.ش ) اي التحرر والاستقلال.

لكن لا داعي بأن نفكر بهذه الاحتمالية .. نسب له ونشتمه اسه