[صقر الجزيرة]

من وحي الثورات: الاعتماد على النفس والنضال الشاق



(عن ماو تسي تونغ، بتصرف).

على أي أساس ينبغى أن ترتكز سياستنا؟ على قوتنا الخاصة، وهذا ما يسمى الاعتماد على النفس (الاعتماد الذاتي). نحن ندعو الى الاعتماد على النفس، ونأمل في العون الخارجي، ولكن لا يجوز لنا التعويل عليه، وانما ينبغي التعويل على جهودنا الخاصة. (والا يكون العون الخارجي شرط النضال. ينبغي على اقل تقدير ازعاج العدو، فهو اقل النضال، وايصال الاحتلال الى النقطة الحرجة وهي جعل تكلفة بقائه تساوي ارباحه، لينحدر بعدها لهاوية الخسائر).



ماهو العمل لمعالجة الاحتلال؟ ان العمل هو النضال (والنضال ضد المصاعب). في تلك الاماكن مصاعب ومشاكل فيجب ان نذهب اليها لحلها والتغلب عليها.



ينبغي لجميع الاعضاء والكوادر (يقابلها: في قوى الثورة الجنوبية، او حامل القضية) ان يقدروا كل المصاعب حق تقدير وان يكونوا مستعدين للتغلب عليها بصورة منتظمة وبارادة لا تنثني ولا تلين. لدينا صعوبات، وايضا لدى الاحتلال صعوبات، لكن صعوبات الاحتلال لايمكن تذليلها، ذلك لانه مشرف على الهلاك وليس لديه مستقبل. اما صعوباتنا فيمكن تذليلها لاننا شعب يتوق للحرية وله مستقبل.



لابد من نزع كل فكرة تصور انه بالامكان احراز انتصارات بالاعتماد على المصادفات والفرص غير المتوقعة دون حاجة الى نضال قاس ولا اراقة عرقنا او دمائنا.



علينا ان نثق بالنصر، وفي نفس الوقت علينا بمصارحة الشعب ان الطريق امامنا متعرج، وانه مازالت هناك عراقيل ومصاعب. هناك من لايود التفكير في المصاعب، ولكن المصاعب حقيقة واقعة يجب ان نعترف بها جميعا قلت ام كثرت، فلا ينبغي ان نقف منها موقف عدم الاعتراف (موقف الانكار). يجب ان نعترف بالمصاعب ونحللها ونكافحها. لا يوجد في العالم طريق مستقيمة، فلعينا ان نعد انفسنا للسير في طريق ملتوية والا نمني النفس في غنيمة باردة، اذ لا يمكن ان نتصور ان الاحتلال سيركع على الارض في صباح يوم جميل بمحض ارادته. فما تزال امامنا مصاعب كبيرة يجب الا نستهين بها. ولا شك اننا نستطيع التغلب على جميع المصاعب ونحقق النصر اذا اتحدنا مع جميع ابناء الشعب، وبذلنا (يقصد الحزب الشيوعي- أي التنظيم الحامل للقضية) معهم جهودا مشتركة.



اذا امسك الشعب وجميع شرائحه وفئاته وقواه الحية مصيرهم بايديهم واتخذوا موقفا ايجابيا تجاه حل المشاكل بدلا من تفاديها فلن تكون هناك صعوبة لا يمكن التغلب عليها.



علينا في اوقات الشدة الا ننسى منجزاتنا، وان نرى مستقبلنا الساطع، وعلينا ان نزيد من شجاعتنا.



من الوهم المحض الاعتقاد ان قضية الحرية والاستقلال يمكن ان تسير في سهولة ويسر، وتنتصر دون ان تمر بمشاق وتعرجات، ودون ان تُبذل في سبيلها الجهود القصوى.



في اوقات معينة في مجرى النضال الثوري تكون المشاق اضخم من الظروف المواتية. الا ان الثوريين يستطيعون بفضل جهودهم ان يتغلبوا على الصعوبات خطوة فخطوة وينشأ من ذلك وضع موات جديد، وهكذا يحل الوضع المواتي محل الوضع الصعب.



ان نيل الاستقلال ليس الا خطوة في مسيرة كبرى، ولكن الطريق بعد الاستقلال سيكون اطول، والعمل اعظم واصعب. ان هذه النقطة يجب وعيها منذ الان ويجب ان نطلب من الجميع بان يحافظوا باستمرار على روح التواضع والتروي بعيدا عن الغطرسة والطيش، وان يحافظوا باستمرار على اسلوب النضال الشاق.

(المصدر: مقتطفات من اقول ماو تسي تونغ).