[حادي العيس]

لجنة الحوار الجنوبية تعتلي منصة الجنوب وتنتزع المشروعية بجدارة تستحق بها قيادة الجنوب وتمثيله :
________________________________________

حقاً أنها الحقيقة التي قد لا تعجب البعض ولكنها أصبحت واقع ملموس ملئ السمع والبصر حققت للجنوب مالم يتحقق خلال سبع سنوات عجاف من النضال وقد نعتبرها تتويج لتلك السنوات حتى لا نقلل من حق الآخرين .

لقد انتزعت مشروعيتها التي كان يشكك بها الكثيرون ويعتبرونها مجموعة أضلت الطريق تابعة للشيطان سائرة على هديه من خلال ما قدمته في حوارها وطرحها المعبر عن شعب الجنوب وقضيته وما أبداه أعضاؤها من صبر وصرامه وتفاني أعجب وتشرف به كل من تابع سير الجلسات .

لقد برزت القضية الجنوبية على المسرح الإقليمي والدولي في الأسابيع القريبة الماضية بروزاً لم تشهده من قبل بشهادة دبلوماسيون وسياسيون وكتاب عرب وأجانب بفضل قرار أعضاء اللجنة بتعليق حضورها وعدم المشاركة وكان ذلك في اللحظة المهمة والحاسمة من زمن الحوار حيث كانت الأعناق مشرئبه والأبصار شاخصة من كل حدبا وصوب وكان ذلك البروز من خلال تصعيد لجنة الحوار لماراثونها والتسديد وإطلاق رصاصتها القاتلة في الوقت المناسب بطلبها أن يكون الحوار ندي وبالتساوي وخارج اليمن وتحت إشراف ومظلة دولية وبمرجعية القرارات الدولية . إن ذلك التصرف قد أعطى القضية بعداً لم تكن عليه من قبل وزخماً اعلامياً على صعيد الداخل والخارج وضعها في مسارها الصحيح وجعل الدول المشرفة على سير الحوار في حالة ارتباك شديد وفي حيرة من أمرها.

إن القضية الجنوبية اليوم تقف على أعتاب مرحلة جديدة يقودها رجال مخلصون اكتسبوا مشروعيتهم من خلال ما قدموه من إخلاص وإحترام لإرادة شعبهم ومطالبة وتقديرا لنضال أبناءه وتضحياتهم وقد كانوا أوفياء نعم الرجال لم يستطع أحد أن يغرر بهم أو يساومهم أو يثنيهم عن مطالب شعب الجنوب أو يجعل منهم شوكة في خاصرة الحراك الجنوبي .

إن الحراك الجنوبي خلال تلك السنوات الماضية قد أفرز عدة مكونات تسعى هي الأخرى إلى التفريخ
لم تستطع تقديم قيادة موحدة تعبر عن قضية الشعب الجنوبي بل سعى معظمها إلى العمل على الإستقطاب وإدخال الجنوبيين في صراع نفسي أفقد البعض الثقة بكل من حوله وإنني أرى أن أعضاء لجنة الحوار الجنوبية قد أصبحت اليوم في الصدارة وتمثل القيادة الحقيقة للشعب الجنوبي يرى فيها الجنوبيين منقذا بعد فشل كل القيادات الجنوبية وتمحورها حول نفسها ورفضها لأي مشروع يوحد الصف الجنوبي ومن هنا على الشعب الجنوبي أن يقدم الدعم اللازم لها وأن يمنحهم ثقته ويترك تلك القيادات البالية المريضة التي أذاقته الأمرين منذ الإستقلال وحتى ذلك التاريخ وأن يجمع أمره على إعتبار تلك المجموعة هي القيادة الحقيقة للشعب الجنوبي وممثله الشرعي في الداخل والخارج وهي من يستحق ذلك التتويج وقد أصبحت واقعاً ملزماً بعد أن ثبتت مصداقيتها وتحملت المسؤولية بجدارة وبأمانة وبإخلاص وهي مخرجنا من تلك القيادات التي مزقتنا بحقدها وقباؤها وفكرها المشلول .