عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-02-13, 06:28 PM   #1
خالد سلمان
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2007-08-26
المشاركات: 131
افتراضي أذا الشعب يوما اراد الحياه فلابد ان يستجيب القدر

ان الحريه والديمقراطيه امرا جميل عند الذين يؤمنون بالصدق مع النفس والاهل والوطن, لانها الاساس والمكسب الحقيقي الثابت والدائم في حرية الاوطان. فهي تعني ارسا قواعد الالتزام بالحق والنظام وبث شعور الحريه والطمانينه في نفوس الناس لكي يعالجوا امورهم ومشاكلهم بعقول متفتحه وعيون مفتوحه وقلوب امنه. وقد تجسدت معاني الحريه من خلال مطالبة العديد من الشخصيات التاريخيه بها امثال الفيلسوف روسو الذي قال: " لقد ولد الانسان حرا الا انه مقيد بالاغلال في كل مكان ". وسبقه في ذلك الخليفه عمر بن الخطاب بقوله: " متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا" .

اما الحريه والديمقراطيه المزيفه في بعض الشعوب كما هو حاصل في نمط نظام الحكم في اليمن, ماهي الا قناع مزيف لديمقراطيه قائمه على سلب الحريات بالمراوغه والكذب والتحايل وخداع الناس وتظليل الجماهير بالامرالذي يستقيم ويدوم باستخدام اسلوب التجويع والتخويف المسيطر, كما هو الحال في جنوبنا العربي المحتل. قال تعالى: " ولنبلونكم بشى من الخوف والجوع ونقص الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين".
ورغم ان البشر هم احرار اكثر من اي وقت مضى, لازال يعيش في بلدنا الكثير من الناس في جو من الخوف وعدم الامن والقلق بشان المستقبل. ففي حين تتاح لنا فرص رائعه كثيره في الحياه, فاءن الفساد والفوضى على كل المستويات جعل البعض منا يشعرون باليأس, كما ان اسلوب الحرب والسيطره على الاخر بالقوه قد انتهى اليوم امام التطورات العالميه في مراعات حقوق الناس التي يتم تحديدها بالاستفتاء, وليس كما حدث في وحدة اليمن, علما بقوله تعالى:
" امساك بمعروف او تسريح باءحسان ".
لقد تم في 22 من مايو 1990م توقيع اتفاقية الوحده بين دولتي الشمال والجنوب في اليمن, والتي نصت على كثير من الاتفاقيات والتشريعات والقوانين بين الطرفين وتبدا تجربتها بمرحله انتقاليه, الا انه في الوقت نفسه لم تتم عملية الاندماج الكلي لكل مؤسساتها, الامر الذي أدى الى ظهور حاله من عدم الثقه والتحايل في تطبيق بنود الاتفاقيه, والتي توجت بحرب 1994م . وعلى ضؤ ذلك تم غزو الجنوب واحتلاله بالقوه من قبل النظام اليمني وفرض نظامه السابق عليه على شاكلة الضم والالحاق. وقد تحول الجنوب الى فيد وغنيمه لرعايا اليمن ومشائخه وحكامه. فلقد دفعت هذه البقعه من الارض في جنوب جزيرة العرب الثمن الذي فرضه عليها موقعها الاستراتيجي المهم وما تحويه في باطنها من ثروات, جعلتها عرضة للغزو وطمع الجيران الذين استحوذوا على كل مواردها, وعملهم المستمر في تحويل ابناءه الى رعيه لاملاكا في وطنهم وعلى اراضيهم.
ان الاباء والاجداد لم يفرطوا في الخريطه التي ورثوها عن اسلافهم, وبذلك تكون كل الاتفاقيات الرديئه اتفاقيات مؤقته فرضت بالقوه, كما هو الحال في الوحده اليمنيه. وان اي اتفاقيات وضعها اشخاص ممكن الغاءها او التراجع عنها, لانها تعبر عن عامل متغير ومتحرك, فهو متغير لان الظروف تتغير باستمرار. واذا مانظرنا الى نموذج الوحده اليمنيه التي تخدم السلطه واعوانها في اليمن, بدلا من الهدف السامي لوحدة الشعوب. فاننا لم نجني منها سوى الذل والمهانه والقهر والفقر. فلقد اغتنم اللصوص الفرصه لنشر وباء الطغيان والانسان في كل ارجاء جنوبنا المحتل.
وبدا المسؤلين في نظام الاحتلال بترديد عبارات الثوابت التي لايمكن الخوض فيها ومنها الوحده اليمنيه. فنقول لهم أن هذه الثوابت لاتعتبر شرعيه لانها لاتعبر عن ارادة الشعوب, فقد وضعتها أنظمه قهريه متخلفه. اما الادعاء باءنها مقدسه, فنقول لهم ايضا أن القوانين الألهيه هي وحدها المقدسه لانها لاتتغير, اما القوانين الوضعيه فيمكن تغييرها.
لقد قضت الوحده المزعومه على كل المقومات الحضاريه في الجنوب التي تم انجازها وبناءها في عدة عقود, والتي كان من اهمها: ألنشأه الانسانيه التي تتمثل في الاخلاق والضمير الانساني والتعايش السلمي بين ابناء الجنوب. فقد تدهورت هذه المقومات الناتجه عن كثير من سلبيات الوحده, ومن أهمها مايلي:
التلوث البيئي بكل انواعه: البيولوجيه والكيميائيه والفيزيائيه, ليشمل ألانسان والحيوان والنبات والتربه والمياه.
تدني المستوى التعليمي بكل مراحله: الابتدئي, الثانوي وحتى الجامعي, حيث اتسم بالعشوائيه وعدم الانضباط والاهمال وعدم الحفاظ على الكم والكيف المطلوب.
تدهور الرعايه الصحيه: بعدم المسؤليه والاهمال ونقص الامكانات, ومانتج عنها من تخلف في المستوى التشخيصي والعلاجي والوقائي, والذي ادى الى ازدياد انتشار الامراض خصوصا الساريه والسرطانيه منها, وحيث لايتجاوز متوسط العمر 60 عاما.
أنتشار تعاطي القات والمخدرات: حيث لوحظ الازدياد المستمر في تعاطي القات بين الرجال والنساء وحتى الاطفال, وكذلك ظهور تعاطي المخدرات في اوساط الشباب كظاهره غريبه بالنسبة لنا. وقد ظهرت الخطوره الصحيه الناتجه عن القات المبودر بالمبيدات, من خلال الازدياد في الامراض السرطانيه والتشوهات الخلقيه.
التدهور الاخلاقي في المجتمع: حيث النشأه الخاطئه وعدم الاهتمام بتربية الاجيال, وظهور كثير من المشاكل بين افراد الاسره والمجتمع الناتجه عن خلل في مؤسسات الدوله التعليميه والقضائيه.
التدهور الامني والقضائي: فلقد اصبح المواطن يعاني من فقدان الامن والامان.
فكثرة عمليات القتل والسطو والسرقه والنصب والابتزاز, واختل ميزان القضاء بتغلب الظالم على المظلوم.
تفشي الفساد بكل انواعه: كالنهب والسرقه للاموال العامه, وزيادة ظاهرة الرشوه. وقد وصل ذلك الى مستويات خطيره تخل باقتصاد البلد, ويستفيد منها قله على حساب اكثريه مسحوقه ومعدومه.
التدهور الاقتصادي: فبرغم ظهور موارد استراتيجيه هامه كالنفط, فلازال متوسط دخل الفرد في أدنى مستوياته العالميه, حيث المعاناه المستمره للمواطن من خلال تدني الاجور ورفع الاسعار وتدهور العمله وازدياد البطاله والفقر.
مضايقة الراسمال الجنوبي: بعرقلة مشاريعه الاستثماريه, من خلال المضايقات المختلفه والابتزاز وعدم تسهيل منحه الفرص والتراخيص وبالاستحواذ على المشاريع الهامه والمربحه
تخلف المرأه: رغم انها قد قطعت في الجنوب شوطا كبيرا في عملية التعليم والحقوق والواجبات, الا اننا نلاحظ التراجع الكبير في الشكل والمضمون لديها.
اعادة الظواهر القبليه: فبعد ان قد أختفت هذه الظاهره في الجنوب, الا انهم عملوا على تعزيزها من جديد, وذلك من خلال نشر السلاح ودق فتيل الفتنه فيما بينها ولعودة ظاهرة الثار والانتقام والتمييز المناطقي والعرقي, ولكي تستغل هذه الصراعات في اضعافهم وبعدهم عن قضاياهم الوطنيه وتفسح المجال في السيطره على الارض والثروه.
طمس الهويه: من خلال تجريد ابناء الجنوب من الانتماء الوطني والثقافي, وعدم مراعاة خصوصياتهم وعاداتهم وتقاليدهم في ذلك. والعمل المستمر على السيطره الجغرافيه والديموغرافيه, ليصبحوا أقليه على ارضهم ومجردين من ممتلاكاتهم.


ومما لاشك فيه انه اذا لم تعتبر قضية الجنوب قضية هويه بالنسبة لنا يجب ادراكها واستدراكها قبل فوات الاوان, فاننا سوف نواجه مستقبلا مشكله مع الاجيال القادمه التي لن تعرف ماحدث لنا من هول واقصاء واضطهاد وسلب ونهب وبناء دوله اكبر على انقاض دوله اخرى. وان الدوله التي تضحي بالحريات من أجل الامن لحماية نفسها لاتستحق البقاء. فينتصر الشر عندما يقف الصالحون مكتوفي الايدي. وان الشدائد تصنع الرجال. فلقد ضاع منا الكثير فهل ندرك ونستدرك ماتبقى " فأسد ميت أفضل من كلب حي ". فعلينا ان نبلغ الهدف, ولانقف لنشكك بانفسنا وبمقدرتنا على ذلك, فلايوجد شيء صعب ومستحيل. وان البحث والعمل بجد دائما يكشف لنا طريق النجاح. وينبغي علينا أن نعلم أن لاحرية ولا استقلال الا بالعلم والعمل. قال تعالى: " وهل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون وما يذكر الا اولي الاباب " . فمن دواعي الأمل والبشرى أن يدرك مواطنينا في الجنوب هذه الحقيقه التي يجب ان يتسارع الجميع للاخذ بها. وقد أكد على ذلك ابراهام لنكولن, بقوله في اعطاء الحريه للمقهورين: نحن نؤكد ان الحرية للاحرار والمجد فيما نعطيه وفيما نحتفظ به ونؤكده.
ان الحق لايمكن انكاره, فليس هناك شرعيه للسلطه اذا لم يكن هذا الحق موضوع احترام. ومذنبون ممن لايعترفون به. والحق يعلو ولا يعلى عليه. وهذا ماردده بنفسه الرئيس اليمني في احد خطاباته في عدن, حين قال: " ان الساكت عن الحق شيطان اخرس " . فلعله يدرك مايقول. فالمبدا العالمي " هو قوة الحق لاحق القوه ". وفي ذلك قال الخليفه عمر بن الخطاب " علينا قول الحق ولو كان مرا ".
ان ابرز قضايا حقوق الانسان ليست موضوعا سياسيا وحسب لايهتم به سوى القله المثقفه ورجال السياسه, بل انه يتصل اتصالا وثيقا وحميما بحسن العلاقات الاقتصاديه والاجتماعيه وبتوفير الظروف الملائمه لكل ابناء الوطن . ومن اجل ذلك ينبغي أن يدرك كل انسان في الجنوب حقوقه وواجباته, وان يعرف أن كل حق يقابله واجب, وأن الوجه الاخر للحريه هو المسئوليه والنضال دون خوف من اجل تحقيق الاستقلال والحريه. وقد تحدث نيلسون مانديلا عن الحريه ذات يوم بقوله: " أن نضالكم والتزامكم وانتضامكم قد حررني لاقف أمامكم اليوم ".
ولقد ناضل ابناء الجنوب عبر سنوات سابقه من تاريخنا لنزع الاستقلال من ايادي قوى الاستعمار البريطاني رغم قوة عتاده وجبروته, وليس صعب علينا النضال مره اخرى لنيل الاستقلال الثاني من استعمارمتخلف في عتاده ونظامه. وان هدفنا هو تحرير تراب الوطن والمواطن من السيطره الاستعماريه. فارادة الجماهير لن تقهر بالعزم والاصرار.
أذا الشعب يوما اراد الحياه فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي ولابد للقيد ان ينكسر
فيجب أن يعرف العالم باسره اننا قد عزمنا على النضال من اجل استقلال جنوبنا العربي المحتل. فنحن أمه ذات كيان خاص نطالب بحقوقنا من اجل الحياه. ولانضمرلأي أمه من الامم أو أي شعب من الشعوب الشعور بالكراهيه أو البقضاء, انما نحن أمه تشعر بوجودها وبحقها في الحياه وتنادي بالاستقلال لتحيا كغيرها من الأمم.
خالد سلمان غير متواجد حالياً