عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-07-17, 01:12 AM   #9
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي


عدن| المواطنون يبحثون عن سد احتياجات رمضان والأسعار جنونية وسط غياب تام للرقابة الحكومية







عدن| المواطنون يبحثون عن سد احتياجات رمضان والأسعار جنونية وسط غياب تام للرقابة الحكومية


ازدحام خانق تشهده الاسواق الشعبية والمراكز التجارية في محافظة عدن مع اطلالة شهر رمضان المبارك حيث تكتظ هذه المراكز بالباحثين عن المواد التموينية والغذائية ومتطلبات الشهر الكريم، لكن ما يميز هذا العام عن سابقيه هو: الارتفاع الجنوني للاسعار وظهور اصناف وماركات جديدة متعددة الاشكال والالوان بمقابل غياب اي شكل من اشكال الرقابة سواء من قبل مكتب الصناعة والتجارة او جمعية حماية المستهلك والسلطة المحلية وهو ما يوقع الموطن بين مطرقة الغلاء وسندان المنتجات المغشوشة ومنتهية الصلاحية.

تحقيق/ وائل القباطي

هذا العام وصل شهر رمضان المبارك الى مراكز التسوق الكبرى والاسواق التجارية في محافظة عدن، مبكرا جدا، خصوصا محلات واسواق بيع المواد الغذائية بدرجة اساسية والتي سعت الى استباق الشهر الكريم بعروض تخفيضات صاحبتها حملات دعائية ضخمة بهدف جذب محدودي الدخل الى مراكز التسوق في المحافظة، التي اعتدت طوال العقدين الماضيين على ثقافة الشراء بالتجزئية، قبل افتتاح عددا من مركزا التسوق الكبرى مؤخرا، لكن بعض التجار يستغلون الطلب الكبير من قبل المواطنين على السلع الأساسية والغذائية وبالتالي يعمد هولا التجار إلى رفع أسعار السلع ,وهذه مشكلة وبحاجة إلى حلول حقيقية من قبل الحكومة ان تنزل مراقبين لمتابعة تلاعب التجار بأسعار المواد وهذه من مسؤولية الدولة أن تعمل على ضبط كل المخالفين وتعد هذه من وظيفة وزارة التجارة والصناعة .

اقبال متزايد

الخيمة الرمضانية.. اسلوب جديد ابتكره سوبر ماركت الحجاز أحدى كبرى مراكز التسوق الرئيسية بمحافظة عدن يقول سمير باقيس مالك المركز ان الاقبال الكبير من قبل المواطنين على التسوق في المركز والذي يتوقع ان يزداد بشكل كبير خلال شهر رمضان دفع القائمين على المركز الى استحداث الخيمة الرمضانية لتخفيف الازدحام داخل المركز واستيعاب الكميات الكبيرة من المواد الغذائية التي تنفذ بشكل يومي.

مركز الحجاز الذي لم يمضي على افتتاحه أكثر من 4 اشهر بتكلفة تصل الى 300 مليون ريال، خضع لعملية توسيع متلاحقة نتيجة الاقبال الكبير الذي تجاوز التوقعات، بحسب باقص، يضيف: قمنا باستحداث اقسام جديدة وزيادة القدرة الاستيعابية للمركز وحاليا نعمل على تجهيز المرحلة الثانية من المركز ونحن حقيقة تفاجئنا بالإقبال الكبير والحركة المستمرة طوال ساعات اليوم.

ارتفاع جنوني

يشكل شهر رمضان احد ابرز القضايا التي تشكل محور اهتمامات الناس في عدن وتظل لأسابيع قبله تبحث عن حلول لهذه المعضلة وحتى يأتي رمضان ويضع بكل ثقله ومشاكله على عاتق الناس، حيث تزداد احتياجات المواطنين في شهر رمضان ويقابلها ارتفاع في أسعار السلع والمواد الغذائية فيما دخول الإفراد كما هي وهو ما يشكل عبء كبير على الاسر محدودة الدخل .

يشكو صلاح البركاني وهو احد أبناء مديرية المنصورة بعدن من ارتفاع الاسعار رغم التخفيضات التي اعلنت عنها المركز التجارية، التي يتزاحم على ابوابها المئات من المواطنين بينهم نساء وأطفال لكنهم غالبا ما يغادروا خاليين الوفاض، لكنه كما يقول شهر رمضان الذي يشكل الهاجس الاكبر للمواطنين الذي اجبر الكثيرون على التردد على مراكز بيع المواد الغذئية قبل حلول شهر رمضان بأسابيع، ويؤكد ان الوضع المالي الصعب لكافة الأسر في عدن يشكل العائق الأكبر أمام حصولها على متطلبات شهر رمضان .

رمضان استهلاكي

احدى المسنات وهي امرأة في العقد الخامس غادرت المركز التجاري دون ان تقوم بشراء حاجيات رمضان تقول :" مقدرنا نشتري شي الاسعار نار، واني وزوجي وعيالنا عايشين على مرتب التقاعد حق الحكومة بيكفي لايش وإلا لايش؟ نجاهد لأجل العيش رغم الظروف الصعبة، تضيف بمراره: خرجنا ولا اشترينا شيء من المركز.

لرمضان في محافظة عدن نكهة خاصة تتميز ببساطه المائدة العدنية الرمضانية، التي تمتزج فيها الاكلات اليمنية والهندية، مثل السمسبوسه والباجية والشفوت والشوربة والعتر والمدربش وغيرها من الاصناف البعيدة كل البعد عن التهافت الاستهلاكي للمواطنين على ما تزدحم به زوايا وارفف مراكز التسوق من مواد معلبة وجاهزة.

تؤكد ذلك أم محمد وتقول وهي تنصرف في طريقها إلى منزلها :" بيحي رمضان كلها أيام العافية أهم شيء العافية والستر من الله وربك كريم يستر على عباده نقص الأكل ولا زاد ما يفرق معنا قدنا متعودين إحنا أهل عدن على المتاعب من يوم عرفنا أنفسنا وحتى اليوم لكن ربك كريم.

تخفيضات وهمية

حول بوابة خيمة ضخمة وضعت في امام مركز تجاري وتضم محتويات واحتياجات عدة لشهر رمضان، التقينا عبدالله صالح يحمل عددا من الأغراض شكا الرجل بتذمر من ارتفاع الاسعار وعدم جدية التخفيضات التي تقدمها: " مع هذهي الاسعار الجنونية ايش بيجي المرتب؟ نشتي نشتري احتياجات شهر رمضان لكن الأسعار غالية جدا وكل شي صعب، علينا التزامات وفواتير ومصاريف وعلاجات ومواد غذائية لرمضان، اشترينا بعض الحاجات والباقي الله يعلم كيف بنسوي به، يستدرك عم عبدالله: " بيمشي الحال المهم البركة والآلفة والناس تتراحم ما نشتيش غير هذا، رمضان بيجي ومعه با تجي الصحون من كل بيت نعمة وربي نعمة المهم ربنا ما يغير قلوب الناس في عدن ويخليها تتراحم وتتحاب.

عرفت مدينة عدن مراكز التسوق الكبرى مؤخرا فقط، المدينة التي اعتاد سكانها على الوقوف في طوابير لساعات طويلة امام الجمعيات الاستهلاكية لأخذ الحصة المقررة من المواد الغذائية المدعومة من قبل الدولة، وهو النظام المتبع خلال عقود السبعينات والثمانينات في فترة حكم الحزب الاشتراكي، ولاحقا خلال العقدين الماضيين عقب قيام الوحدة لجئ المواطنين الى ثقافة الشراء بالتجزئة (تقشف) نتيجة تطبيق النظام الراسمالي في ظل محدودية دخل المواطنين الذين يعتمدون بدرجة رئيسية على مرتباتهم الزهيدة من جهاز الدولة، او دخلهم الخاص المحدود، وهو ما جعل التسوق.. ثقافة جديدة، لكن بالمقابل لا تستغرب اذا سمعت احد المواطنين يطلب من صاحب البقالة نصف كيلو سكر او 2 كليو دقيق وحتى بـ 100 ريال زيت الطبخ يقدمه له البائع في كيس بلاستيكي.

تلاعب ومنتجات تالفه

في المقابل يرى المواطن شكيب مقبل أن أسعار المواد الغذائية طرا عليها ارتفاع هذا العام عن بقية الأعوام وان هناك تلاعب بأسعارها من قبل بعض التجار ,خصوصا التمور التي ارتفعت بشكل كبير لدى بعض المتلاعبين بالأسعار مطالبا بإيجاد رقابة على التجار المتلاعبين وفرض رقابة عليهم .

ودعا مقبل التجار أن يتقو الله في هذا الشعب المغلوب على آمره مضيفا بان هذا شهر الخير الذي من المفترض أن هولا التجار هم من يدعم المواطن الكادح لا ان يتحول التجار إلى أداة للتسلط على المواطن، ويضيف الرجل: هناك منتجات فاسدة في السوق بسبب انقطاعات الكهرباء ومواد منتهية الصلاحية ولا توجد اي رقابة من الدولة او الاجهزة المختصة.

بحثا عن التخفيضات

اقبال كبير على مراكز التسوق الكبرى في محافظة عدن، التي يلجا اليها المواطنين خصوصا في مناسبة كشهر رمضان بحثا عن التخفيضات لشراء كافة احتياجاتهم من المواد الغذائية، بحيث اصبحت المراكز التجارية الكبيرة تهدد بائعي التجزئة والبقالات والبسطات، نتيجة لقدرتها الشرائية الكبيرة ومن خلال سياسة البيع التي تنتهجها: ( بيع كمية اكبر بفائدة اقل) وتقديم تخفيضات في عددا من المنتجات لتعويضها من منتجات اخرى، حيث يقع كثير من المتسوقين الباحثين عن أسعار تنافسية في ظل الغلاء في فخ هذه التخفيضات.

يقول احد المتسوقين بتذمر: التخفيضات ففي بعض المنتجات فقط فيما تباع بقية المنتجات بفائدة مضاعفة وبالأخير تضطر لشراء كل ما تحتاجه من المركز الذي يعوض الخصم من المنتجات الاخرى، متمنياً أن تستمر التخفيضات طوال أيام السنة، لا أن تقتصر على شهر رمضان والمناسبات فقط.

مبيعات اكبر بفائدة اقل

يؤكد عبدالله جازم مدير مركز ظمران سنتر احد المراكز الكبرى وأقدمها في محافظة عدن، ان عملية البيع والشراء نشطت بشكل ملحوظ خاصة مع قدوم شهر رمضان وتقديم عروض تخفيضات كبيرة، مشيراً إلى أن المتسوقين يبحثون عن المواد التي تتوفر عليها تخفيضات. وأضاف سيد أن الفترة الماضية شهدت نوعاً من الركود وتراجعاً في المبيعات، لكن التخفيضات المقدمة شجعت الزبائن على الشراء والبحث عن احتياجاتهم اليومية وبأسعار مناسبة في مراكز التسوق الكبيرة.

ولفت إلى أنه بفضل القدرة الشرائية الكبيرة من الشركات الغذائية المصنعة، تسمح له بشراء البضائع بكميات كبيرة وتقديمها للزبائن بسعر فائدة اقل يتم تعويضة كلما زادت الكميات المباعة، التي تتضاعف كلما كان السعر مناسب وفي متناول الجميع، موضحاً أن التنوع في البضائع وعرضها بأسعار تنافسية جذبا المتسوقين. وأوضح أن تنافس جميع المحال على استقطاب العديد من الزبائن جعل الأسعار تنخفض قبل قدوم شهر رمضان، مشيراً إلى أن الطلب على المواد الغذائية بلغ 90%، والسلع الأخرى 10%.

الاسواق الشعبية حل ولكن

تشهد الاسواق الشعبية في محافظة عدن اكتظاظ غير مسبوق هذا العام، فخلال الاسابيع الاولى من شهر رمضان مثلت هذه الاسواق ملاذا وحيدا للمواطنين هربا من جحيم الاسعار بعد ان تركت الجهات المعنية الحبل على الغارب للتجار، فنتيجة لانعدام الرقابة هذا العام على الأسعار كانت النتيجة: اسعار جنونية دفعت بالكثير من ذوي الدخل المحدود الى الاسواق الشعبية لكن اسواء من ما في الامر هو ان المواطنين يجدون انفسهم عرضة للغش والمنتجات التالفة ومنتهية الصلاحية في ظل غياب الرقابة الحكومية.

التعديل الأخير تم بواسطة صقر الجزيرة ; 2013-07-17 الساعة 01:14 AM
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس