[الفجر الباسم]

شيخوخة مبكرة


محمد عبدالله الموس

الخميس 13 يونيو 2013 06:59 مساءً

يمكن أن يوصف الربيع العربي بربيع الشباب، ويمكن القول بثقة أن شباب الجنوب كانوا، ولا يزالون، في الصدارة من هذا الربيع العربي، لكن هناك ما يمكن وصفه بحالة شيخوخة مبكرة أصابت شوارع الربيع العربي بلغت ذروتها في صنعاء، حيث كل الضحايا من الشباب، وفجأة أصبح مقود الثورة بأيدي شيوخ تزاحمت (لحاهم) على المنصات ويتسابون على الميكروفونات لإيصال رسائل التهديد والوعيد والوعود.

في الجنوب لا زال مقود الحراك بأيدي الشباب، حتى وان ظهرت حالات خرف لم تتمكن منه بعد، وهذه علامة تميز حراكنا عن ثورة شاخت مبكرا وفقدت حيويتها.

لم تلامس ثورة صنعاء جوهر معاناة الناس فقد تركزت مطالبها على تمكين طغاة جدد من نوع (قديم مجدد)، أصبح معهم الرئيس هادي مقاتلا من اجل دولة مدنية مع أناس لا يؤمنوا بها، ثم انحسرت مطالب (مشايخ الثورة) إلى أن صارت تصرخ، (بقايا العائلة.. بقايا العائلة)، لقد اتسعت الهوة بين أطماعهم وأحلامنا.

لو كانت صحيفة (الأيام) صنعانية لوضعها (شيوخ) صنعاء في صدارة أهداف ثورتهم، ولو كان الرهينة (احمد عمر العبادي) من منطقة غير جنوبية لتضامن معه (الأنس والجن) في صنعاء من اجل إطلاق سراحه، ولكانوا طالبوا بتعويض الأيام والعبادي بما يتناسب وحجم الخسائر التي أصابتهم ولتم التفاوض معهم حول حجم التعويض أسوة بالشركات الصنعانية (بالمناسبة، لم تعد هناك شركات جنوبية لملاك جنوبيين).

وحدة أبناء الجنوب هي أساس تحقيق أحلامهم، وقد سمعت الأستاذ عبد الرحمن الجفري، السياسي الجنوبي المخضرم، يقول (لقد أدى الحراك الجنوبي رسالته بصورة تقترب من الكمال وعلى السياسيين الجنوبيين ترجمة رسالة الشارع إلى مشروع سياسي نتوحد خلفه بكل قوة)، وإنصافا للرجل فأنه لم يألوا جهدا في سبيل ذلك ومعه كثر من الخيرين، لكننا نخشى أننا في مواجهة مزيدا من التمزق الجنوبي.

قال سياسي فرنسي، تعليقا على فشل وحدة المعارضة السورية التي فتحت لها خزائن الإقليم ودعم قوى كبرى، قال: (من حسن حظ السلطات في سوريا أن بليت بمعارضة كهذه)، ويبدو أن الحال من بعضه، إذ من حسن حظ ناهبي الجنوب أن بلينا بقيادات كهذه، وكفى.


اقرأ المزيد من عدن الغد | شيخوخة مبكرة http://adenalghad.net/news/53615/#.U...#ixzz2W8emEMiG