عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-06-05, 12:23 PM   #19
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي


اليوم العالمي للبيئة ..ورائحة الابادة الجماعية في عدن






اكوام نفاية وسط شارع عام بمدينة عدن قبل ايام


اأربعاء 05 يونيو 2013 11:10 صباحاً
عدن :

كتب /محمد درهم ابو ماجد .

تحتفل سائر شعوب العالم باليوم العالمي للبيئة والذي يصادف الخامس من شهر يونيو من كل عام ، ولتقييم تدهور الأوضاع البيئية ولحماية مكوناتها الأساسية بهدف المحافظة على صحة الإنسان وعلى الموارد الطبيعية من الاستنزاف، ولمواكبة التنمية في كل زمان ومكان .



والدارس للأوضاع البيئية في مدينة عدن و بالذات منذ عام 1990م حتى يومنا هذا سيلاحظ بأن هناك عملاً منظماً لتدمير البيئة بمواردها الطبيعية والبشرية ابتداءً من سوء استخدام الأرض بالصرف الغير مدروس والاستحواذ والبسط على الأراضي الزراعية والمتنفسات والمحميات والأحواض المائية .... الخ ، وتحويلها إلى طرق ومباني والى كتل من الأسمنت تشبه المقابر لافتقارها ابسط مقومات الحياة البيئية .. مروراً بالاستحواذ على الثروات الطبيعية والتي وصلت إلى حد تمادي مستحقات الأجيال القادمة .



وكما يلاحظ بأن الإنسان في هذه المدينة لاقيمة له لأنه يموت ببطء وبسموم فساد السلطة وعلى سبيل المثال التلوث العالي في الهواء بسبب ان السلطة غير قادرة على توفير تكنولوجيا حديثة لتوفير الطاقة الكهربائية النظيفة لمواطنيها .. ولذا نشاهد اليوم الانتشار الواسع لهذا الكم الهائل من المولدات وهي المصدر الرئيسي لغاز ثاني اكسيد الكربون .. وكذا لظهور وانتشار غاز أول اكسيد الكربون السام الناتج عن عدم الاحتراق الكامل للوقود في هذه المولدات وكذا السيارات والمصانع والمعامل وإحراق القمامة .. الخ ، ووجود هذا التلوث العالي في الهواء داخل المدينة إلى جانب حضور التلوث الضجيجي هو السبب الرئيسي في الموت المفاجئ بين أوساط الناس ( بالسكتة القلبية ) .



ولكون السلطة المحلية لاتؤدي دورها في إزالة وإبادة المخلفات بالطرق العلمية .. نجد مخلفات الإنسان حاضره في كل شبر من هذه الأرض الطيبة .. وفي كل ركن من أركان شوارعنا أكوام من القمامات التي تعج ببقايا التغليف والتعليب والأكياس البلاستيكية وكأنها زهور الربيع مفروشة على طول الطريق بإلاضافة إلى طفح مياه الصرف الصحي وانتشار الحفر الراشحة في ضواحي المديريات وبالذات في العشوائيات وكل هذه المخلفات تحتوي على مواد عضوية ذات العناصر الثقيلة شديدة السمية وكذا الأملاح بإلاضافة إلى احتوائها على الكثير من الكائنات الحية الدقيقة التي تسبب العديد من الأمراض .. وشوارع المدينة قد أصبحت مأوى لناقلات الأمراض ( الكلاب ، القطط ، الفئران ، والغراب والحشرات الطائرة والزواحف والقوارض .. الخ ) بسبب عدم مكافحتها وإبادتها من قبل الجهات المختصة .



فساد السلطة قد أباح كل شيء حتى الاتجار في السموم والسلع الحاوية على المواد المسرطنة وبدون وضع أو تحديد المعايير للحد المسموح به تلوث من هذه المواد الكيميائية السامة .. التي أصبحت تأثيراتها السلبية واضحة المعالم والنتائج ولن تجد حي واحد داخل هذه المدينة خالي من الإصابة بالأمراض التراكمية القاتلة ( السرطان ، فيروس الكبد ، الفشل الكلوي .. الخ ) وكذا إباحة السموم الأجتماعية بين أوساط الشباب وهو الطريق السريع المؤدي إلى الهلاك .. بالإضافة إلى القات والسجائر والشمة والتمبل والخمور واجتاحت المدينة الحبوب المخدرة والمهيجة والمهلوسة وكذا الحشيش والهدف منها فتك عقول الشباب والقضاء على صحتهم وإفقارهم .



وفي ظل فساد السلطة وغيابها عن حماية المستهلك ( المواطن ) ويتطلب من كل فرد ومن كل امراءة مربيه ان تلعب دور كبير في توعية أفراد أسرتها في الأمور الصحية والوقائية وفي الاقتصاد المنزلي من خلال :



_ التأكد من محتويات الأطعمة والمشروبات وخلوها من المواد الكيميائية الحافظة والصبغات والنكهات .



_ الامتناع عن استخدام الأواني المصنعة من البلاستيك ( أكياس ، صحون ، ملاعق ، أكواب ، الخ ) لتفاعل هذه الأواني مع الأطعمة وتحويلها إلى مواد مسرطنة .



_ عدم تناول الأطعمة المجهزة في الشوارع .



_ عدم الإفراط في تناول الأغذية والترشيد في استهلاك المياه والطاقة الكهربائية .



_ عدم الإفراط في استهلاك مواد التنظيف والتطهير ( الصابون ، الكلوركس ، الفلاش ، والمبيدات الحشرية ) مع اخذ الاحتياجات بإستخدام وسائل الوقاية لمنع استنشاق بخارها ولمنع تسربها عبر الجلد إلى الجسم .



_ التقيد بالنظافة الدائمة داخل المنزل وخارجة ، من خلال إزالة فضلات الطعام في حينه حتى لاتترك المجال لتكاثر الحشرات المنزلية .



_ تجميع المخلفات في أكياس مصونة ومربوطة ووضعها في الأماكن المحدد لها .



وبهذه المناسبة نناشد جميع المواطنين حفاظا على أرواحهم وعلى أرواح أطفالهم المساهمة بالمحافظة على نظافة هذه المدينة .. لان هذه المخلفات ( الملوثات ) المنتشرة في الشوارع طالما لايتم معالجتها بالشكل الجيد هي مجرد سموم قاتلة ومصبها الأخير ( النهائي ) بعد التحلل هي التربة والمياه الجوفية ومياه البحر .. وسوف نتناول هذه السموم في الدورات الغذائية القادمة ( نحن والأجيال اللاحقة ) لأنها ستنتقل إلى جسم الإنسان عبر المحاصيل الزراعية واللحوم والأسماك ومياه الشرب وستكون بمثابة المصدر الرئيسي لآلام الناس وأوجاعهم وإبادتهم .


الوقاية خير من العلاج




*مهندس كيميائي

التعديل الأخير تم بواسطة صقر الجزيرة ; 2013-06-05 الساعة 12:25 PM
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس