رسالة إلى فخامة الرئيس علي سالم البيض
يا فخامة الرئيس :
نحن الآن بصدد مواجهات وتهديدات خطيرة ؛ تحتاج إلى فهم عميق وإلى تخطيط دقيق وإلى أناة وصبر ( صبر القط ووثبة الأسد ) .. نحن الآن نتلقى الضربات العنيفة .. لكن الأهم من هذا كله هو مدى قدرتنا على الصمود لهذه الضربات , فالشعب ثائر وقد استوعب ضربات بالغة القوة .. رغم استخدام المحتل لترسانته العسكرية تحت غطاء من السيطرة الإمبريالية للأمم المتحدة .
يا فخامة الرئيس :
لقد علمتنا التجارب أن استخدام القوة العسكرية لم تعد الوسيلة الفعالة التي اعتمد ويعتمد عليها المستعمرون , لا تزيدنا إلا إصرارا على عدم التراجع مهما كلف الأمر ؛ فمقاومة الاحتلال والغزاة فرض عين لا خيار فيها للشعوب ما لم يتراجع المستعمرون ... وأن السلام لا يمكن أن يستتب إذا لم تؤخذ تطلعات الشعوب في تقرير مصيرها في الاعتبار وقد تفضي إلى كوارث , لكننا سنستمر حتى نحقق الاستقلال وبما يكفل حقوقنا المشروعة وحقنا في تشكيل مستقبلنا بإرادتنا الحرة .
لقد ناضلت حركات التحرر الوطني تاريخيا ضد الاستعمار كسيطرة سياسية ثم بعد ذلك إكتسب النضال بعدا اقتصاديا واضحا بإدراك هذه الحركات للمحتوى الاقتصادي الذي يمكن المحتل من القبض على مفاصل السلطة والثروة معا ويكمن خطر الثروة كعامل تزييف للإرادة الشعبية .. ونحن نعاني من هذا حيث يستقوون على شعبنا الأعزل ويشترون بها ذمم ضعاف النفوس .
يا فخامة الرئيس :
نحن سنقاوم الاحتلال ونقارعه مقارعة مستمرة دون توقف حتى نصل إلى خط النهاية رغم علمنا أنه نضال شاق ومرير وطويل ومتشعب يمتد بالضرورة إلى كل المجالات ويقترن باختيارات سياسية لنحقق به نوع من ( التخطيط الوقائي ) وهو الذي يفترض أنه في حالة الجاهزية القصوى , لكن هذا لن يأتي إلا من خلال إحداث تغييرات هامة وجادة وحاسمة في السياسات والاستراتيجيات وتوضيح الخطى التكتيكية للإرتقاء بالتطوير النوعي لمجموع العمليات النضالية بكل أشكالها خصوصا ونحن نخوض مواجهة لا تعرف الحلول الوسط .
فخامة الرئيس :
لقد عشت تجربة تاريخية كبيرة وعميقة وبمعنى أوضح أنت رجل صاحب تنظير وتمتلك القدرة على التخطيط بكل مستوياته مستوحاة من تعليمك وممارستك وتاريخك وشخصك .. ومطلبنا هو أن تؤدي واجبك ليس الى أن توصلنا إلى عدن وإنما حتى توصلنا إلى بر الأمان مع وضع خطط للثغرات المحتملة فالأحداث المتلاحقة يحدث فيه المتغير باستمرار وأمامنا مرحلتين هما :
مرحلة التحرير
ومرحلة ما بعد الاستقلال مباشرة .
المرحلة الأولى :
فمرحلة التحرير .. مرحلة ثورية وحيدة المحتوى والاتجاه , يجب أن تستمر مع وضع خطط خلاقة راقية ذات طابع نوعي وهذا ينبغي أن يكون قد تم تحضيره ودراسته وبحثه وتقييمه بشكل معمق وواسع على كل الأصعدة والمحاور بواقعية ... ونحن واثقون من النصر بإذن الله واستعادة ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) .
المرحلة الثانية :
لقد مررنا بتجربة تاريخية في الاستقلال الأول ولهذا فالشعب عند الانتقال مباشرة يحتاج إلى تثبيت الأمن وحماية ما تبقى من الحدود وتسهيل المعيشة لشعب مرهق حتى الموت وإعادة التعليم المجاني والصحة المجانية ثم البدء بعمليات التنمية على كل الاتجاهات
تحية لك من الأعماق والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عرين الاسود - وادي الاسود - الضالع
الاثنين 15 ربيع الثاني 1434
Read more:
http://www.dhal3.com/vb/showthread.p...#ixzz2UJgI9Vvb