أختلف تماما مع كاتب الموضوع
حيث أن كلام الباحث الروسي ينطلق من المصالح التي تجنيها روسيا من بقاء الجنوب محتلا من قبل اليمنيين
ولذلك لايعتد أبدا بتقييمه المنحاز والذي لايستند مطلقا على أساس الواقع الذي يقول بأن الجنوب
أصبح تحت السيطرة الفعلية الشعبية للثورة الجنوبية...
وما الإعتصامات التي تنفذ في الجنوب فتشل حركة البلاد من أقصاها إلى أقصاها إلا دليلا واقعيا وواضحا
على أن الإحتلال لم يعد يسيطر سوى على ثكناته العسكرية التي تعتدي على الثوار العزل من السلاح.
أما قول الباحث الروسي بان الحوار سيطول لفترة وأنه قد ينجم عن ذلك رؤية تطورات في تركيبة المشهد السياسي
فهذه مجرد هرطقة إعلامية كاذبة لأن الواقع يحدث عن نفسه...
فتلك القوى السياسية القبلية التي حكمت الجمهورية العربية اليمنية منذ أزمنة غابرة
هي ذات الوجوه التي توجد في مؤتمرهم المزعوم اليوم..
والباحث الروسي "مدعي البحث" يتناقض مع نفسه حين يقول :
(((تكمن المفارقة في أن مشكلة الجنوب تعتبر بنظر الكثيرين واعترافهم مشكلة سياسية مركزية وسوف تحظى باهتمام رئيسي
سواء بمشاركة أو عدم مشاركة القوى غير الممثلة بالحوار اليوم المسالة ليست بالتمثيل الشخصي بل المضمون الفكري في هذا الحوار "....
بما معناه أننا سواء دخلنا الحوار أم لم ندخله فالطبخة جاهزة أصلا وماعلينا سوى ازدرادها وابتلاعها رغما عن أنوفنا!!!!
بل أن دخولنا المؤتمر مع وجود الخونة والعملاء الجنوبيين سيجعل مهمة الجنوبيين في استرجاع أقل حق من حقوقهم تحديا صعبا
لأن من سيقف بوجههم هم الخونة والعملاء أولا قبل اليمنيين...حيث سيأتي بهم الإحتلال اليمني إلى المؤتمر لهذا الغرض فقط ...
كما أنهم سيعتبرون مشاركين في صنع قرار يترتب عليه مستقبل الجنوب حاضرا ومستقبلا رغم خيانتهم للجنوب وعمالتهم للمحتل!!!
كاتب المقال أيضا يلمح ويشجع إلى ضرورة المشاركة في الحوار تحت شعار الحرص على القضية الجنوبية!!!!
التي لايعترف بأنها محتلة ولايدعو طبقا لذلك لتحرير وإستقلال الجنوب من الإحتلال اليمني الهمجي
وإنما لاستعادة الدولة (....).... ولكن أي دولة هي؟؟؟... (((الله أعلم)))؟؟؟!!!!
إن دخولنا إلى حوار سقفه محدد ونتائجه محسومة سلفا يعتبر عبث وتضييع وقت نحن في أمس الحاجة إليه
فنحن لانبحث عن حقوق مالية أو إجتماعية وإنما نريد استعادة وطننا المحتل من أيدي الغزاة الطامعين
فحتى لو اعتبرت الدول الإقليمية والدولية هؤلاء الخونة والعملاء بأنهم ممثلين عن الشعب الجنوبي
فإنهم لن يستطيعوا تنفيذ حرفا واحدا مما جاء في هذا المؤتمر لأنه لاتوجد لهم شعبية في الجنوب
ولأننا قانونيا غير ملزمين بالمؤتمر ولم ندخل فيه كطرف ولم نوقع على سقفه ولا نتائجة المطبوخة سلفا...
لذا فإن الذهاب مع وجود الخونة والعملاء سيضعف موقفنا أكثر فأكثر....وسيعطيهم شرعية لايستحقونها
وذهابنا إلى المؤتمر سيعطي الإحتلال اليمني شرعية لوجوده في الجنوب!!!وسيدفن القضية الجنوبية إلى الأبد...
وهذا هو مايسعون إليه بكل الطرق والوسائل لأن وجود القضية الجنوبية (((حية))) هو في حد ذاته
تحديا كبيرا للإحتلال اليمني البغيض
وعليه فإن الذهاب إلى حوارات من هذا النوع هو مجرد سخف وغباء لابد من رفضه دائما
ويجب علينا إقفال الباب أمام أي دعوة تقوم على مبدأ التبصيم للمحتل وأعوانه.