أحترافية الرئيس البيض تستبق المكايدات
المحرر السياسي (عنا ) -
اثبت الرئيس علي سالم البيض قدرته السياسية على مجارات الاحداث المتسارعة والتعامل معها بحنكة السياسي المتمرس المخلص لقضية شعبه ومشروعها التحرري الاستقلالي الناجز ,,منعطفات خطيرة تمر بها قضية الجنوب ومطبات تواجهها ويكون المستهدف برمزيتها الرئيس البيض بطريقة او بأخرى تتعدد الوسائل والطرق ولكن الهدف واحد يتمثل بالسعي لأضعاف مشروع الاستقلال ,,الرئيس البيض الذي انتهج الاستشارات والتداول بالرأي مع قيادات الداخل الميدانية الفاعلة في كل صغيرة وكبيرة وشاردة وواردة تتعلق بمجريات العمل السياسي في الخارج واستطاع البيض تحقيق نجاحات كبيرة بعد ان قطع على نفسه عهد بعدم التصرف بمصير قضية شعب الجنوب الا بالرجوع الى قيادات الداخل السياسية والميدانية الفاعلة والنخب الاكاديمية والكفاءات العلمية والمرجعيات الدينية والقبلية وتطلعات شعب الجنوب وشهدائه وجرحاه ومعتقليه,,ولكي نضع النقاط على الحروف سنعمل على مقاربة ومقارنة حقيقة بين نتائج اجتماع دبي في البيان الختامي الصادر بتاريخ 9مارس 2013م وبين مضامين ومحتوى رسالة الرئيس البيض التاريخية الى السيد بان كي مون الامين العام للامم المتحدة بواسطة المبعوث الاممي في دبي جمال بنعمر بتاريخ 7مارس والتي جاءت قبل يومين من صدور بيان اجتماع دبي وفي هذه المقاربة المتواضعة سيجد القارئ مدى الاستشفاف السياسي والقراءة الايجابية المسبقة من قبل الرئيس البيض لما يحاك في اروقة الاقليم والخارج حيث ان البيض ومستشاروه في الداخل والخارج وصلوا الى قناعة مسبقة ان هناك مكايدات يخطط لها لوصم ثورة الجنوب السلمية التحررية بانها تمرد مسلح او حراك مسلح وعنف وغيرها من مصطلحات ساذجة تقوم بتسويقها ابواق صحف وقنوات اعلام سلطات الاحتلال ومروجيها في الخارج ,,وما بيان مجلس الامن الدولي الاخير والفقرة الرابعة الاشارة السلبية للرئيس البيض واعتباره معرقل للتسوية السياسية وللمبادرة الخليجية الا خير دليل على حجم المكايدات السياسية ومحاولة الصاق تهم العنف وعدم سلمية الحراك الجنوبي بإشارات مبطنة الى الرئيس البيض وماحاول اخفائه بيان مجلس الامن في الفقرة الرابعة تم قوله بصراحة في بيان دبي في الفقرة الاولى الذي يدعي ويناشد على سلمية الحراك الجنوبي وبدون اي مناسبة حين قال (ونشدد على التمسك بهذا الخيار ومقاومة كل محاولات الانجرار نحو العنف ,,,ونعلن جميعنا التزامنا بنبذ العنف وبذل كامل جهودنا للحيلولة دون حدوث اي اعمال عنف )وكأن هذه الفقرة كان مقرر لها أن تاتي في البيان الرئاسي لمجلس الامن الدولي والفقرة الرابعة ,,وبالعودة الى رسالة الرئيس البيض الى المبعوث الدولي جمال بنعمر والتي جاءت قبل بيان دبي بيومين وليس بعده جاءت رسالة الرئيس البيض المقترح الاول من الطلبات متوافقة سياسيا مع المطلب الدولي لنضال شعب الجنوب السلمي جاءت كمايلي (1. أن يعلن مجلس الأمن تقديره للنهج السلمي الذي يتبناه شعب الجنوب من أجل استعادة كرامته و دولته المستقلة، وتقديره له لدوره في نبذ العنف ومكافحة الإرهاب.)وهذه الفقرة تحمل في التبويب رقم (1)في رسالة البيض لجمال بنعمر تقابلها الفقرة (أولا)في بيان دبي ,,,وهذه الفقرة في رسالة البيض هي لب الموضوع للرد السياسي المتمكن والاستباق السياسي وهنا سجل الرئيس البيض سبق سياسي رائع في التعامل الموضوعي مع الاحداث من خلال التواصل المستمر مع المبعوث الدولي جمال بنعمر و قراءة ابعاد لقاء دبي ومعرفة نتائجه مسبقا والتي جاءت بمضمونها كاتهامات للحراك الجنوبي بانتهاج العنف المسلح وعبارة (مقاومة كل محاولات الانجرار نحو العنف )الواردة في بيان دبي تمثل تعزيز وتأكيد للاتهامات الباطلة ومحاكمة النوايا التي تسوقها اعلام وابواق اعلام الاحتلال اليمني كمجاولة للتشوية بثورة الجنوب السلمية ,ومن ناحية اخرى ظل البيض على تواصل مستمر بقيادات الداخل الميدانية والسياسية الفاعلة وجاءت رسالة الرئيس البيض الى المبعوث الدولي كمرافعة مسبقة للدفاع ودحض الاتهامات الباطلة والتي جاء في رسالة البيض ايضا بالتأكيد على عدم صحة الاشاعات والمكايدات مايلي(على الصعيد المحلي:أرتبط نضال شعب الجنوب السلمي بالمطالبة بفك الارتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية الذي يجعل من موقف الجنوبيين أكثر قوة وأحقية ممن سبقهم من الشعوب الأخرى، بإعتبار أن الدولتين كانتا عضوين فاعلين في الأمم المتحدة وبقية المنظمات الإقليمية والدولية)) وهذه الفقرة الهامة التي غابت عن أذهان مهندسو بيان دبي والتي حضرت بقوة في رسالة البيض وهنا تتجلى القدرات السياسية والابداعية والذهنية للشخصية القيادية المتابعة للاحداث ومواكبتها والمؤمنة بعدالة وهدف قضية شعب الجنوب التحررية ,, ولآن الله مع الحق قال في محكم كتابه ( " إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون"
المحرر السياسي