عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-09, 03:05 PM   #72
اسدالجنوب
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-03
المشاركات: 6,704
افتراضي

صدى عدن / دبي / خاص :

أستنأف اليوم السبت الموافق 9مارس 2013 الأجتماع الرسمي الجنوبي المنعقد في إمارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة الذي جمع عدد من القيادات الجنوبية من الخارج مع السفير جمال بن عمر وحضر الأجتماع الرئيسين علي ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس والأخوة سالم صالم محمد و صالح عبيد أحمد وعبدالرحمن الجفري والسلطان عبدالله عيسى بن عفرير ومحسن بن فريد وصالح بن عليان المهري وجابر محمد وعلي عمر كفاين وجهاد عباس والشيخ عبدالعزيز المفلحي وعلوي الجفري وعبدالحافظ الصلاحي ومساعد محمد محسن وحضور السيد جمال بن عمر وفريقة والبرفيسور مارك ويلر مدير مركز لوترباكت للقانون الدولي - جامعة كامبريدج ومقاطعة مندوبي الرئيس علي سالم البيض الذي اكتفيا بتسليم الرسالة وقاطعا اللقاء

افتتح الاجتماع السفير جمال بن عمر المبعوث الخاص للامين العام للامم المتحدة اليوم في مدينة دبي

وفي بداية اللقاء رحب بالحاضريين وقدم بنعمر بعض الافكار وقال ان الجنوب في السابق عانى الكثير من المشاكل وعلى الجميع تحمل المسؤولية للوصول الى الحل الذي يقرره الشعب، وأضاف تناقل البعض أنني مع الفيدرالية ، وأنا من هنا اقول لكم نحن في الامم المتحدة مع الحوار ولا ندعو لأي خيار واليمنيين هم من يقررون مستقبلهم والشعب في الجنوب هو من يقرر مصيره بنفسه ولكن عبر الحوار ، ودعى الى نبذ العنف.

بدوره تحدث الرئيس علي ناصر وقدم كلمة تمنى في مقدمتها لو ان السيد علي سالم البيض معهم وكذلك غيره من قيادات الحراك في الداخل، ونوه إلى أن هناك احتقان سياسي وأن الحكم الفاشل هو من عبث بالبلاد من خلال الحروب العبثية وقال في عام 1990 كانت نسبة الجنوبيين الذين مع الوحد بحدود 95 % أما اليوم فان العدد الذي يطالب بالانفصال قد ارتفع الى 96 % وذلك نتيجة السياسات الخاطئة والظلم اللاحق بالشعب في الجنوب

ثم تدخل الأخ حيدر العطاس معلقا وقال ان نسبة 96 % مع استعادة الدولة ، وبدوره علق الأخ عبدالرحمن الجفري وقال ان نسبة 96 % مع التحرير والاستقلال

واضاف الرئيس علي ناصر ان هناك مزايدات من قبل البعض لكسب الشارع ولكن هذا مع الاسف يدفع للفوضى ويخلق الانقسام في صفوف الحراك الجنوبي اما بالنسبة للشمال فقال ان البعض عينهم على الثروة وليس على الوحدة

مرفق نص الكلمة

وفي مداخلة للسيد عبد الرحمن الجفري رئيس حزب الرابط رأي قال اننا اصحاب قضية، مؤكدا على اهمية عقد لقاءات مستقبلية تشمل كافة الاطراف السياسية، ونوه الى لقاء الفيصلية الذي جمعهم في الرياض مع الامين العام لمجلس التعاون الخليجي السيد عبد اللطيف الزياني وقال خرجنا برؤية وافق عليها الجميع من الاطياف السياسية الجنوبية وشدد على ان الجميع كان متوافق معها من كافة الطيف السياسي

محذرا من الانفلات الامني وقال هناك قضية في غاية الخطورة ونعتقد ان عامل الوقت اكبر العوامل خطورة (في اشارة الى المماطلة الاممية او الاقليمية او المحلية في حل القضية الجنوبية)، وقال نحن السياسيين ندرك ان العمل السياسي هو الاساس وما سواه خراب وانا لا اريد الخراب لوطني وشعبي هو المتضرر، ولكن علينا ان ندرك ان شعبنا مقهور ..... والمقهور لا يمكن ضبطه

وفيما يخص المعتقلين الجنوبيين، توجه الجفري الى جمال بنعمر وقال له : تصور يا استاذ جمال هناك شباب جنوبيين معتقلين مع مجانيين ورغم انه قد صدرت الاوامر بالافراج عنهم .... كيف شعورك لو كان ابنك او ابنتي ، وقال : يجب وقف آلة القتل ... وإلا .. لا نعرف ما هي النتيجة

واشار إلى أنه في هذا الاسبوع (الحالي) وزعت اموال واسلحة الى الشباب في الجنوب وتوارى من وزعها عن النظر ونحن نعرف ان اطراف في السلطة هم وراء ذلك .



الشيخ عبد العزيز المفلحي قال لقد بح صوتنا منذ سبع سنوات ونحن ننادي بحقوقنا وحقوق شعبنا، يجب علينا ان لا ننتظر حتى تحدث المآسي لنجد حل لانه عندها الحل يكون كما لو ما كان

ثم طالب الامم المتحدة بتحمل مسؤوليتها الاخلاقية اولاً والقانونية ثانياً لايجاد حل للقضية الجنوبية العادلة

وقال إن الاحتلال البريطاني ارحم بـ 100 مرة من الاحتلال اليمني .

مضيفا انه كان يأمل ان يكون معنا اخوتنا من قيادات الحراك في الداخل

وقال ايضا اننا في نهجنا وتعاملاتنا وسطيين .... ولكننا لسنا وسطيين بحق استعادة دولتنا الجنوبية الفيدرالية



الرئيس حيدر ابو بكر العطاس قال نحن نشكر السيد جمال على العبئ الذي يتحمله ونشكر الامم المتحدة ، ولكن مأخذنا انه في عام 1994م وقفت الامم المتحدة موقف حيادي اثناء الحرب على الحياد، وفي اشارة الى بيان الامم المتحدة الاخير حول المعرقلين للعملية السياسية في اليمن قال انه كان من الخطأ ادراج اسم الاخ علي سالم البيض الى جانب اسم علي عبد الله صالح لانكم بذلك تزجون الجنوب في مبادرة لم تشمله بالاساس وهذا اجحاف بحق القضية الجنوبية، الجنوب كان دولة ذات سيادة فكما هو الحق له بالدخول في الوحدة لها الحق في الخروج منها ، وتسأل ايضاً هل يعاقب الشعب في الجنوب بسبب النظام القائم في ذلك الحين او بسبب الحزب الحاكم او بسبب سياسات الدولة (في اشارة الى الحزب الاشتراكي)

قال نحن لا نريد صدقات من اخواننا في الشمال بتعاطفهم مع القضية الجنوبية، كان الاخوة في الشمال يطاردوننا من عاصمة الى عاصمة ليقيموا اتفاقيات معنا لا بل انهم وقعوا بخط ايديهم على وثيقة تقر بالفيدرالية وحق شعب الجنوب في تقرير مصيره في 13 – 6 – 2010م (وهي التي انقلبوا عليها بعد شهر عندما وقعوا مع علي عبد الله صالح يوم 17 – 7 – 2010 ) الموقعين احزاب اللقاء المشترك ومن بينهم الاصلاح وكذلك الاستاذ محمد سالم باسندوه رئيس الوزراء الحالي

بعد الثورة عام 2011 مع الاسف اننا لم نجد لا من السلطة الحالية او احزاب اللقاء المشترك او الاخوة في الشمال أي مبادرة تجاه قضيتنا الجنوبية العادلة

في لقائاتنا مع الخليجيين قلنا لهم ان المبادرة اتت لحل الخلاف بين علي عبد الله صالح وعلي مجسن الاحمر

سالم صالح محمد قال لقدد كنت انا والاخ حيدر العطاس والاخ صالح عبيد المتواجدين حالياً هنا من الموقعين على الوحدة عام 1990م وانا من جهتي اقول انني وقعت عليها بحماس ونترك الموضوع لذمة التاريخ

اليوم انا اجزم أن كل الجنوبيين من الاخ عبد ربه منصور هادي الى اي جنوبي سواء كان بييننا ام في الجنوب سيقول لك أن الظلم واقع على الشعب في الجنوب ، هؤلاء الذين امامك كانو قيادات لم يبق لهم لا منزل ولا ارض في الجنوب

وقال لدينا دعوات الى الحوار الوطني ولكن لن نحضر لانه لم تتخذ السلطة اي خطوة جادة تجاه الجنوب سواء التي ذكرها الاخوة او النقاط العشرين ونحن مع الحراك السلمي الديمقراطي وندين العنف

وختم الاخ سالم صالح مداخلته وقال متوجهاً بحديثه الى جمال بنعمر :

الجوع كافر ... القتل يومياً في بيوتنا ومنازلنا ... لقد دمروا جيلاً كاملاً فلا تدريس ولا تنمية



الاعلامي الجنوبي جابر محمد قال الجميع يتحدث عن الامن في المنطقة وينظر الى اليمن كممر مائي استراتيجي ، نحن في الجنوب نتحدث عن كرامة وعن حقوق لنا ولشعبنا ... ولعل الملايين التي تخرج الى الشارع للمطالبة بحقوقها لن يثنيها اي شيء ولن يتنازلوا عن الاستقلال في اشارة الى المليونيات التي خرجت في ذكرى الاستقلال او في ذكرى ثورة 14 اكتوبر او بتاريخ 13 يناير ذكرى التصالح والتسامح)

قال بعد الحرب عام 1994م غادرنا الوطن ومازلنا الى الان خارج الوطن .



ثم عقب السيد جمال بنعمر وقال :

فيما يخص ترتيبات اللقاء وكنت اتمنى ان نجتمع مع الاخوة الحاضرين اضافة الى بعض الاخوة من قيادات الحراك الجنوبي في الداخل

نحن في الامم المتحدة نريد اللقاء مع كافة الاطراف ، فانا عندما اكون في صنعاء التقي مع وفود من قبل السيد عبدالملك الحوثي وكذلك التقي مختلف الاطراف وكذلك الحال بالنسبة الى الجنوب نريد اللقاء مع الجميع وليطرحوا ما يريدوا من افكار

هذا وقد علمت " صدى عدن " ان اللقاء مازال يواصل اعمالة وان القيادات الجنوبية والمبعوث الاممي قد اتفقوا على عقد لقاء قادم يضم مختلف الاطياف الجنوبية برعاية الامم المتحدة ومجلس التعاون الخليجي كما علمت ايضا ان القيادات الجنوبية ستقاطع اعمال مؤتمر الحوار اليمني الذي سيبداء اعمالة يوم 18 مارس القادم .



كلمة الرئيس علي ناصر محمد

الموجهة إلى اجتماع القيادات الجنوبية مع السفير جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن



دبي – الإمارات العربية المتحدة الســبت 9 مارس 2013م

بسم الله الرحمن الرحيم

السادة قيادات وكوادر الحراك الجنوبي السلمي وأطياف العمل السياسي



سعادة السفير جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن



الســــــلام عليكم ورحمة الله وبركاته



بداية أتقدم بأحر التحيات إلى أبناء شعبنا في الداخل والخارج ، وأحيي لقاءنا هذا الذي يجمعنا اليوم سوياً مع سعادة السفير جمال بنعمر، وكنا نأمل أن يشاركنا الأخ علي سالم البيض وكل الفرقاء الجنوبيين للتشاور فيما يخص قضية شعبنا الجنوبي حاضره ومستقبله وتلبية لنداء الجماهير التي خرجت في ذكرى التصالح والتسامح في 13 يناير المنصرم، لنخرج بالتوافق على رؤية موحدة خلاصتها الأولى والاخيرة هي تحقيق الخير لشعبنا ووطننا وتحقيق مستقبل أفضل للأجيال القادمة لكي تنعم بالأمن والسلام ولوطننا التقدم والارتقاء اسوة بباقي دول العالم ، ونأمل ألا يجمعنا فقط جمال بنعمر وجمال العواصم والمدن التي نلتقي بها بقدر مايجمعنا الشعور المشترك بقضيتنا وبما تحمل من مأساة تتطلب صحوة الضمير والعمل بمصداقية لإنقاذ بلادنا .

وفي إطار التوصيف المختزل لهذه المأساة ، لا يمكن لأحد أن يفسر المشكلة اليمنية شمالا وجنوباً سواءا قبل العام 90م أم بعده دون أن يذكر الوحدة بوصفها العنوان الأبرز والأهم والحاكم لكل تعقيدات الأزمة المقيمة في اليمن ، وغني عن القول بأن الوحدة كانت هدفا استراتيجياً لنا في الجنوب، وارتبطت بها بشكل وثيق مختلف الصراعات التي كانت قائمة في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والحال هذه بالنسبة لبعض الأحداث في الشمال ، بل أنها في الجنوب كانت المحور الأساس الذي تشكلت على أساسه الصراعات السياسية التي لم تكن على السلطة بقدر ما كانت على الوحدة مع الشطر الشمالي وكيفية تحقيق ذلك الحلم الجميل الذي تغنى به الجنوب قيادة وشعباً وبات اليوم ينظر إليه على أنه كابوس مفزع ، ولئن كان أمراً مؤسفاً إلا أن له مايفسره موضوعياً بدءا من الطريقة التي اتبعتها قيادة الشطرين في إعلان الوحدة العام 90م بصورة اندماجية وغير مدروسة ومرورا بأزمة 93م السياسية ذات الطابع (التقاسمي) ووصولا إلى حرب 94م الظالمة وتبعاتها وآثارها المدمرة للأرض والإنسان في الجنوب من خلال الرؤية الخاطئة لدى بعض قوى الشمال والتي تتحرك وفق فكرة عودة الفرع إلى الأصل والاستيلاء على الثروة ، الأمر الذي تراكم سلبياً على مستوى الممارسات الممنهجة والهمجية ضد شعب بأكمله ، وأسست هذه الحالة المراهنة على الباطل على انبلاج صوت الحق المتمثل بانطلاقة الحراك الجنوبي السلمي كأول ثورة سلمية سبقت ثورات الربيع العربي ، بل تجاوزتها بخصوصياتها الذاتية والموضوعية فوق أنها انبنت على أرضية التصالح التسامح الذي يحاول البعض النيل منها حتى اللحظة كتجربة حضارية رائدة ولكن دون جدوى فقد وعى شعبنا دروس الماضي واستلهم منها الدروس التي تبعث على تجاوز الأحقاد والنظر إلى المستقبل الأفضل من خلال عودة الحقوق وتصحيح المسار حتى ارتفعت المطالب بسبب عدم الالتفات إلى المطالب المشروعة والإمعان في الظلم لتصل إلى تقرير المصير، وعندما ساهمنا مع مختلف الأطراف الداعية والراعية للحوار الوطني المرتقب في 18 مارس في مختلف اللقاءات إنما كنا نستهدف التأكيد على ضرورة إشراك الجميع بمختلف خياراتهم المطروحة .

إن الاحتقان السياسي الذي اتخذ عنوان الأزمة العامة في اليمن كان نتيجة طبيعية لسياسات حكم فاشلة تعتمد الحروب العبثية كما حصل في صعدة خلال ست حروب وتعتمد أيضاً إنهاك البلاد إقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وصلت إلى حد الاستزاف للمال العام وللبنى التحتية وحتى البنية النفسية

للمجتمع من خلال إرساء أزمة أخلاقية مزمنة وتعميم ثقافة الكراهية والتي شكلت مجتمعة بيئة خصبة للصراع بين مراكز نفوذ وأحزاب سياسية ومصالح اقتصادية متضاربة وعلاقات اجتماعية شائكة فكانت الأزمة المتفاقمة نواة لاندلاع ثورة الشباب في 11 فبراير 2011م لتشكل البعد الجديد المتمم للثورة التحررية في الجنوب والمشكلة الصعداوية وتنامي ظاهرة الإرهاب والانهيارات الأخرى على مختلف الأصعدة ، وبذلك فقد النظام شرعيته بالكامل ، فتحركت عجلة التغيير الذي بشرنا به في وقت مبكر عندما أطلقنا شعار (التغيير أو التشطير) وتلقفه الشباب الذين لايزالون ينتظرون ثماراً حقيقية لثورتهم مثلما ينتظر الجنوب حلاً عادلاً لقضيته بعد تضحيات جسام وشهداء وجرحى ومعاقين ومخفيين ولاتزال الحالة القمعية مستمرة من خلال أحداث متنقلة وممارسات سلطوية تزيد الطين بلة ، كما أن تعثر هذا التغيير وعدم اكتماله ومارافق ويرافق هذه العملية من إخفاقات مشهودة تجعلنا نخشى أن يتخلق بسببها شعار جديد هو ( الحوار أو الحرب ) ونريد في كل جهد قمنا ونقوم به أن نضع حداً لهذا التدافع الكارثي من أجل المصلحة العليا للوطن وحفظ حقوق المواطنين وإعادة توجيه الحياة العامة بطريقة تضمن العدالة والسلام لشعبنا ولا تصطدم مع المصالح الإقليمية والدولية التي ينبغي أن تكون ضامنة للجميع وليست ضامنة لطرف على حساب طرف آخر ، فلم يعد للإقصاء بكل أشكاله أي أفق ولن يؤدي ذلك إلا لمزيد من تكثيف الأزمات التي قد تنتقل إلى حرب لا يمكن لجمها والتحكم بمساراتها وستأتي على الأخضر واليابس ولن يسلم منها أحد وستؤثر بطبيعة الحال على ما بعد حدود بلادنا وعلى المصالح في المنطقة .



ومن هنا يكتسب هذا اللقاء كامتداد للقائات سابقة أهمية بالغة وعلينا أن ندرك بأن توقف جهود إشراك الجميع في الحوار الوطني لن يكون في مصلحة هذا الحوار الذي لطالما أكدنا أنه الوسيلة المثلى لحل المشاكل وفك عقد الأزمات فيما لو اتخذ مساراته الحقيقية وتوفرت شروطة وألياتة بحسب موضوعاته وتساوت أطرافه وعُزِلت عنه مصادر ومراكز القوة والنفوذ وكان جاداً وعادلاً ومنصفاً لا يستقوي فيه طرف على طرف بل يمضي في جو من الندية والإيمان بحق الآخر في التعبير عن قضيته بالطريقة التي يراها مناسبة حتى التوصل إلى قواسم مشتركة والمرحلة بحاجة ماسة اليوم لأن يجري تغليب المصلحة العليا وصولاً إلى بر الأمان ، وفي هذا الإطار علينا أن نتفهم ثقافة الاختلاف وأن نشعر بنبض الشارع لا أن نستوحيها من رؤية بعض النخب لاسيما وأن التعدد

والتمزق بات يشمل كافة القوى ، ويدفع إلى ضياع البوصلة والذهاب نحو المجهول ، وهنا ينبغي التركيز على نبذ العنف وعدم الانجرار إليه فالعنف لا يولد إلا العنف ونخشى توسع مظاهره التي طفت على سطح الاحداث مؤخراً في مناطق جنوبية وخاصة في عدن وهي جريمة كبرى ترتكب بحق شعبنا في الجنوب .

إننا من خلال هذا اللقاء نأمل أن نفتح ثغرة للنور في جدار أزمة الثقة المستعصية بين مختلف الفرقاء ولن يتأتى ذلك إلا بإبداء حسن النوايا بالأفعال وليس الأقوال وبالضمانات وليس العقوبات ، فالأقوال سئمها شعبنا والعقوبات واقعة عليه منذ زمن طويل ، وشعبنا وحده من دفع أثمان باهضة لأخطاء لا ناقة له فيها ولا جمل .

كما أن الالتزام بالعهود يعتبر مؤشراً من مؤشرات تقليص أزمة الثقة ومن هنا شددنا في مناسبات عديدة على ضرورة التهيئة للحوار وتوفير المناخ المناسب لإجرائه بالنظر لآراء مختلف الفرقاء ومن بينها الرؤية التي تقدمنا بها للجنة الاتصال إضافة إلى الرؤى التي تقدمت بها أطراف أخرى ، وكذلك شددنا على أهمية أن نرى النقاط العشرين التي أقرتها اللجنة الفنية للحوار واقعاً ملموساً .. كما كان لزاماً البدء بخطوات اجرائية عملية فورية كمرحلة أولى لازالة آثار حرب عام 1994م على الجنوب وهذا الأمر وغيره من القضايا سبق أن تقدمنا برؤية تفصيلية حيالها ونطرحها في وثيقة مرفقة في هذا اللقاء، على مبدأ : فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين..

وباعتبار أن هذا اللقاء مكرساً على الحالة الجنوبية كقضية عادلة وكحراك سلمي وكخيارات سياسية وكمكونات وقيادات متعددة فإنه يتعين أن تستوعب مكانة القضية الجنوبية وقدسيتها كماهي في قلوب أبناء الجنوب وعلى هذا الأساس يتفهم الجميع محليين ودوليين أن سياسة فرض الأمر الواقع بأي قوة كانت غير ذي جدوى كما أن التعاطي السلبي من أي طرف أياً كان موقعه في مرحلة بهذه الحساسية ينقلنا من الخطأ إلى الخطيئة ، وفي الوقت الذي نقدر فيه جهود الدول الراعية للتسوية السياسية والحوار الوطني نأمل أن تسهم في التوصل إلى ضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار وإن كان أمراً لاحقاً لقضايا التهيئة للحوار من أساسه .



إن حل القضية الجنوبية لم يعد حاجة وطنية بل ضرورة إقليمية دولية وعليه يجب أن تدرك كافة الأطراف أن هذا الحل لن يرى النور دون استشعار أهمية الحوار الجنوبي الجنوبي ومن ثم الحوار مع الأطراف المعنية وأن تتم هاتين العمليتين على أساسين : هما أن الجنوب ليس حزباً بل شعب ووطن ، وأن تقرير مصير الجنوب لن يمر إلا بالجنوبيين المؤمنين بعدالة قضيتهم وبتعاون الأشقاء والأصدقاء ... كما لا يجب على أحد أن ينسى بأننا نعيش جميعاً في محيط واحد تؤثر كل طقوسه على كل قاطنيه ...



وختاماً ... أتمنى لهذا اللقاء النجاح والتوفيق وأن يكون بمستوى التحديات الراهنة والمستقبلية، وأن يكون مقدمة للقاء موسع يشارك فيه جميع الفرقاء الجنوبيين دون استثاء، يخروج بـرؤية ومـرجعية سياسية توافقية.



والســلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

اسدالجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس