عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-03-07, 11:26 AM   #38
صليل الصوارم
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-03-02
المشاركات: 639
افتراضي

بانتظار مبادرة شجاعة من الرئيس هادي..

حسن علي كرم

للرئيس اليمني التوافقي عبد ربه منصور هادي قلبان قلب يحمله معه في صنعاء حيث مركز السلطة وعاصمة الدولة. وقلب اودعه في الجنوب وتحديدا في قرية (ذكين) التابعة لمديرية الوضيع في محافظة «أبين...» وهي المحافظة التي يتمركز فيها عثاة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
لذلك لا اتصور على الرغم من بعده ومكوثه في الشمال سنوات طويلة، وعلى الرغم من انغماسه في العمل العسكري ثم السياسي ثم السلطوي في خلال تلك الفترة الممتدة منذ عقد السبعينيات من القرن الماضي والى يومنا الراهن، وعلى الرغم من مسؤوليته كرئيس للجمهورية، ورئيس توافقي وهي صفة مؤقتة تنتهي بانتهاء الفترة المحددة لحل مشاكل وتداعيات الثورة الشبابية التي افضت الى رحيل الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن السلطة بعد ثلاثة عقود ويزيد وهو جاثم على كرسي الحكم يرفض التزحزح عن مكانه.
لذلك لا اتصور ان الرئيس هادي على الرغم من مسؤولياته وواجباته ان يكون قد نسي أو شطب ذكريات الطفولة والصبا والرجولة التي قضاها في قريته أو في مدرسته أو في المحيط الاوسع محافظة ابين أو في عاصمة الجنوب عدن أو غير ذلك من المرابع والاماكن في وطنه الاصلي، فالانسان ابن بيئته، فمهما تباعدت الذكريات وتناءت الاوطان، تبقى ذكريات الطفولة والصبا راسخة في العقل لا تبيد بل لعلك تنسى ذكرياتك الراهنة لكن ذكريات الصبا والطفولة لا تُنسى.
لذلك اتصور مسارعة الرئيس لزيارة مدينة عدن بعد حوادث الخميس الآثمة جاءت تلبية لنداء الضمير الذي يفرض عليه كابن الجنوب اولا وكمسؤول يقبع في قمة هرم السلطة ثانياً ان يرى ويسمع ويطلع بأم عينه ماذا حدث، والاحسن من ذلك هو مسارعته بلقاء شخصيات جنوبية من الحراك السلمي والاستماع اليهم والتحدث لهم، فإن اعظم الخلافات لا تحل الا بالجلوس وبالتحاور خصوصا ان زيارة الرئيس هادي الى عدن تتزامن مع استعدادات العاصمة صنعاء لوضع اللمسات الاخيرة لمؤتمر الحوار الوطني المزمع انعقاده في 18 من الشهر الجاري والذي يأمل الرئيس هادي ان يكون بوابة لحل كل معضلات اليمن الكثيرة، والكبيرة والمعقدة..
ولكن الأهم من مؤتمر الحوار هو التهيئة النفسية لقبول الحوار بقلب مفتوح، فنجاح المؤتمر ليس بعقدة وحسب وانما نجاحه في تنفيذ بنوده العشرين.. انا شخصيا اشك بعقد المؤتمر في موعده على الرغم من اقتراب الموعد، واذا انعقد فأشك استمراريته واذا استمر اشك في تحقيق اهدافه، هناك الكثير من المعوقات والعراقيل والالغام الموضوعة امام المؤتمر وهي ألغام قابلة للانفجار قبل أو بعد أو في اثناء انعقاد جلسات المؤتمر.. ولعل خروج مؤيدي الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الى الشارع والهتاف باسمه والتأييد لحزبه هو رسالة واضحة لمن يعنيهم الامر «بأننا نحن هنا صامدون ولن تخيفنا التهديدات الصادرة من مجلس الامن أو من الرئيس التوافقي وان علي عبدالله صالح باق في اليمن وانه حاضر في المؤتمر حتى وان لم يكن بشخصه فبممثلين عنه..!!
علي عبدالله صالح لا يزال حاضرا في المشهد السياسي اليمني، وما زال يحكم وان كان ذلك من وراء الستار، وغير هذا ليس الا هروبا من الحقيقة لذلك فنجاح الحوار الوطني المقبل يتقرر من خلال كلمة السر لعلي عبدالله صالح..!!
بالعودة الى الزيارة المفاجئة للرئيس هادي الى مدينة عدن ولقائه بعناصر من الحراك الجنوبي والذين افهموه بأن الحوار مع صنعاء يجب ان يتم بالندية، هذا دليل على ان الجنوبيين المتشددين الذين يطالبون بفك الارتباط أو الاقل تشددا لا يختلفون على استقلال دولة الجنوب وفك الارتباط، فالقضية الجنوبية قد تجاوزت القضايا المعاشية أو الحقوق الفردية كعودة المفصولين من العسكريين والمدنيين الى وظائفهم أو تعويض المتضررين من الحروب الى البحث عن هوية الوطن والشخصية الجنوبية التي اختفت جراء التهميش المتعمد والاهمال، من هنا اعتقد ان المطلوب من الرئيس التوافقي عبد ربه منصور هادي هو تقديم مبادرة شجاعة وفورية يعلن فيها فصل دولة الجنوب وانتهاء دولة الوحدة، ذلك ان الحوار الوطني القادم لن يحل اشكالية الجنوب، طالما ثمة اصرار جنوبي على الاستقلال وفك الارتباط..
الخلاصة.. الجنوب ينتظر مبادرة شجاعة من الرئيس هادي، بل انه بفك الارتباط قد يحل %50 من مشاكل اليمن…




صليل الصوارم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس