عدن: الجنوبيون يستقبلون هــــادي بـالاحـتجـاجـات
أنصار «الحراك» يقطعون طريقاً خلال مواجهات مع قوات الأمن في عدن، أمس (أ ب أ)
في وقت يستعد فيه اليمن للحوار الوطني في شهر آذار المقبل، أضيفت أزمة أمنية جديدة إلى سلسلة المشاكل التي تواجهها البلاد، وتمثلت في تصعيد في المواجهات بين قوات الأمن وعناصر «الحراك الجنوبي» المقاطع للحوار، والذي دعا إلى العصيان المدني. وفي ظل تلك الاضطرابات، عمد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى القيام بزيارة غير مسبوقة إلى الجنوب.
وأكد مصدر أمني وصول هادي بعد منتصف ليل أمس الأول إلى عدن في زيارة مفاجئة، بعد موجة الاشتباكات التي بدأت يوم الخميس الماضي، وأسفرت عن مقتل حوالي ثمانية أشخاص وإصابة العشرات من بينهم ثمانية أصيبوا أمس في مدينتي عدن والمكلا في محافظة حضرموت.
وقال المصدر أن هادي «وصل للاطلاع عن كثب على ما يدور في عدن بعد تسجيل أعمال عنف تبناها خصوصاً التيار المتشدد في الحراك الجنوبي بقيادة علي سالم البيض (نائب الرئيس اليمني السابق المقيم في المنفى)». وكان وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد وصل إلى عدن قبل هادي بساعات، وعقد اجتماعاً ضم قيادات المناطق العسكرية والأمنية.
وتوجه هادي إلى محافظة أبين الجنوبية ليعاين الأضرار التي خلفتها المعارك مع تنظيم «القاعدة». وقال هادي، بحسب وكالة الأنباء الرسمية «سبأ»، إن «الأعمال جارية على قدم وساق من أجل إعادة الاعمار وإعادة الحياة على ما كانت عليه قبل عدوان تنظيم الجماعات الإرهابية». وذكر مصدر عسكري قريب من الرئيس اليمني، أن الأخير جال في مدينتي زنجبار وجعار، ومن ثم عاد إلى عدن.
وفي هذه الأثناء، استمرت الاضطرابات في الجنوب لليوم الرابع على التوالي، بالرغم من أنها كانت أهدأ من الأيام السابقة. واشتبكت الشرطة مع ناشطي «الحراك الجنوبي» أمس في المكلا حيث أقدم الناشطون على إغلاق الطرقات بالإطارات المشتعلة والحجارة. كذلك أغلقوا الطرقات في أحياء المنصورة والشيخ عثمان ودار السعد والمعلا في عدن بحسب شهود عيان.
وذكر مصدر طبي أن ثلاثة أشخاص أصيبوا في عدن بالرصاص عندما حاول الجيش فتح طريق رئيسي في المعلا. كذلك أصيب ثلاثة آخرون بالرصاص في مدينة الحوطة في محافظة لحج، وذلك عندما حاولت الشرطة فتح الطريق بين عدن ومدينة تعز، بحسب مصدر طبي.
وأحرق محتجون مكتبا لـ«التجمع اليمني للإصلاح»، وهو حزب إسلامي مشارك في الحكومة، في حين أصيب شرطي في المكلا، ومواطن آخر في سيؤون ثاني كبرى مدن حضرموت.
وأسفرت مواجهات أمس الأول عن مقتل اثنين من «الحراك الجنوبي» واحد عناصر الشرطة، في وقت أغلق المحتجون الطرقات في منطقة عدن تحت شعار «العصيان المدني». وتعود الدعوة إلى العصيان المدني إلى مقتل خمسة أشخاص على أيدي الشرطة خلال تظاهرات في عدن في 21 شباط الماضي. (أ ف ب، رويترز، أ ش ا)
http://www.assafir.com/Article.aspx?...d=2350&Author=