[فارس لبعوس]

العنف يطل برأسه جنوب اليمن
صنعاء - “الخليج”:

احتفالات اليمن بالذكرى الأولى لتنصيب عبد ربه منصور هادي رئيساً توافقياً بموجب المبادرة الخليجية اتسمت بالتوتر الحاد، خصوصاً في المحافظات الجنوبية التي كانت مسرحاً لأعمال عنف بدأت في محافظة عدن وامتدت إلى المحافظات الجنوبية الأخرى، موقعة 15 قتيلاً وعشرات الجرحى، وسط مخاوف من توسع رقعة العنف في هذه المحافظات، وخصوصاً بعد إعلان بعض قوى الحراك الجنوبي الانخراط في أعمال عصيان مدني شامل احتجاجاً على عدم استجابة المجتمع الدولي لمطالبهم في تقرير المصير وفك الارتباط .

... واندلعت أعمال العنف بعد مواجهات بين متظاهرين من أنصار الحراك الجنوبي المطالبين بالانفصال الذين حاولوا الوصول إلى ساحة العروض، لإقامة مهرجان احتجاجي في مناسبة يوم الكرامة 21 فبراير/شباط، ذكرى إحباط قوى الحراك الجنوبي الانتخابات الرئاسية في المحافظات الجنوبية العام الماضي، بعدما خصصت السلطات الساحة لتنظيم الاحتفالات الرسمية لمناسبة 21 فبراير يوم الانتقال السلمي للسلطة، في ذكرى تنصيب الرئيس هادي رئيساً توافقياً .

واستمرت أعمال العنف في مدينة عدن ليل الخميس عندما شن مسلحون مجهولون هجوماً على دورية عسكرية ما أدى إلى مقتل 7 جنود وإصابة آخرين، فيما قتل في مواجهات تالية الصحافي وجدي الشعبي، ومدني يدعى داود السماطي، بعد مهاجمة وحدة أمنية منزله في مدينة المنصورة بعد اتهامه بالضلوع في مهاجمة الدورية العسكرية بقذيفة “آر بي جي” .

وامتدت أعمال العنف إلى محافظة الضالع حيث قتل مدني من أنصار الحراك الجنوبي وأصيب 4 في مواجهات بين أنصار الحراك ومواطنين من مؤيدي الوحدة في المحافظة، فيما أعلنت كيانات من الحراك الانخراط في عصيان مدني شامل بدأ من أمس احتجاجاً على الموقف الدولي من مطالب الجنوبيين تقرير المصير وفك الارتباط، واحتجاجاً على استخدام السلطات اليمنية العنف لقمع متظاهري الحراك وتقديم تسهيلات لأنصار حزب الإصلاح الإسلامي .

وفي محافظة لحج أكد وجهاء ومسؤولون محليون حصول هجمات مسلحة استهدفت مواقع عسكرية تابعة لقاعدة العند العسكرية غير أن صنعاء نفت وقوع هذه الهجمات .

وشهدت أكثر المحافظات الجنوبية تظاهرات احتجاج حمل فيها المتظاهرون أعلام دولة الجنوب السابقة ومرددين هتافات تطالب بفك الارتباط، وتندد بالعنف الذي تمارسه صنعاء على متظاهري الحراك .

وشهدت مدينة المكلا حال توتر بعد تنظيم الآلاف من أنصار الحراك تظاهرات احتجاجاً على سقوط قتلى منهم في عدن، وأشعل محتجون إطار السيارات في بعض الشوارع ومنعوا حركة السير فيها، فيما أكد مسؤولون محليون أن سكان المدينة خاضوا، الخميس، مواجهات بالحجارة والعصي مع مواطنين شماليين بعد انقضاء مهلة لمغادرتهم المدينة، بدعاوى مناطقية وعنصرية .

ونشر ناشطون، صباح الجمعة، صوراً لأسواق البساطين في شارع المكلا الرئيسي وبدت ساحاتها خالية من عربات البساطين التي كان تعمل في هذا الشارع، وأكثر العاملين فيها متحدرون من محافظات شمالية، وسط انتقادات واسعة لعدم تدخل السلطات في الدفاع عن ممتلكات هؤلاء .

ودعت هذه التطورات الرئيس هادي إلى توجيه انتقادات مباشرة لفصائل الحراك الجنوبي التي ترفع شعار الكفاح المسلح لتحقيق الانفصال، واتهم جهات خارجية بدعم هذه المشاريع التي قال إنها لن تقود إلا إلى خسارة الجنوبيين قضيتهم العادلة .

وطالب نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض “بتدخّل دولي لحماية شعب الجنوب” . وحذر من تداعيات أمنية خطرة في المحافظات الجنوبية . وقال إن “استمرار نهج العنف المتعاظم سيؤدي إلى عنف مضاد