[عبدالله البلعسي]

من يوقف إيران عند حدها؟!
معنى الأحداث
عادل السلمي
الإثنين 18/02/2013
ماذا يعني كشف الحكومة اليمنية لسفينة كانت تحاول تهريب أسلحة ومتفجرات من إيران إلى اليمن، ولاحقًا إعلان وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد آل خليفة عن ضبط "خلية إرهابية" تضم ثمانية بحرينيين أظهرت التحريات تنقلهم بين إيران والعراق ولبنان وتلقيهم تدريبات على استخدام الأسلحة والمتفجرات وإمدادهم بالدعم المالي، وماذا يعني أيضًا الإعلان في غضون ذلك عن عبوة ناسفة معدة للتفجير أسفل جسر الملك فهد؟!
ذلك بالطبع يعني الكثير، خاصة إذا أضفنا إلى تلك الممارسات الاستفزازية التي ترقى إلى درجة العدوان "نصيحة" الرئيس الإيراني أحمدي نجاد للرئيس المصري محمد مرسي بتعيين مجلس لتشخيص النظام، ومطالبة المرشد الأعلى علي خامنئني للرئيس مرسي بأن يستوحي نظام حكم ولاية الفقيه الإيراني في مصر!.. إنه يعني ببساطة أن إيران انتقلت في تلك الممارسات من طور السرية إلى مرحلة المجاهرة بالنوايا وكشف الغطاء عن مواقفها الحقيقية إزاء دول المنطقة التي لم تعد تقتصر على دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والعراق ولبنان بعد أن ضمت إليها اليمن وفلسطين ومصر، لتبدو إيران على حقيقتها كسرطان يحاول نشر سمومه في أرجاء الوطن العربي.
للتذكير، فلإيران تاريخ حافل بإثارة القلاقل والفتن في مملكة البحرين المسالمة، حيث دأب قادة النظام الإيراني على إصدار تصريحات تزعم تبعية البحرين للدولة الفارسية، إضافة إلى محاولاتها المتكررة لقلب نظام الحكم فيها، بدءًا من الثمانينيات الميلادية عندما أعلنت البحرين ضبطها مجموعة من المخربين تلقوا تدريباتهم في إيران؛ بهدف قلب نظام الحكم، وهو ما تكرر أيضًا في التسعينيات عندما شهدت البحرين حالة من الفوضى، واتهمت المنامة رسميًّا طهران بالتورّط في تمويل تنظيمات سرية تهدف إلى قلب نظام الحكم، وإقامة جمهورية على النمط الإيراني، كما كشفت السلطات البحرينية في العام 1996م عن مخطط ما يسمّى بحزب الله البحريني، وهي حركة معارضة شيعية، لقلب نظام الحكم، وأيضًا ما قام خارجون عن القانون عام 2011م بمحاولة قلب نظام الحكم.
أما جريمة نظام الملالي الكبرى فهي تزويد النظام الأسدي القاتل لشعبه بالسلاح والأعتدة والمسلحين والخبراء والمدربين والعملاء للحيلولة دون سقوط الأسد الذي يعتبره حكام إيران -إذا ما تحقق فعلاً- بمثابة سقوط نظامهم وفق ما صرح به رجل الدين الإيراني مهدي طائب مؤخرًا الذي اعتبر سوريا المحافظة الإيرانية رقم 35 وأن لها أهمية إستراتيجية قصوى بين المحافظات الإيرانية.
إيران التي أصبحت تزرع الفتن وتحاول زعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة وتتمادى في التدخل في الشؤون الداخلية لتلك الدول وتشارك مع حليفها الأسد في قتل النساء والأطفال في سوريا وتهجير أهلها ستواصل هذه الممارسات ما لم يضع المجتمع الدولي حدًا لتلك الجرائم التي أصبحت تمارس بشكل علني بما يعتبر تهديدًا سافرًا للسلم والأمن ليس فقط في المنطقة، وإنما في العالم بأسره.http://www.al-madina.com/node/434441...ن-عند-حدها؟.ht