[عرين الاسود]

[frame="7 90"]الخونة والخيانة وقوة التحرير


إن هناك من يقول إن الفكاك صعب ومستحيل , وإنما علينا أن نبحث عن حلول وسط ليسوقونا إلى المذبح خاضعين .. وهذا ليس من شيمنا .... إن من يقولون هذا هم أصحاب التصور المريض والنفوس الهابطة , يميلون مع المحتل ويتعاونون معه في بيع أهلهم وأرضهم وعرضهم , يعملون ذلك كله بتلقائية .

إنهم ينظرون إلى سيطرة الاحتلال لكل مفاصل الدولة وإلى نشاطه الأخطبوطي في الاقتصاد واستخدامهم لكل أساليب الضغط والإفساد والتآمر .
إن هذا القول تعيبه المبالغة الشديدة في وصف قوة الاحتلال والتهوين من شأن قدرات الشعوب في النضال ضد الاستعمار .

نحن نعلم أن المحتل قد أقام دكتاتورية باطشة تهدد أبسط حقوق الإنسان كما سعى إلى إذابة و تحطيم القيم الخلقية باسم الدين وفتح المجال واسعا أمام الرشوة والفساد والدعارة... وغيرها من السيئات بشكل لم يسبق له مثيل كما قاموا بتوجيه السياسة باتجاه رجعي يوالي مصالح الاستعمار .

إننا يجب أن نذهب في نضالنا إلى ما وراء الخط التقليدي لإسقاط وطرد المحتل بنظامه القبلي الهمجي المشيخي البغيض .

المواجهة هي المحرك الأول الذي سيجعل النظام المحتل يدرك أن مصالحه مهددة جديا يوازن بين خسائره المحتملة في حال استمرار المواجهة بكل أشكالها .. لكن المواجهة دون أهداف مرحلية قد يوقعنا في مطبات .

إذا أمامنا نضال طويل وشاق ومعقد ولن يرحل الاحتلال في المدى المنظور رغم ثقتنا بهزيمة المحتل ورحيله , فالتاريخ لم يسجل أو يذكر أمثلة تذكر لقوم تخلوا ببساطة وعن طيب خاطر وطواعية عن الثروة والقوة والسلطة . . من هنا فإنه لابد من تحديد أهداف تكتيكية ؛ أي انتصارات جزئية تضاف إلى ما تحقق .. نكسب بها معارك محدودة تندرج في إطار النضال الشامل , فنضالنا ليس كالمبارأة الرياضية تدور في ملعب محدد , إنما هي الحرب الحديثة .. صراع شامل تتوقف نتيجته في كل مرحلة على مدى قدرة الجبهة الداخلية على تعبئة المواجهة .

إن هذا يحمل صورا مختلفة تعبر في النهاية عن حقيقة تاريخية واحدة هي المقاومة ودحر الهيمنة الاستعمارية وتوجيه ضربة لسيطرته الاقتصادية .

فلا تراجع ولا انسحاب ولا تخاذل حتى يطرد المحتل الغاشم لأرضنا ولن نحاوره إلا على طريقة رحيله فقط .. ودفع وإرجاع ما نهب والتاريخ سيذكرهم من نحن .




السبت 6 ربيع الثاني 1434
[/frame]