الموضوع: طاغية صنعاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-02-05, 12:55 PM   #1
احمد صالح الجبلي
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2008-02-02
المشاركات: 2
افتراضي طاغية صنعاء

الطغاة.. فئة قذرة.. دنيئة .. نجسة..

فهم.. وأتباعهم.. واتباع أتباعهم.. لا يستمتعون إلا بأنين المعذبين.. ولا يطربون إلا لصراخ المظلومين.. ولا يتلذذون إلا بآلام الضعفاء والمحرومين.. وهم... أيضاً.. مجانين.. يرتدون ثوب العقل.. ما ان يضعوا ايديهم على فريسة.. من البشر.. حتى تظهر عليهم اعراض الجنون.. فيمزقون ضحيتهم بوحشية تأباها المردة والجن والشياطين.

وهم.. فوق ذلك.. كُتل من الشر.. يعيشون في قلق واضطراب دائمين.. لا يهدأ لهم بال.. ولا يسكن لهم حال.. ولا يحسون بالاستقرار.. إلا وعلامات الرعب مرتسمة على وجوه ضحاياهم.. بل ما ان ينتهوا من ضحية حتى يحسوا بالحنين إلى غيرها.

وهم اجساد سكنتها المردة.. فنمت دوافع الشر فيها.. وانقرضت جوانب الانسانية منها.. بما في ذلك شيء من رحمة.. نجدها في اشرس الهوام واعنفها.. ولا نجدها عند الطغاة.. واعوان الطغاة..

وهم.. حتماً.. ينتمون الى غير دائرة البشر.. فنواميسهم وقوانينهم ومصالحهم.. تتصادم وتتعارض وتتناقض مع نواميس وقوانين ومصالح الانسان الذي نعرفه على وجه البسيطة.

بل هم.. اصنام تسجد لأصنام.. ودمى تحركها دمى.. وعبيد يركعون لعبيد.. ومخلوقات تعيش في ظلمات فوقها ظلمات.. واجساد باردة لا يبعث فيها الدفء الا إرادة ظالم او طاغية.. وجثث لا تدب فيها الحياة إلا بموت الاخرين.

ماتت احاسيسهم.. ومشاعرهم.. وعواطفهم.. وحل محلها رغبات دموية.. استقرت في نفوس مريضة تسممت بداء الحقد.. وانغمست في مستنقع الشر.. وتلوثت بداء الجهل والبغض والفسق.

فهم ادوات لقهر البشر.. جفت عندهم منابع الرحمة.. واُستبدلت بمزيج من مقت وحقد وحسد.. لهم قلوب من حجر.. بل ثم انهم.. بالاضافة الى ما سبق.. مسلوبو العقل والرأي.. ومسلوبو الفكر والارادة.. الهوا سادتهم.. فاضاعوا إنسانيتهم.. وسر خلقهم.. وحكمة وجودهم.. وتحولوا الى ادوات.. تكفيها همسة او إيماء ليخروا ساجدين.. ملبين نداء أسيادهم وأربابهم مستجيبين لأوامرهم.. منفذينها دون قيد او شرط.

تحولت حواسهم الى ادوات جامدة تتحسس احوال الناس وتتلمس طريقها في ظلمات المكر والكيد والغدر.. باحثة عن ضحاياها من عباد الله.. مخلفة اكواما من الجثث وأنهارا من دماء الراكعين لقيوم السموات والارض.

لكن.. وبالرغم من بشاعتها.. لم تكن ممارسات الطغاة.. واتباعهم.. مظهراً من مظاهر القوة.. بل كانت.. انتفاشة ظالم.. تتوارى خلفها قلوباً واجفة.. وافئدة فارغة.. ونفوس خائفة.. هلعة.. مرتعبة.. جزعة..

لذلك..

لم.. ولن تثمر اعمالهم الا ثمرات فاسدة.. كريهة.. ونتنة.. خبيثة.. وسيلفظهم الناس في الدنيا.. ويلفظهم الله في الاخرة.. بل سيلفظهم في الدنيا.. الناس والتاريخ.. ولان ممارساتهم.. لا تمثل الا.. انتفاشة ظالم.. لذلك.. لن تثن.. هذه الممارسات.. الشرفاء عن مبادئهم.. ولن تثن الناس عن خياراتهم.. خاصة الامن والحرية والامان والعيش الكريم .. تماماً.. كما لم يثن ابناء اليمن.. عن تحطيم الصنم.. الذي نصب نفسه الهة.. فاستباح الدماء.. ونشر في الارض الفساد.. واحرق الاخضر واليابس.. وارعب الناس.. واذلهم..

ليس فقط.. تحطيم هذا الصنم.. بل.. ونسفه.. واذياله.. في اسفل السافلين.
احمد صالح الجبلي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس