تعز تعد لحراك شعبي لمحافظات المناطق الوسطى ، والنائب السامعي يؤكد لـ " المصدر أونلاين" : نسعى للمطالبة بحكم إقليمي
المصدر أون لاين- خاص قبل أن يغادر إلى السعودية لحضور القمة الثنائية مع الملك عبد الله (الأحد الماضي) كان رئيس الجمهورية في زيارة إلى محافظة تعز منذ 26 مايو الماضي حتى 31 مايو ليغادرها مباشرة إلى السعودية .. وحين عاد الاثنين الماضي من المملكة، عاد إلى المحافظة "الحالمة" مباشرة.
لقد أضفى هذا الاهتمام بالمحافظة مجموعة تساؤلات في ظل توسع أزمات البلاد المتفاقمة، لاسيما ما يتعلق بالحراك الجنوبي، والتجاذبات الأخيرة مع أحزاب اللقاء المشترك، والتي بات من الواضح إدراكها عقب "ملتقى التشاور الوطني" (21 – 22 مايو).
فبينما فسر البعض هذا الاهتمام بالمحافظة على أنه يأتي بشكل طبيعي، حيث حضر الرئيس احتفالات المحافظة بعيد الوحدة الـ19، فسرها آخرون تفسيرات أخرى.
النائب البرلماني سلطان السامعي، قال لـ"المصدر أونلاين" : لا أدري ما هو سبب نزول الرئيس إلى تعز، لكن الذي نعرفه أن هذه المحافظة هي التي تعدل - دائماً - كفة الميزان في أي تغييرات عبر التاريخ..
وأضاف: لذلك ربما كان نزوله [الرئيس] خشية من أن يكون لهذه المحافظة ومحافظات مجاورة تعديل كفة الميزان نحو تغييرات قادمة لا يرغب بها النظام.
يأتي ذلك في ظل توارد أخبار سابقة عن استعدادات وتجهيزات - يقوم بها بعض المشايخ والشخصيات الاجتماعية والسياسية في محافظتي تعز وإب، ومحافظات أخرى مجاورة – لعقد ما يسمى ملتقى "حراك المحافظات الوسطى".
وأكد السامعي – وهو أحد الشخصيات القيادية التي تعد لهذا الملتقى – في اتصال مع " المصدر أونلاين" أن "هناك تشاوراً بين أبناء محافظتي تعز وإب، وبعض المحافظات الأخرى في الهضبة الوسطى لتشكيل لجنة تحضيرية لبدء حراك وطني بالطرق السلمية التي يتيحها الدستور"
وعن طبيعة هذا الملتقى التشاوري، لفت إلى أنه يهدف إلى "إظهار مطالبنا السياسية والحقوقية التي حرمنا منها طويلاً .."
وأكد أن "التشاور حول هذه الفكرة له أكثر من ستة أشهر" موضحاً أن ذلك الأمر يتم "مع كثير من الفعاليات والشخصيات في هذه المنطقة الكثيفة سكاناً وثقافة وإنتاجاً وإبداعا، والمظلومة في كل حقوقها".
وأضاف: "نحن نشعر في هذه الهضبة أننا ناقصو المواطنة والحقوق ومبعدون، لذلك من حقنا أن نطالب بمواطنة متساوية، وبحقوقنا كاملة، وأعتقد أنها أفضل فرصة للضغط على هذه السلطة للقيام بعمل تعديلات دستورية وقانونية بحيث يكون هناك حكم أقاليم، يعطى كل ذي حق حقه".
وعن فترة البدء بعقد هذا الملتقى أو الحراك، قال: "أتوقع أن نبدأ خلال بضعة أشهر". مشيراً إلى أن هذه الحركة ستظهر بقوة بإذن الله .. وإن شاء الله سيكون لها تأثير كبير على تعديل كفة السياسات في الوطن نحو التغيير الحقيقي".
وفيما علم " المصدر أونلاين " أن الحراك سيتيح لقضية الدكتور القدسي، مجالا من النقاشات، قال السامعي: "نحن ننظر للقضية من منظور وطني شامل .. وقضية القدسي هي تعبر عن خلل أمني يشمل الوطن بكامله، لكن نحن في هذه المحافظات نشعر بأننا دائما مهضومون ومظلومون، وحقوقنا مستباحة ومواطنتنا منقوصة، ولو كان القتيل من محافظة أخرى لها أساليب في الضغط على السلطة مثل قطع الطريق وغيره لقبضوا على القاتل خلال ساعات..". مستدركاً: "نحن دائما ننادي بالنظام والقانون.. لكننا لا نجده أبدا.."
ونفى السامعي أن يكون لهذا الملتقى أو هذه الحركة علاقة بملتقى التشاور الوطني. لكنه أكد أن "هناك شخصيات كبيرة سواء قبلية أو سياسية واجتماعية وإعلامية ضمن إطار هذا العمل" ورفض أن يسمي بعض تلك الشخصيات وقال: "نترك الإعلان عنها لوقت إعلان بدء الحراك".
وكان رئيس الجمهورية وجه أوامره من محافظة تعز، لقوات الأمن بالقبض على قتلة الدكتور القدسي. حيث وعلى إثر ذلك توجهت قوات أمنية إلى مديرية رداع، وقصفت منزل أسرة المتهم الرئيسي بقتل الدكتور القدسي، وهو ما استنكرته قبائل الرياشية في مديرية رداع. فيما يؤكد معنيون بمتابعة القضية أن المتهم الرئيسي يختبئ لدى أحد مشايخ رداع في سكنه بأمانة العاصمة.