كلمة لابد منها عن القيادي في الحراك الجنوبي العميد علي حسن زكي
العميد علي حسن زكي ناشط سياسي شارك وناضل في صفوف الحراك منذ وقت مبكر وظل طيلة هذه السنوات بعيداً عن الأضواء يعمل بصمت وقد تعرّض للملاحقة وتم توقيفه من قبل الأمن السياسي في م/ لحج نتيجة لمواقفه وظل ثابتاً في مواقفه رافضا كل الإغراءت التي قُدمت له واتسم دائماً في طروحاته بالاعتدال والتعاطي مع أي دعوات للحوار بايجابية خدمة للقضية الجنوبية دون شططٍ أو مغالاة.
وكان اختياره كعضو في اللجنة الفنية للحوار اختيارراً موفقاً نظراً لنشاطه الدؤوب في صفوف الحراك وأيضاً لقدراته التنظيمية وفاعليته السياسية. وعندما تمّ ذلك الاختيار لم يستجب لدعوة المشاركة في بادئ الأمر و فضّل التأني وعدم التسرّع، الأمر الذي يعني أنه كان له حساباته السياسية الخاصة ، وبعد ذلك اتخذ اللحظة المناسبة للمشاركة إيماناً منه أنّ القطيعة والعدمية تفضي إلى المجهول وأنّ السياسة فن الممكن.
لقد عايش العميد زكي لحظات المد والانكسار في صفوف الحراك وأدرك الظروف الموضوعية والذاتية التي يمرّ بها وعايش حالات التشظي التي كادت أن تعصف بتلك الحركة الجماهيرية لعدم توحّد الرؤى وقاده ذلك إلى السير في الخيارات الممكنه التي يمكن عبرها أن يطرح رؤيته بإرادته الحرّة بوصفه فرداً من أبناء هذا الشعب الذين طالهم التهميش وولد عندهم الشعور بالغبن وكاد أن يفقد حياته من جرّا تلك الحرب الظالمة التي شُنتْ على الجنوب وظل سنوات يعاني من آثار الإصابات التي لحقت به إلى اليوم. فهل مشاركة مثل هولاء الرموز سيلحق الضرر بالقضية الجنوبية؟ إنّ الإجابة عن هذا السؤال ستكون بلا ؛ نظراً لأننا مازلنا في مرحلة الإعداد لمؤتمر الحوار وثانياً لأن مثل هؤلاء الرموز لم يظهرو أنفسهم ممثلين عن الحراك السلمي الجنوبي، بل أظهروا أنفسهم مدافعين عن القضية الجنوبية، وأرادوا أن تكون حاضرة في أجندة الحوار بقوة وأكدوا أكثر من مرة من أنّ أبناء المحافظات الجنوبية بكل مكوناتهم السياسية هم من يقررون المشاركة في الحوار والقبول بنتائجه أو رفضها بعيداً عن التخوين وبعيداً عن مصادرة حق الأخرين في طرح رؤيتهم .
الدكتور/ محمد ردمان علي
جامعة عدن