عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-05, 04:13 AM   #1
أبوسعد
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-12-05
المشاركات: 3,920
افتراضي من اقوال الصحافة


العدد 1201 الجمعة 11 جمادة الثاني 1430 هـ - 5 يونيو 2009

»المشهد السياسي«

غياب المساواة حوَّل ساحات المدن إلى ميادين رفض
ما قالوه لـ «الوقت» عن اليمن.. الانفصال وحدته.. وأشياء أخرى
الوقت - محرر الشؤون السياسية:
شهد اليمن حراكا سياسيا واجتماعيا وقوده غياب الاستقرار الاقتصادي، والدولة العصرية التي تنشر العدل والمساواة وَفق طرح عديد، أكاديميون وسياسيون، فغياب المواطنة المتساوية، والحريات، واتساع رقعة المظالم والفقر في آن، خلق صيحات مرتفعة تهدد الوحدة اليمنية، وتطالب بانفصال الجنوب عن الشمال، حيث تحولت معظم ساحات المدن إلى ميادين للمظاهرات الاعتصامات الرافضة للوضع.
''الوقت'' ناقشت عدداً من الأكاديميين والسياسيين الأوضاع الساخنة في اليمن، والمخاطر المحدقة بالأمل العربي الوحيد الذي تحقق ''الوحدة'' وأسبابها وكيفية معالجتها وحمايتها، فكانت الحصيلة الآتية:


طاهر: الجنوبيون مزاجهم للتوحد أكثر من الشمال

''الذين عرفوا اليمن قبل 22 مايو/أيار 1990 كانوا ينظرون للوحدة كأمر مستحيل؛ لوجود نظامين اجتماعيين مختلفين كلياً، نظام رأسمالي في الشمال، واشتراكي في الجنوب، ناهيك عن وجود حدود، وقوتين دوليتين وتحالفات دولية، إلا أن توفر الأرضية المشتركة سواء كانت ثقافية أو اجتماعية أو تاريخية، وروابط مشتركة أوضحت أن الانفصال هو الطارئ والتشطير هو الاستثناء''.
وقال عبدالباري إن الوحدة كانت قائمة قبل 22 مايو/أيار، حيث كان اتحاد الأدباء موحد، ومصالح الناس مشتركة، ومتداخلة، والمنطقة واحدة. فيما كانت الأغاني ومنذ مطلع القرن الماضي تغذي هذا الوجدان ''الوحدة'' وتحافظ عليه وتشكل ضميرا إزاء هذه القضية في اليمن شماله وجنوبه، حتى أن يوم 22 مايو/أيار 1990 لم يكن سوى إعلان عن شيء قائم.
ويشير المفكر اليمني إلى أن الجنوب كان قد قطع شوطاً كبيراً في إضعاف القبيلة إبان حكم الحزب الاشتراكي، وأسس لبناء دولة إلا أن ذلك ضاع وحل محله عصبية ما قبل الدولة ''القبيلة'' لتظهر المشكلات التي نلحظها اليوم في الشمال والجنوب نتيجة إحساس الناس أنهم خطوا خطوات باتجاه الماضي وليس المستقبل.
ورأي عبدالباري أنه كان على الوحدة اليمنية بناء دولة تأسس لمواطنة متساوية، وحقوق تفتح الفرص أمام اليمنيين لإحداث نقلة في حياتهم ومعيشتهم وتعليمهم، لكن ما تحقق هو العكس وهذا ليس ذنب الوحدة، وإنما ذنب القائمين على الحكم الذي ينظر أنهم لا يؤمنون بالوحدة، وليسوا وحدويين؛ بسبب انتمائهم إلى قراهم وقبائلهم أكثر من انتمائهم للعصر والدولة الحديثة.
اليوم أصوات الانفصال بدأت تعلو من الجنوب، هذا ما طرحناه على الأديب عبدالباري طاهر ليقول لنا: للإنصاف، والله يقول ''ولا تبخسوا الناس أشياءهم''، الناس في الجنوب كان مزاجهم للتوحد أكثر من الشمال الذي كان هذا المزاج ضعيفاً لديهم، ليس لأن الناس لا يريدون الوحدة، وإنما لأن نفوذ القبيلة كبير.
- عبدالباري طاهر- أديب ومفكر سياسي


العواضي: الوحدة اليمنية حقيقة تاريخية

الوحدة اليمنية حقيقة تاريخية، ومشروع حياة ومستقبل ونهضة للشعب اليمني الذي لا يستطيع العيش بشكل جيد من دونها، ولا تستطيع أية دولة يمنية النهوض إلا في إطارها. واعتبر العواضي وهو نائب رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام وعضو لجنته العامة إعلان الوحدة في 22 مايو/ أيار 1990 اتفاق سياسي بين النظامين السياسيين اللذين كانا مختلفين، فيما الشعب اليمني على مدى عقود وقرون من الزمن موحد تاريخيا. وخلاف الطرح السابق لا يرى ياسر العواضي أي مخاطر محدقة بالوحدة اليمنية، أو غياب لمشروع الدولة، حيث يقول إن الوحدة جاءت من أجل مشروع دولة أكبر وهذا ما يعمل لاستكماله الحزب الحاكم والشعب اليمني منذ العام .1990 ويعتبر العواضي أن الوحدة اليمنية هي أكبر مشروع وطني حقق لليمن على مدى القرون الماضية، إلا أنه يرى أن المشكلات التي تواجهها الوحدة اليوم يقف وراءها مشروع سياسي لأطراف خارجية مع بعض الأطراف الداخلية التي ارتبطت مصالحها بوجود الأجنبي سواء في الشمال أو في الجنوب، ولا ترى مصلحتها إلا في إطار المشروعات الصغيرة، وغياب المشروع الأكبر. وأكد أنهم في الحزب الحاكم ليسوا قلقين إطلاقا على الوحدة اليمنية من الحراك والاحتجاجات، مهما ظهرت أصوات الانفصال أو المشروعات الصغيرة، وَفق قوله.
وقال إن الحزب الحاكم يدرك أن المشروع الكبير للوحدة اليمنية هو بناء الدولة الكبيرة وهذا المشروع مصان من أبناء الشعب في الشمال والجنوب. ولا يتفق مع القول بأن القبيلة بمعناها التقليدي انتصرت في حرب ,1994 مشيرا إلى أن نسبة كبيرة من الشعب اليمني ينتمون إلى القبيلة، ومعتبرا أن الشعب قبيلة واحدة، وهذه ميزة عن بقية الشعوب.
ويقول إن مفهوم القبيلة بمفهومها التقليدي وتكوينها موجودة وصعب إلغاؤها من الوجود، رافضا أن تحل كبديل للدولة.
- ياسر العواضي- قيادي في الحزب الحاكم


عبدالملك: الجنوب ثقافته وحدوية

الحديث عن الوحدة نوعان، الأول عن الوحدة اليمنية، وهي وحدة جغرافية، والثاني عن الوحدة الوطنية، وهي وحدة البشر التي تسمى بالاندماج الاجتماعي، ففي حال الاندماج الاجتماعي تصبح الهوية الوطنية فوق الهوية سواء الحزبية، أو الطائفية أو المناطقية.
ويستدل أنه عندما يذهب المرء إلى مؤسسة من مؤسسات الدولة ويظلم ولا يجد إنصافا يرجع إلى قبيلته، وأسرته ومنطقته، وعندما يوجد العدل والمساواة والحرية يضعف نمو الهوية المتخلفة وتنمو الهوية الوطنية والاندماج الاجتماعي، معتبراً ما حدث في 22 مايو/أيار 1990 كانت وحدة جغرافية ووطنية في آن واحد؛ لأن الثقافة قبل الوحدة كانت وحدوية وخصوصا في الجنوب. وبشأن الحراك في الجنوب، قال المتوكل لا نلوم الإخوة في الجنوب؛ لأنهم يقومون بمسيرات ويرفعون أحياناً شعارات انفصالية قبل أن نقول للنظام لماذا تتعامل بهذا الشكل، لأنه لا يمكن أن تقول للمظلوم لا تصرخ، وأنت تجد الظالم يضربه.
ويعود بنا إلى وحدوية الجنوب قبل إعلان الوحدة ويقول: إن ثقافة الوحدة في الجنوب قبل 22 مايو/أيار ,1990 كانت قوية جداً، حتى أن أحد قياداتهم السياسية من محافظات شمالية، ولم يشعروا أن عبدالفتاح إسماعيل شمالي، ولم ينبزوه بهذا الكلام، كما أن الجنوبيين أتوا إلى الوحدة وقدموا دولة، وعندما ذهب الرئيس علي عبدالله صالح إلى عدن عرض نظام الفيدرالية، فقال له علي سالم البيض لماذا لا تكون وحدة اندماجية؟ ما يعني أن الثقافة في الجنوب والحزب الاشتراكي خصوصا كانت وحدوية.
ويرى أن الوحدة بحاجة إلى عدل ومساواة؛ لأنه عندما يبدأ الإحساس بالغبن والظلم يبدأ الانتماء للهوية من جديد.
- محمد عبدالملك المتوكل- أكاديمي


الفقيه: حرب 1994 فرَّغت اليمن الموحد من قوته

الوحدة اليمنية شئنا أم أبينا جسدت النموذج التاريخي للوحدة عند العرب، فمن الواضح أن الوحدة اليمنية قد تحولت بفعل حرب العام 1994 إلى شكل من أشكال الضم والإلحاق الذي عطل القدرات على امتداد الساحة اليمنية، وفرغ الوحدة من عناصر قوتها وعمم أسوأ ما في النموذجين السابقين لدولة الوحدة.
ويرى الفقيه، أن اليمنيين وجدوا أنفسهم في المرحلة التالية لحرب العام 1994 منزوعي الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصالح فئة صغيرة لا تعترف بالحقوق المتساوية للمواطنين. وما حدث بعد الوحدة هو بالتأكيد أسوأ مما حدث بعد الثورة، فقد تم اختزال الوطن في فئة، وتحول اليمنيون في الشمال والجنوب إلى بشر من الدرجة العاشرة، وأعطيت السلطة والثروة لجماعة صغيرة، وأعطي الفقر والبطالة والفساد والفوضى والمرض لعامة الشعب، ولا يمكن للأمور أن تستقيم في ظل مثل هذا الاعوجاج القائم ليس فقط بالنسبة للجنوب، ولكن للشمال أيضا.
ويعتبر أن التحدي القائم أمام اليمنيين، سلطة ومعارضة، هو الانتقال بالوحدة من وضع ''الضم والإلحاق'' إلى مفهوم التكامل بأبعاده المختلفة، والذي لا يتحقق من وجهة نظره إلا بالمواطنة المتساوية التي لا تتحقق إلا بالدولة الوطنية الديمقراطية، وبالجيش الوطني، وبدولة المؤسسات، حيث لا وحدة على الباطل ولا تفرقة في الحق.
ويؤكد أن بقاء الوحدة واستمرارها مرتبط بالشراكة في الوطن بما يحويه من أرض وسماء وماء وهواء وثروة وتضحية بعيدا عن منطق ''السادة والعبيد وأولاد الذوات وأولاد الشغالات'' الذي كتب عنه الشيخ ياسر العواضي عضو مجلس النواب وعضو اللجنة العامة في الحزب الحاكم، معتبرا أن ذلك غير مقبول حتى في إدارة الواحد منا لأسرته، فما بالك بإدارة بلد متنوع مثل اليمن.
- عبدالله الفقيه- رئيس منظمة ''مستقلون'' من أجل التغيير.

رابط المقال : http://www.alwaqt.com/art.php?aid=167352

© 2006 - 2008 صحيفة الوقت، جميع الحقوق محفوظة.
www.alwaqt.com
أبوسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس