عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-29, 06:48 PM   #97
حيد حديد
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-12-06
المشاركات: 13,431
افتراضي

تقديم / دانييل جرين/ ترجمة : سعيد مسعد سرور :



مرصد السياسه 2010

إستقرار حكومة اليمن

معهد واشنطن لسياسة الشرق الادنى

دانييل جرين

ديسمبر/20/2012م

ان العمليه الجاريه لاستقرار اليمن في المجالات السياسيه ،العسكريه،الماليه،الاداريه والاقتصاديه تتطلب توسيع الجهود الاميركيه الحكوميه التنمويه

في سلسله من القرارات الموقعه في 19 ديسمبر اعلن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن إعادة تنظيم اساسيه لجيش البلاد . وعلى الرغم من ان هذه المبادرات تحاكي العديد من مطالب المعارضه في الإصلاح ، الا ان تحديات ستثار عندما تبدء عملية التعزيز السياسي تتحرك بقوه الى الامام.

إستبدال صالح

في عام 2.11 م اصبحت اليمن مورطه في ازمه سياسيه بين الرئيس حينها علي عبدالله صالح ،الذي حكم البلاد لاكثر من ثلاثين عاما وخصومه الذين انتقدوا فساد نظامه, فشل القياده وقلة الخدمات . وبينما كانت الازمه قد تكشفت وتوسعت، صعد الخصوم(خصوم الرئيس) سلسله من المظاهرات والاحتجاجات تجاوب صالح معها من خلال المبادره بإصلاحات محدوده ، ولكن هذه الجهود لم تلبي مطالب المعارضه.

وبعد تمترس وتباعد بين الاطراف طال امده استخدم النظام خلاله العنف ضد المتظاهرين تكرارا كما ان صالح نفسه تعرض الى هجوم مسلح اصيب خلاله بجروح بالغه ، اتفقا الطرفان في نهاية الامر على نقل السلطه برعاية واشراف مجلس التعاون الخليجي. تضمنت العناصر الرئيسيه للإتفاق على تنظيم المحاصصه وتقاسم السلطه بين حزب صالح ومجموعات المعارضه ، مع توزيع متساو للحقائب الوزاريه، إعادة بناء وهيكلة الجيش ، وكذا انتخابات رآسيه مبكره لاستبدال صالح.

بعد تنصيبه في 25 ديسمبر رئيسا جديدا لليمن باشر عبدربه منصور هادي باتخاذ سلسلة إصلاحات من اجل حكومه مهنيه واستعادة السيطره والسياده على المناطق التي سيطرت عليها القاعده ومجاميع اخرى.النتيجه كانت هجوما ساحقا وناجحا للجيش في الجنوب ضد القاعده في شبه جزيرة العرب-كان المثال الابرز في كيف ان القياده الجديده وإصلاحات الجيش قد افضت الى اعادة تنشيط جهود الحكومه ضد المسلحيين الاسلاميين.

ولكن في نفس الوقت لايزال منصور هادي يكافح من اجل إصلاح الحكومه المدنيه على اامستويين الوطني والمحلي , على الرغم من إجبار القاعده على الخروج من المناطق التي اجتاحتها في عام 2011م . لا زالت قدرة صنعاء على تزويد هذه المناطق بالخدمات المستمره محدوده , وكما كانت الجهود لاستمرار الحمله هادئه في ملاذات القاعده التاريخيه الآمنه. فان المساعده الاقتصاديه،العسكريه والسياسيه قد ساعدت على معالجة بعض هذه المشاكل,ولكن التحديات لازالت قائمه ومستمره.فقد قام السيد راجيف شاه رئيس الوكاله الامريكيه للتنميه الدوليه هذا الصيف بزيارة محافظة ابين المحرره حديثا للإعلان عن رزمه من المساعده الامريكيه.

بينما حالت عملية الإصلاح السياسي بصوره واضحه وجليه دون إزاحة الحزب الحاكم نهائيا بل وحافظت على العديد من افراد اسرة صالح الحاكمه في السلطه. لذلك فان سلطة منصور هادي مشلوله,كون العديد من اعضاء حكومته كانوا قد خدموا في النظام السابق ولايوجد لديهم التوجه والحافز لمساعدته على النجاح . من جانبهم فان الكثير من المسئوليين الجدد الذين كانوا سابقا في المعارضه قليليين التجربه في الحكم مستاؤون وغير راضون عن تضمين وإشراك مؤيدي الرئيس السابق صالح في الاداره. وكنتيجة لذالك ، فان الرئيس هادي كان مظطر لأن يعول على الدعم والتأييد من واشنطن وشركاءها الدوليين ،الامر الذي يلاحظ بانه ليس محل قبول وترحيب من قبل الكثير من اليمنيين..

إصلاح الجيش

ان واحدا من اهم الأسباب الرئيسيه التي اخرت بل وركدت عملية الإصلاح السياسي هو التباعد المستمر بين جماعات (مراكز قوى ) مختلفه في جيش اليمن ، حيث البعض لايزال يؤيد صالح في حين اخرون يدعمون منصور هادي. ان قرارات هذا الإسبوع التي اعادت هيكلة وزارة الدفاع والجيش , قد سلطت الضوء على عزم وتصميم الرئيس على المضي قدما في الإستمرار باصلاحاته السابقه للمؤسسه الامنيه في حين يتم إزاحة المعارضه المتبقيه في الجيش والتي اعاقت قدرته على الحكم بصوره فعاله ومؤثره.

على الرغم من ان الطبيعه(الصبغه) الشعبيه للتحرك الاخير لهادي يعكس قناعته في المواحهه(المصارحه) المفتوحه مع صالح , فانه (التحرك) ايضا يشير الى ان النضال الهادىء لبلوغ السيطره السياسيه لا يزال لم يحل او لم يحسم به بعد. لقد حلت قرارات هذا الإسبوع الحرس الجمهوري (الذي يقوده ابن صالح, احمد علي) , اعفت ابن اخ صالح ,يحيى محمد عبدالله من منصبه كرئيس اركان حرب قوات الامن المركزي ,وازاحت اخ صالح,(محمد صالح )وسبعه اخرين من نواب هيئة الاركان . الغى الرئيس ايضا الفرقه الاولى مدرع التي يقودها حليفه سابقا علي محسن الاحمر ; المختلف مع اقارب صالح , ولكن تم نقل الجنرال الى منصب ارفع في وزارة الدفاع.

تعتبر هذه القرارات خطوه جريئه في تعزيز مداميك سلطه هادي كقائدا اعلى للقوات المسلحه ,وعلى الارجح ان يردوا مؤيدي صالح على هذا باستخدام استعراض القوه العسكريه كالاعتداءات على البنى التحتيه والمباني الحكوميه . هذه الإيماءات يجب ااتعامل معها بحزم ولكن بصوره سلميه (مثلا من خلال المحاصرات او اي خطوات مشابهه) ; يجب على صنعاء ان تتجنب الإنزلاق في اجراءات عاطفيه للإبقاء عل مجال للحلول الغير عسكريه .لذلك, وبعد الانتهاء من الخصومه او الضغينه للإصلاحات ,تتبعها اجراءات عسكريه يجب ان تتخذ ضد الاشخاص العسكريين الذين انتهكوا القسم الذي ادوه من اجل هذه الخدمه.

الخيارات الامريكيه لبناء الدوله اليمنيه

ان الجهد الامريكي لمساعدة الحكومه اليمنيه يتطلب توسيع المبادرات الحكوميه والتنمويه . وعلى الاخص, يجب على واشنطن ان تركز على مساعدة هادي لتوسيع سلطته بالتزامن مع المزبد من التجذير الراسخ للدوله في وضعا ماليا,إداريا,اقتصاديا وسياسيا مستقر.

دعم واسناد شعبي للإصلاحات العسكريه.

على واشنطن ان تدعم إصلاحات صنعاء العسكريه والمدنيه وبصوره متكرره , تعديل الجهود الامريكيه في تأهيل وتدريب , تزويد وتجهيز , تقديم الدعم المالي و والنصح الإستشاري للجيش وبما يعكس البناء الدفاعي الجديد لليمن. لقد اتخذ البيت الأبيض اليوم خطوه مشجعه في هذا الإتجاه من خلال اتصال مساعد الرئيس جون برينان بمنصور هادي للتعبير عن الدعم والتأييد لجهوده خلال الإنتقال السياسي وابلغه تهاني الرئيس أوبامه على القرارات الجديده.

إعادة موازنة كادر السفاره .

ان كادر السفاره الامريكيه في صنعاء ليسوا معديين بالقدر الذي يمكنهم من الساعده في نوع المهام التي يجب ان يقوم بها منصور هادي لضمان مهنية الحكومه , توسيع حضورها وخدماتها للمحافظات وتخاطب الحركات التحرريه في صنعاء والريف . ان إعادة موازنة الكادر في السفاره الامريكيه مطلوب مع التشديد الكبير على ضباط حكوميين وتنمويين إضافيين.

إستشاريين في الوزارات.

العديد من وزراء اليمن الجدد قليلي التجربه للقيام بالجوانب الفنيه في حقائبهم الوزاريه وكذا قيادة المؤسسات والمصالح الكبيره. بالإضافه الى ان المواليين لصالح ربما لن يتجاوبوا مع رغبات منصور هادي بقدر استطاعتهم. ولهذه الاسباب, فانه على واشنطن ان تشترك مع المجتمع الدولي في تاسيس برنامج استشاري وزاري قوي ونشط.

مبادره للحكم المحلي.

ان تاثير القاعده في اجزاء في اليمن يتطلب الكثير من العمل مع ضعف كبير للحكومه المركزيه في الحضور في المحافظات --مشكله تفاقمت بسبب التهاء القياده الوطنيه الحاليه بالصراع السياسي في صنعاء . تجاوبا مع هذا فانه على واشنطن ان تقترح مبادره تكرس للحكم المحلي بالإشتراك مع الحكومه اليمنيه ,العمل مع المسؤليين المحليين لاعادة تاسيس حضور صنعاء وتسهيل ايصال الخدمات الاساسيه للناس.



دانييل جرين, زميل لدى معهد واشنطن ,خدم كظابط مختص في الارتباط القبلي والسياسي في الجش الامريكي في افغانستان والعراق

ترجمة / سعيد مسعد سرورشبكة أخبار صدى عدن
حيد حديد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس