عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-12-28, 01:34 AM   #1
توفيق حسين
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2012-05-14
المشاركات: 16
افتراضي الشعب هو القائد بقلم : د. ميرفت فوزي /المكلا أونلاين

المكلا أونلاين - خاص.

الشعب هو القائد*

بقلم د. ميرفت فوزي



إن استقراء (غير متعمق) لتاريخ الثورات سيقودنا لنتيجة مفادها ارتباط الثورة بشخص الزعيم القائد لها

فلا يمكن الحديث عن الثورة بمعزل عن ذكر قائدها الملهم

فثورة 1919م في مصر لا يمكن فصلها عن سعد زغلول فشعار سعد سعد يحيا سعد هو ما كانت تردده الجموع الغفيرة

وثورة 1952 ارتبط ذكرها باسم الزعيم جمال عبد الناصر فكل من يريد تمجيدها نجدة بالتبعية يمجد اسم الزعيم وكل من يريد القدح في ثورة52 لابد له من ذكر ما يعتقده أخطاء ومساوئ النظام الناصري وتحميل كل ذلك في النهاية لشخص جمال عبد الناصر

ولو استعرضنا ثورات العالم من حولنا من أدناه لأقصاه لن نجد اسطع من ثورتي روسيا و كوبا دليلا على ما أوردناه

فثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى بقيادة لينين لا يمكن الحديث عنها وإغفال دور قائدها وينطبق المقال على الثورة الكوبية التي لا يمكن إنكار دور كاسترو فيها

فجميع هذه الثورات ترتبط بشخص الزعيم الذي خطط واستقطب الشخصيات التي رآها مناسبة لتنفيذ فكرته ثم كون الخلايا السرية وعمل الجميع تحت إشراف وتوجيه زعيمهم لنشر أفكارهم في أوساط الجماهير بهدف استقطابها لتكون حاضنة ومدافعة عنهم

فدائما كانت هناك زعامات تلتف الجموع حولها بل وصل الأمر إلى أن أصبحت الثورة مجسدة بشخص الزعيم ... ولسنا مغالين في قولنا هذا

وكما يوجد لكل قاعدة استثناء كانت ثورة الجماهير الجنوبية ذلك الاستثناء



حيث كان للسياسات الخاطئة والمجحفة التي اقترفتها سلطة 7/7 في حق أبناء الجنوب دور مهم في توحيد ولم شملهم

كما لعبت تلك العناصر المستنيرة التي جمعتهم صحيفة الأيام دور بارز في كشف و تعرية المفاسد التي يقترفها زبانية نظام الفيد والغنيمة مما زاد في تنامي الوعي الشعبي بالظلم فأول طريق الخلاص من الظلم هو الشعور به ومعرفته

وكان ذلك بالضبط هو ما قامت به صحيفة الأيام التي لا ينكر فضلها إلا جاحد أو جاهل

أخذت جماهير الجنوب تستلهم تاريخها النضالي المدني وأخذت تتجمع في تشكيلات نقابية وجمعيات شعبية كان من نتائجها ملتقى الجنوبيين في مقر جمعية ردفان والذي تمخض عنه مبدأ التصالح والتسامح الذي أصبح المعول الرئيسي والحاسم لدك سياسة فرق تسد التي اعتمدها النظام الحاكم حينذاك

واخذ النضال الشعبي السلمي تتنامى وتيرته وتجلت أول مظاهره في المهرجان الجماهيري بساحة العروض بخور مكسر عدن بذكرى 7/7/2007 والذي تولى شرف الإعداد والإشراف عليه جمعية المتقاعدين العسكريين والمبعدين قسرا عن أعمالهم*

ولكن النظام تصدى للفعاليات السلمية الجنوبية المقامة في عدن بكل عنف وجبروت الأمر الذي أدى بحركة النضال السلمي للتصاعد في بقية المحافظات الجنوبية الأخرى وزاد زخمها يوما عن يوم وتعددت المسميات التي أخذت تقود هذا النضال السلمي وبرز قادة ميدانين في كل محافظة ومديرية ومن يسقط منهم سوى بالاعتقال أو الاستشهاد أو حتى بالضعف و التخاذل نجد الجماهير قد دفعت بمن يحل محلهم دون أن تتأثر حركة النضال السلمي وأصبح فعلا لا قولا الشعب مصدر السلطات فهو الذي يمنحها للقادة وهو من يسحبها منهم

وقد حدث ذلك عدة مرات حينما منعت الجماهير كثير من هذه القيادات من تصدر منصات الاحتفالات عندما رأت منهم بوادر مما حكات سياسية فيما بينهم

لقد كان للمسيرات المليونية الحاشدة التي أقيمت تخليدا لذكرى الاستقلال 30 نوفمبر اكبر برهان على تميز و فرادة ثورة شعب الجنوب وقد وجهت الجماهير باحتشادها الهائل عدة رسائل لعدة جهات لعل من أبرزها تلك المرسلة لمن يحب البعض أن يسميهم بالقيادة التاريخية وغيرهم ممن يطمحون ويتمنون قيادة الجماهير وزعامتها

لقد عرف الشعب طريقة وحدد أهدافه وغايته حيث كان الهدف والغاية الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية فكل من يعمل لتحقيق ذلك سترفعه الجماهير عاليا وتبوئه المكانة المرموقة ومن يحيد عن ذلك لن يجد له مكان وستتجاوزه الجماهير

http://www.mukalla-online.com/module...p?storyid=1705
توفيق حسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس