بقلم : فارس محسن احمد
مرة أخرى تتصدر الاخبار العاجلة لوسائل الاعلام جرائم الاغتيالات الغادرة التي تطال القادة العسكريين من أبناء الجنوب الذين يعملون في السلك العسكري لنظام صنعاء .
خلال الفترات القليلة الماضية سقط العديد من أولئك القادة المحنكين برصاص الغدر والإرهاب والسبب في كل مرة يقيد ضد مجهول ، وفي أحسن الأحوال ترمى التهمة على عناصر تنظيم القاعدة ، وفي هذه الحالة لو افترضنا جدلاً أنها القاعدة فعلاً .. فلماذا هذا التنظيم لا يستهدف غير الجنوبيين وحدهم دون غيرهم ..؟!!
يحسن غالبية أبناء الجنوب أن الأمر ليس بتلك الصورة التي تصورها سلطات صنعاء زيفاً وتضليلاً ، فوراء الأكمة ما ورائها كما يقولون وقد انكشفت حقيقة مكرهم وزيفهم وبانت عورات نواياهم السوداء .. فالمؤكد حسب رأي معظم الجنوبيين اليوم أن تلك الاغتيالات ليست إلا استمراراً لمسلسل تصفية الكوادر الجنوبية منذ ما بعد إعلان مشروع الوحدة اليمنية في العام 1990م ..!
إن العشرات من خيرة العسكريين الذين قضوا نحبهم خلال الفترة الماضية في كلاً من صنعاء وعدن وحضرموت ومأرب وغيرها من المناطق ليس لهم أي خصومات مع أي طرف عدا كونهم ينتمون إلى الرقعة الجغرافية الممتدة من المهرة إلى الضالع ، وهذا دليل كاف ٍ على فضح مسلسل التصفية الجسدية الذي مازال مستمراً في حصد أرواح خبراتنا العسكرية عبر الاستهداف المباشرة بالرصاص الحي و الكمائن المسلحة والعبوات الناسفة ..!
كل تلك المؤامرات الدنيئة تأتي في وقت يدعو الجميع إلى انجاح الحوار الوطني في ظل مقاطعة قوى الحراك الجنوبي المنادي بالتحرير والاستقلال والتي تهيمن بشكل طاغي على نسبة الغالبية العظمى من أبناء الجنوب ، وهي بذلك ستسهم بشكل قطعي في تمسك الجنوبيين بالمقاطعة الشاملة وبالتالي استمرار غليان الشارع المنتفض من العام 2007م بحثاً عن قيم الحرية والكرامة ..!!
إلى يومنا هذا ومنذ أنتهى ثورة الشباب وتقاسم السلطة والمعارضة في صنعاء للحكم لم يتخذ أولئك أي إجراءات تسهم في تخفيف احتقان الشارع الجنوبي أو تقديم تطمينات بأن المستقبل لن يكون أسواء من سابقة على أقل تقدير ..!!
ما يحدث على أرض الواقع هو العكس تماماً حيث وخلال العامين الماضيين تسعة رقعة العنف الموجه ضد أهالي الجنوب حيث تقصف القرى والمناطق وتهدم المساكن على رؤوس ساكنيها ويتم الاعتداء على حرمات المنازل وسفك دماء النساء والاطفال بكل بشاعة ووحشية ..!!
وأمام كل ما يحدث لن يجد الجنوبيين حلاً غير استمرار ثورتهم السلمية للمطالبة بتحقيق أهدافهم المشروعة بعد كل تلك التضحيات التي يقدمونها بشكل شبه يومي .