عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-06-03, 08:26 PM   #5
aden fighter
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-07-13
المشاركات: 2,205
افتراضي الفريد هوليداي :الوحدة اليمنية ما تزال سراب وأبو أحمد المسئول الوحيد عن تدميرها

كتب البروفيسور الفريد هوليداي الباحث في معهد برشلونة للعلاقات الدولية ولندن سكول اوف ايكونمي ومستشار الحكومة البريطانية لشؤون اليمن والجزيرة العربية مقالا خص به جولف نيوز حول الأوضاع المتفجرة في اليمن وتطلع الجنوبيين في استعادة دولتهم بعد وحدة دامت 19 عاما وصفها بأنها ما تزال سرابا وحمل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المسؤولية الكاملة عن تدميرها.

( نص المقال )
من البلد الذي يعد دائما مصدرا للأخبار العجيبة والمخيبة للآمال , ان تقارير الأسابيع الأخيرة والقادمة من اليمن مقلقه جدا. ومؤثره على استقرار اليمن و امن المنطقه المحيطه بها. وعلى نطاق اوسع صراعات التيارات الراديكالية والإرهابية والإسلامية ومعارضي النظام ويبقى المتضرر الاكبر اهل اليمن العشرين مليون الذين طالت معاناتهم.
في الوقت الذي كان فيه عائدات اليمن النفطيه في ذروتها وهي في واقع الحال ليست بالكميات الضخمه حيث كانت تنتج 400,000 برميل في اليوم قد بدات بالنضوب ,وموت صناعة القطاع السياحي وسيطرة حاله من انعدام الامن في المنطقة المحيطة بمياه عدن و الدولة المجاورة الصومال , وفي الوقت ذاته بدات تتفجر مضاهرات ضخمه في جنوب البلاد.
وقتل متضاهرين في مدينة عدن واغلقت صحف واحتلت مكاتبها بالقوه العسكريه.وفي شمال البلاد في محيط محافظة صعده يبقى التمرد القبلي مستمرا بقيادة اسرة الحوثي.في بلد يبقى الخطاب الرسمي منمقا بعبارات رسميه مضلله بعيده عن الواقع ولكن هناك جرس انذار ليس من السهل تجاهله.
وهناك تحدير جاد الى القاده اليمنيين والمعارضه من قبل شخصيه يمنيه مرموقه المستشار الخاص لرئيس الجمهوريه السابق والقائد السابق لجبهة التحرير ابان الحكم البريطاني لجنوب اليمن واحد مؤيدي اتيار القومي المصري المعادي للوجود البريطاني في عدن,الا وهو السد محمد باسندوه.وقد اعلن صراحة ان البلد تمر باحلك الضروف التي عايشها فعلى مدى مشواره السياسي الطويل.وهو الرجل الذي شهد حرب طويلة الامد في حقبة الستينيات من القرن الماضي وشهد حرب العصابات ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب وحربين بين دولتي اليمن السابقتين والحرب الهليه في دولة اليمن الموحد عام 1994.
وقد اعرب الشيخ حميدالاحمر ابن الراحل عبدالله ابن حسين الاحمر رجل القبيله الاقوى نفوذا وسلطه في اليمن حيث قد كنت زرته في بيته في صنعاء العام 1992 وقد كان لديه سجن خاص في قبو البيت !! ان على جميع قوى المعارضه ان تتوحد والاعتراف بخطورة الموقف.
من ضمن حلفائه الحزب الاشتراكي اليمني,الحكام السابقين لجنوب اليمن الموالي للسوفييت.وقد دعى الاحمر الحكام السبقين للعوده لليمن من المنفى الذي انتقلوا اليه نتيجه للحرب الاهليه في صيف 1994 حيث اجتاح الشمال للجنوب.وعلى راس القاده السيد علي سالم البيض الامين العام السابق للحزب الاشتراكي اليمني,الذي عاش في صمت مطبق في سلطنة عمان منذ ذلك الحين.
لا يوجد شخص اخر متلي انا بمعرفة اهمية الوحده في نفوس اليمنيين في حقبة السبعينات والثمانينات او يمكن ان يشكك باهميتها بكافة فئاة المجتمع اليمني من الطبقه الوسطى ام النخبه المثقفه.
ان الشعور بالوحده التاريخيه والثقافيه الت تبددت في بدايات القرن الثامن عشر,خلق شعور قوي بان اذا توحد اليمن سوف يجعله قويا لمواجهة اقوى اعدائه,الجاره السعوديه,و استعادة مكانته الصحيحه كالدوله المصريه القديمه.
بعد عقدين من الخصومه السياسيه بين النطامين اليمنيين بعاصمتيهما صنعاء وعدن حيث اندلعت حربين حينما اراد كل طرف ان يفرض الوحده بمفهومه الخاص حيث هاجم الشمال الجنوب في عام 1972 بدعم ليبي سعودي وهجوم الجنوب على الشمال في عام 1979.بدا هناك تقارب وتحسن في العلاقات الثانائيه بين الطرفين في نهاية الثمانينات مع تقلص الدعم السوفييتي في عهد جورباتشوف,ومع الشعور بعدم جدوة اتباع التجربه الاشتراكيه السوفيتيه في الجنوب,ومع الامال الكبيره في العوائد النفطيه التي سوف تنعش اقتصاد البلدين مما دفع الئيسين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض بالدخول في وحده اندماجيه في شهر ايار عام 90.
عملية الوحدة كانت منقوصة منذ بدايتها. حيث اتخد القرار بشكل تلقائي من قبل الرئيسين خلال فترة شهور بسيطه,و كما قيل اثناء مرور الرئيسين في احد انفاق مدينة عدن.وبدون الرجوع الى المستاشرين الخاصين او حتى تفكير عميق قبل اتخاذ القرار.

وقد لعبت بعض العوامل الخارجيه دورها في قرار اتخاذ الوحده بغض النظر عن الاخضر من قبل الرياض و واشنطن الى صنعاء ومن موسكو الى عدن,ولكن الرئيسان قد تلقيا تشجيع كبير من قبل عراق صدام انذاك: الذي كان لم يتعافى من جراح حرب الثمان سنوات مع ايران اتي انتهت في شهر اب 1988 والذي كان يامل ببناء حلف مناهض للدور المصري والسعودي وقد قدم دعم سياسي كبير وقيل ايضا دعما ماديا للرئيسين.
.
لقد كان الدعم العراقي لليمن الموحد والمعادي للدور السعودي له ماربه الخاصه والتي بانت جليه بعد شهور معدوده من الوحده,الى وهو الغزو العراقي للكويت في شهر اب من عام 1990.لقد اثار هذا الغزو العديد من المشاكل لليمن حيث طردة السلطات السعوديه مئاة الاف اليمنيين من على اراضيها, وكذلك قطع واشنطن لدعمها للرئيس صالح.
ولسؤ حض اليمن في المحافل الدوليه حيث كانت تتولى دورها في مجلس الامن الدولي اثناء ذلك الوقت يمثلها مندوبها الدائم في المجلس السياسي المخضرم عبدالله الاشطل,حيث صوت ضد قرار مجلس الامن الدولي الشهير الداعي الى اتخاذ اجراء عسكري ضد العراق,والذي اثار حفيضة واشنطن.

لقد كان للسنوات التاليه لتوقيع الوحده دورها في تعكير صفو الوحده الوليده في ايار 1990 ونقص الحماس المؤيد لها! حيث ارتئت النخبه المقربه من علي صالح ان االوحده تعتبر فرصه ذهبيه حتى تضع صنعاء يدها على موارد النفط في الجنوب والقصور المبنيه في حقبة الاستعمار البريطاني لعدن والسيطره على التجاره الداخليه.
في شهر ايار من عام 1994شن الرئيس صالح حربا لتدمير القوه العسكريه والسياسيه للحزب الاشتراكي في الجنوب وقد عرفت بحرب السبعين يوم وقد انتهت باحتلال عدن ونهبها في شهر يوليو 1994 باستخدام اسلحه وقوات بريه كبيره وكان للمفاجات دورها ايضا حيث كان للمليشيات الاسلاميه ذات العلاقات الوطيده مع تظيم القاعده دورا بارزا في ترجيح كفة الصراع وقد وجدت لها موطئ قدم هناك.
منذ ذلك الحين كان لهذه الحرب دورا في تازيم الاجواء بين الدولتين السابقتين حيث تم اتخاذ بعض الاجراءات الشكليه لتلطيف الاجواء واشراك بعض الشخصيات السياسيه الجنوبيه في السلطه حيث لم يكن دورها اكثر من دور شكلي,وقد اجريت انتخابات نيابيه وراسيه لاحداث نوع من الوئام الوطني واحداث اصلاحات سياسيه لاقناع الدول الغربيه والمنظمات الدولية الغير حكوميه بان هناك ديمقراطيه في البلد.
ولكن كل هذه الاجراءات الصورية لم يكن لها اي وقع يذكر على رجل الشارع الجنوبي ، حيث كان دائما يرفض التدخل والتواجد الشمالي في الجنوب حيث تم اطلاق بعض المسميات على الشماليين (اتراك) نسبه الى الامبراطوريه العثمانيه المحتلى للعالم العربي واستخدام اسم شخصية دحباش التلفزيونيه كتعبير عن الشخصيه الاجراميه المتخلفه!
يلقي المتحدثين الرسميين لنظام صنعاء هذه الايام بالوم على بعض القوى الاجنبيه المعاديه لليمن بتاجيج الصراع,ولكن يبقى اللوم الاساسي في تبديد الاموال واضعاف موسسات الدوله على الرئيس صالح,كما يفضل المقربين له وافراد عائلته من مناداته (ابو احمد) بمهندس الوحده! ولكنه يبقى الشخص الوحيد الذي لم يكن لاحد سواه الدور الرئيسي في تدمير الوحدة اليمنية !!!




( ترجمة خاصة لـ" عدن برس " )
بروفسور باحث في معهد برشلونة للعلاقات الدولية


aden fighter غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس