خاص
تصريحات بن عمر و فعاليات نوفمبر الجنوبية : -- الانتفاضة – الرسالة
بقلم : سالم مفلح
( باحث - مؤرخ )
ما دعاني الى العودة الى كتابة المقالة الصحفية ، هو ما قاله السيد جمال بن عمر من انه لم يسمع ايا من اعضاء مجلس الامن يتحدث عن القضية الجنوبية ، و قال ان الحديث عنها كان يأتي من الامين العام بان كي مون في تقاريره المقدمة لمجلس الامن .
حقيقة القول الذي يمكن فهمه من مجمل كلام بن عمر في لقائه بالقيادات الجنوبية ، هو ان السيد بن عمر لا يعلم ، او بالاحرى لم يخبره احد في المنظمة الدولية من ان مهمته في اليمن ، هي مهمة رئيس وزراء جمهورية اليمن لشئون المبادرة الخليجية ، و لا يتعداها الى القضية الجنوبية ، الا بما يسهل مهمته الاساسية ، و في حدود ضيقة ، او ما يسهل مهمة المبعوث الدولي الآخر الذي سوف يتولى مهمة ادارة القضية الجنوبية في الوقت الذي يحدده مجلس الامن .ا
كان بامكان الرئيس العطاس ان يزوده بحقائق القرارات الدولية السرية التي اتخذها مجلس الامن بعد سقوط عدن و احتلالها ، و الالتزامات الدولية التي وقع عليها المجرم الدولي صالح ، و كانت في جزء منها السبب في امتناعه عن مغادرة جحره الى الخارج للعلاج ، و لكن الادارة السرية الدولية للقضية الجنوبية ، لا تسمح باللعب على المكشوف ، لاسباب ارتاها مجلس الامن في حينه .
لقد صرح السيد بن عمر مرات عدة ، بان اليمن تقع تحت الفصل السابع من الميثاق الدولي ، أي انها تقع تحت الوصاية الدولية المباشرة، تماما مثل وضع العراق تحت الوصاية الدولية المباشرة ، حسب قرار مجلس الامن رقم-687- بتاريخ 3—4-1991م، فهل يعلم السيد بن عمر رقم القرار الدولي الخاص بوضع جمهورية اليمن تحت الوصاية الدولية و الفصل السابع من الميثاق الدولي ؟ ، بالتاكيد لا يعرف ، و لا احد يعرف الا من يهمه الامر دوليا ، لان الامر مرتبط بالادار الدولية السرية للقضية الجنوبية ................................، الشيء المؤكد ان السيد بن عمر يعلم علم اليقين ، انه لا توضع دولة ما تحت الوصاية الدولية المباشرة ، الا في حالة ارتكابها خطأ استراتيجيا يهدد الامن و السلم الدوليين (انتهاك الميثاق الدولي باحتلال دولة عضو في الامم المتحدة ).
تصريحات السيد بن عمر تلك ، تأتي في وقت غير مناسب على الاطلاق ، لان الشعب الجنوبي قد تمكن بجدارة عالية جدا ، من فرض قضيتة على كل المستويات المحلية و الاقليمية و الدولية ، فرضها بنضاله السلمي الحضاري ، الذي تأتي تصريحات السيد بن عمر لترفع وتيرته عاليا ، و اخشى ان تطاول وتيرته المسار السلمي الى غيره ، و في هذه الحالة ، فان الشعب الجنوبي لن يخسر شيئا ، بل فان العكس هو الصحيح و المضمون المؤكد ، و عندها سوف يجد المجتمع الدولي نفسه في مأزق لا يحسد عليه ، و الفضل في ذلك يعود الى عدم الاحتراز من التصريحات المضرة بالادارة الدولية للقضية الجنوبية .
الحقيقة التي تبرز امام القارىء المتفحص لمسار التصريحات التي تستهدف شل الفعالية النضالية السلمية و الحضارية للشعب الجنوبي ، لا يجد فرقا بين تصريحات الرموز المتأسلمة التكفرية و القبلية الاقصائية و السياسية المبتذلة لنظام الاحتلال و تصريحات السيد بن عمر ، جميعهم ينكرون الوجود الحقيقي المادي الدولي للقضية الجنوبية ، كقضية احتلال صريح و وقح و متخلف ، تم عن طريق اكثر الحروب قذارة في تاريخ البشرية كله ، له كل استحقاقات الاحتلال العراقي لدولة الكويت الشقيقة ، ان لم يتجاوزها ، و ان اختلفت طريقة ادارته دوليا ، لقذارة ملفه و حيثياته................
و ها نحن – اقصد الشعب الجنوبي الجبار العظيم -- امام مناسبة وطنية من العيار الثقيل ، امام نوفمبر المجيد ، و ها هي الجماهير -- شيبا و شبانا – رجالا و نساء – صغارا و كبارا ، نستعد للاحتشاد في ساحات النضال السلمي ، لنضع الجميع -- في الداخل و الخارج – امام اصرار الشعب الجنوبي على انتزاع وطنه من الفم النتن الهرم للاحتلال اليمني ، فان لم يسمعوها و اصروا على اغلاق آذانهم الذين تعنيهم رسالة ذلك الاحتشاد ، عندها ، لا محالة ،و يكون لزاما على الشعب الجنوبي ان يبحث عن ادوات اخرى لتضخيم الصوت و اطالة مداه، حتى يسمعه الذين في آذانهم وقر و الذين هم في غيهم ساهون .
|