الجنوب مابين بريطانيا الكافرة والوحدة المسلمة
بقلم/ أماني بيحاني
الفتاوى الوحدوية الإسلامية في بلدنا هي ما سأتحدث عنه اليوم ، فقد انتشرت هذه الظاهرة وأصبحنا نستمع إلى فتاوى تثير الضحك والغضب في نفس الوقت ، فبعد أيام قليلة تحل علينا ذكرى جلاء الاستعمار البريطاني ، استعمار ترك خلفه شعب مثقف متعلم ومدن مشيدة وطرق معبدة ومستشفيات مجانية ووظائف حكومية للمواطنين وامتلاك منازل حكومية بمبالغ رمزية .
يا بريطانيا يا كافرة أنا المسلم في عهدك لم أعد مسلما بعد الوحدة المسلمة بحسب شيوخ الوحدة فقد تم تكفيري مرارا وتكرارا ، ولم يعد لوطني حرمة فأصبحت أمريكا تنتهك عرضي ليلا ونهارا سرا وجهارا ، وصانعي الوحدة يتبركون بالاحتلال الأمريكي المستتر وشيوخهم شرعوا وجود أمريكا وكفروا وجودي ، أصبح قتلي حلال على أيدي جنود الوحدة وطائرات أمريكا .
يا بريطانيا يا كافرة لم تعد هناك مستشفيات حكومية مجانية ففي عهد الوحدة المسلمة جعلوا المستشفيات الحكومية خاوية على عروشها ، لم يعد هناك أجهزة ولا أدوية ولا مختبرات ، الوحدوي المسلم أفتتح مستشفيات خاصة لنصبح تحت رحمة تاجر وعدة أطباء متاجرين بذمة المهنة ، فالذي يعاني من اللوز تجرى له عملية في البطن والذي يعاني من ألم في الرأس يتم تحويله إلى أخصائي عظام .
يا بريطانيا يا كافرة لم تعد هناك وسائل للنقل البري الحكومي الشبه مجاني فقد سرحوا جميع الموظفين ففي عهد الوحدة المسلمة انقرضت تلك الوسائل وأصبحت هناك وسائل نقل تخص التجار والمتاجرين الوحدويين المسلمين ، فحتى انتقل من منطقة لأخرى لابد أن يكون للتاجر حقوق النقل ، ولابد أن ادفع له ثمن جريمة تجولي في بلدي .
يا بريطانيا يا كافرة لقد تم إغلاق جميع المصانع بعد الوحدة المسلمة وافتتح التجار الوحدويون المسلمون مصانعهم الخاصة التي تفتقر لأدنى درجات الجودة المحلية وليس العالمية ، فأنتشر مرض السرطان القاتل بسبب تناول منتجات ليس عليها أي رقابة حكومية .
يا بريطانيا يا كافرة لم يعد ميناء عدن يستقطب عشرات السفن التجارية فبعد الوحدة المسلمة تم تجميد ميناء عدن وأصبح ديكور من جهة البحر و عمال مفرغين من أعمالهم من جهة البر ، لم يعد يصل للبحر غير بضائع تخص تجار محددين .
يا بريطانيا يا كافرة لم تعد هناك مدارس حكومية مجانية ففي عهد الوحدة المسلمة جعلوا المدارس الحكومية تستبدل شعار التربية والتعليم وأصبحت تحت راية الذي يريد يتعلم يتعلم والذي ما يريد هو حر ، لم تعد هناك متابعة للمعلمين من قبل الوزارة ، أصبح الطالب عبارة عن أسفنجه تمتص المنهج لتستفرغه عند أدنى ضغط عليها ، لم يعد هناك ما يعلق بالذاكرة ، المناهج محشوة بدروس لا تغني ولاتسمن من جوع ، ولا يستفيد الطالب منها شيء ، تعمدوا أن يجعلوا التعليم خالي من أي متعه ليمل الطالب ، فكل درس منفصل عن الدرس الذي يليه .
افتتح التجار الوحدويين المسلمين مدارس خاصة ليزيدوا من جهل الطالب ، فيقسموا ظهر أولياء الأمور بمبالغ خيالية ، والمعلم في المدرسة الخاصة يتقاضى أجر بخس فيكون إعطاءه للطالب بقدر ما أعطي له من مال ، وأصبح الأهل يتهافتون على المدارس الخاصة حتى لا يفشل أبنائهم ويرموا حمول الفشل على المدرسة ، فالأهل يعتقدون بأن المدارس الخاصة تجعل من أبنائهم نوابغ ولا يعلم الأهل أو قد يكونوا يعلمون بأن إدارة المدرسة لا ترسب أبنائهم حتى لا يقولون بأن المدرسة أخرجت طلاب راسبين .
صحيح يا بريطانيا لم تحتلي أي دولة إلا لتستفيدي ويكون لكي نصيب الأسد من تلك الفائدة ، وصحيح يا بريطانيا لا تزالي مستفيدة من ذلك الاحتلال حتى اللحظة ، ولكن ليتك يا بريطانيا تعودين يوما لتري ما فعلته الوحدة اليمنية ، احتليني أرضنا يا بريطانيا لتستفيدي وتعم الفائدة وتوحدنا مع الشمال ليستفيد الشماليون و بنو أنفسهم بهد الجنوب بيد من حديد .
كانت بريطانيا كافرة ولم ترتدي رداء الفضيلة لتستر الرذيلة ، كافرة بحسب معتقدنا الديني فكانت تحمل وجه احتلالي واحد واضح ، لم تستخدم الدين لتخفي قبحها ، بعكس الوحدويون المسلمون اللذين كل يوم يصدرون الفتاوى بحسب المطب السياسي الذي يوقعون أنفسهم فيه ، فأصبح لكل رجل سياسي عالم دين يصدر له فتاوى بحسب الطلب ، وأصبح لكل تاجر شيخ يصدر له فتوى كمحلل شرعي ليفتتح مصنعا فوق مصنع ، حلال شكلا حرام شرعا وقانونا .
يا بريطانيا يا كافرة لم أعد أعلم هل أحتفل بيوم رحيلك أم أسرد الذكريات لأبناء الوحدة المسلمة ، ليعرفوا الفرق بين المسلم المتأسلم والكافر الذي يتحلى بأخلاق المسلمين .