[جرح الكرامة]

الإثنين, 12 تشرين2/نوفمبر 2012 01:53
(شارك بتعليقك) ما الذي جعل أبناء المناطق الشمالية يستمرئون قتل الجنوبيين دون هوادة؟!

صدى عدن/ المحرر السياسي/ خاص:

الزمان: 3:15 عصر يوم أمس الأحد..

المكان: مديرية دار سعد، العاصمة عدن، جوار سوق القات في المدينة، على مقربة من جولة "المجسم"..

الحدث: استشهاد شخصان وإصابة آخر جميعهم من أبناء الصبيحة بمحافظ لحج الجنوبية، وإصابة 7 آخرين متسوقين من أبناء عدن، وأحد الجماعة المعتدية التي تنحدر أصولهم من محافظة ذمار الشمالية..

التفاصيل: بحسب إفادة مصدر مقرب من الشهداء لـ"صدى عدن" أن خلافا قد نشب يوم أمس الأول السبت بين كلا من محمد وشقيقه صلاح أولاد المناضل والشهيد الجنوبي قائد علي صلاح ومجموعة من باعة القات المنتمين لمحافظة ذمار الشمالية، ليتطور هذا الخلاف لاحقا إلى مهاجمة منزل أولاد الشهيد الجنوبي قائد علي صلاح بالرصاص الحي.

وأضافت المصادر أن الخلاف تطور يوم أمس الأحد بعد أن قدم عدد من جنود الأمن المركزي التابعون للواء فضل القوسي – وكيل وزارة الداخلية اليمنية وقائد قوات الأمن المركزي – قدموا برفقة باعة القات من أبناء محافظة ذمار وهم يرتدون الزي المدني إلى سوق القات بمديرية دارسعد، وحاولوا الاعتداء على أحد شباب منطقة الصبيحة الذي كان مقربا من نجلي الشهيد الجنوبي قائد علي صلاح وسلب سلاحه الشخصي ليهرع نجلي الشهيد قائد إلى منطقة الاعتداء وجرت الاشتباكات، التي راح ضحيتها أحدها وأصيب شقيقه الآخر إضافة إلى شخص كان برفقتها (مروان أحمد صالح البغايلي)، كما أصيب أحد باعة القات وأصيب جنديان من أفراد اللواء الذي قدم عدد من جنوده برفقة باعة القات الشماليون، ولم يسلم الأبرياء من الرصاص المتطاير هنا وهناك، فقد أصيب سبعة أشخاص متواجدون حينها في سوق القات.

إلى هنا، لم ينهي الخبر.. حيث أسعف المصابون من أبناء المحافظات الشمالية إلى مستشفى أطباء بلا حدود بالمنصورة، وعند المساء حاولت مجموعة أخرى من أفراد الأمن المركزي التابعون للواء القوسي تهريب الجرحى إلى خارج العاصمة عدن بزيهم المدني، وهو ماجعل أفراد الأمن العام يعتقدون أنهم مجموعة من مسلحي أبناء الصبيحة قد جاءوا للانتقام منهم، لتندلع اشتباكات أخرى مجددا في محيط المشفى بينهم وبين عدد من أفراد الأمن العام الذين كانوا يقومون بحماية هؤلاء المصابون من أي اعتداء جديد عليهم – بحسب مواطنون كانوا في المشفى.

وكان موقع "الأمناء نت" قد أكد أن باعة القات استقدموا معهم جنودا من الأمن المركزي يتبعون وكيل وزارة الداخلية اليمنية.

تعددت الأسباب والموت من ذات البندقية..

القضية: حدث إزهاق الأرواح الجنوبية في عدن يوم الأحد لم يكن إلا تواصلا للأعمال الإجرامية التي تمارسها قوى الشمال بمساندة جيش الاحتلال اليمني لامتحان صبر الجنوبيين، وما الشهيد "فيروز اليافعي" إلا محطة من محطات التنكيل لقوات الأمن المركزي في عدن، لتتسم بعدها "راية الإجرام" قوات أخرى عسكرية وقبلية قدمت إلى عدن بغرض التجارة قبل أن يتحولوا جميعا إلى عصابة "مافيا" ومصاصو دماء الجنوبيين على كافة الأصعدة.

أحد أصدقاء الشهيد محمد وشقيقه الجريح صلاح قائد محمد صلاح، نشر على صفحته في "فيس بوك" الآتي: اخي صلاح وشقيقه محمد نموذج لشبابنا الواعي الفاهم، نموذج في الأخلاق العالية.. لاشك اننا سوف نفقدهم وسننتظر أخونا "صلاح" حتى يتماثل للشفاء ويعود الينا سالم بإذن الله كان يوم امس له تعليق علئ حائطي وهذا وسام على صدري من هذا الشاب الطيب ،لا اخفيكم لقد صار ت علاقتنا في الفيس بوك وكأننا عائله فقد تألمنا لما أصاب أخونا صلاح حيث ان الآلام لازالت تتابع هذه الاسرة الكريمة فهو ابن الشهيد قايد صلاح الصبيحي الذي استشهد في حرب 94 من نفس البنادق التي قتلت والده، ها هي اليوم قتلت أخوه محمد وإصابته أصابة خطيرة اقعدته في العناية المركزة".. انتهى كلام صديقهما..

ثمة تساؤل لا يزال عالقا في ذهني لم يكلّ من محاولات التسلل إلى هذه المادة "النقاشية".. مفاده: ما الذي جعلهم يستمرئون سفك الدماء الجنوبية أمام أعيننا، وكأني بشعب الجنوب قد أصبح كـ"الجراد" يتخلص منه المزارعون عن طريق أكله حيا ومشويا؟!..، بينما نحن لا نجيد سوى تبادل الأخبار الأليمة – ربما – ليومين، ومن ثم تتلاشى الذكريات، لتنتعش الذاكرة لاحقا بجريمة أخرى.. وما أبشع جريمة قتل الأم "فيروزة الجنوب" وطفلها الرضيع بين يديها في الأيام الحُرم..!

قراء "صدى عدن" الأعزاء.. نتمنى مشاركتكم في هذا النقاش، بمحاولة الإجابة على هذا التساؤل أو التطرق إلى محور آخر.. لتناول مخرجات نقاشنا في تقرير يستعرض تلك الأسباب لاحقا.



**الصورة من اشتباكات يوم أمس الاحد بمديرية دار سعد