عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-09, 05:01 PM   #1
الجـــنرال
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-02
المشاركات: 3,228
افتراضي القضية الجنوبية بين ساسة الشمال وتجار الجنوب

القضية الجنوبية بين ساسة الشمال وتجار الجنوب


يقول هيجل" العقل يجمع الناس والفهم يفرقهم"
شعب الجنوب على مدى نصف قرن قدم كقربان للتوسل إلى ماركات النظريات والأفكار الإيديولوجية التي كانت تملأ السماء. على الرغم أن خصوصية الأفكار الإيديولوجية بأنها تتعدى الحدود القطرية إلا أنها في الجنوب عمقت المناطقية والجهوية في أبشع صورها وساقتنا جميعا بهذه الصورة إلى باب اليمن وينطبق علينا بيت الشعر القائل " إن حظي كدقيق فوق شوك نثروه.. ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه ".
مشكلتنا اليوم تكمن في وعي بعض القيادات الجنوبية التي تبلور وعيها في ظروف تلك الماركات، ويشعر بعضها بأن تاريخه النضالي تتوج بتحرير الجنوب من الاستعمار البريطاني، لكنه لا يدرك أن ثمن ذلك كان ضياع الهوية والشيء الآخر هذا القيادة لا تدرك بأن جيل الشباب الجنوبي لم يعيش تلك المرحلة، لكن فطرة الله هي من دلته بأن هويته تم تزيفها ولهذا انتفض من ذاته في وجه الاحتلال الشمالي. في حين أغلب تلك القيادات سوى في الخارج أو الداخل كانت في سبات عميق، بل بعضها كان يخجل ان يذكر اسم الجنوب.
أن وعي الشباب بني على معطيات وأدوات جديدة تناسب عصره وفي مقدمتها الثورة المعلوماتية التي فتحت المجال أمامه ليتسلح بسلاح المعرفة التي أساسها التمسك بالهوية التي تعد سفينة نوح في أمواج العولمة والمصالح الدولية. والهوية مسألة وعي. في حين القيادة التاريخية تسبح بسفينة الماضي المشبع بالإيديولوجيات العفنة التي رفسها الواقع والعقل الإنساني والتي أدت إلى ضم واللحاق الجنوب ونهب أرضه وثروته وإخضاع تطلعاته لرغبات الشمال . وهذا ما جاءت به المبادرة الخليجية التي هي في الأصل هندسة العقل السياسي الشمالي الذي عرف بمكر كيف يوظف قضية الجنوب وحشرها في قضايا الشمال .
هذه المبادرة تسلط الضوء على ما هو غير معلن فيها. إلا أن السؤال الذي لم أجد له جواب ، لماذا تسارع أبناء الجنوب لعقد مؤتمرات ولقاءات من القاهرة .. بروكسل.. اسطنبول وبيروت والداخل . أفضت إلى بث الضغينة والتفرقة والشللية بين أبناء الجنوب. في حين كان الشماليون يتفاوضون مع الدول الإقليمية والدولية حول مستقبلهم والحفاظ على ثروات الجنوب تحت مسمى الوحدة اليمنية. خلال قراءتي في المواقع الجنوبية والتواصل مع الكثير من الجنوبيين، تبين أن خلافات القيادات التاريخية سببها المال وحب الذات. وتبين لي أيضا بأن بعض هذه التحركات الجنوبية جاءت باتفاق مع أطراف شمالية وإقليمية ودولية بهدف حجز مكان لها في الحوار القادم على الرغم أن المبادرة لم تتطرق إلى القضية الجنوبية. فهل نريد سلطة أم وطن، لأن السلطة تضم أفراد مؤقتين، بينما الوطن للجميع وباق إلى ما شاء الله.

د . خالد عبدالله محمد
الجـــنرال غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس