( لن يكون النصر فئوياً أبداً )
الإثنين 2012-11-05
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد مرّت الثورة السلمية الجنوبية في مسيرتها بعدة مراحل على صعيد الإهتمام الدولي بها .. فمن التجاهل التام إلى الإهتمام المنقوص أو المشروط بربط عربة الجنوب بحصان الشمال والإبقاء على نتائج حرب 94 مع تزيينها وتجميلها بالمسميات المتنوعة والتي تحمل بداخلها قيداً أبدياً لشعب الجنوب يبقيه مصلوباً على باب اليمن إلى يوم القيامة .. هذا طبعاً يمكن أن يكون المصير الأسود الذي سيواجهه شعب الجنوب إذا أستمر غياب السياسة الجنوبية الواعية ، التي تجيد التعاطي مع أهداف الشعب الجنوبي ومتطلبات حل قضيته والسير بها بذكاء في دهاليز السياسة وممراتها على المستويات الدولي والمحلي والاقليمي ، وكذلك ربط الخيوط مع العمل الثوري الميداني والموازنة بين مطالباته وصياغتها في خطوات عملية مدروسة .. تؤدي في النهاية الى تحقيق الأهداف كاملة غير منقوصة ...
إن الحق يمكن إنتزاعه بوسيلتين .. بالقوة أو بالعمل السلمي .. وطريق القوة أو العمل المسلح غير متاح في ظروفنا لأسباب عديدة أهمها الدعم اللوجستي والمادي وكذلك التفهم الدولي وفقاً لمتغيرات العصر ونظرته لهذا النوع من العمل كوسيلة لتحرير الأوطان .. إن العالم اليوم يتعامل بلغة المصالح وخاصة الأقوياء فيه والقادرون على فرض الحل الذي يريده شعب الجنوب .. ونحن إذا غابت علينا وسيلة فتبقى لنا الوسيلة الأجدى من وجهة نظري وهي العمل السلمي الصحيح والمبني على حالة من التناغم بين العمل السياسي والعمل الثوري الميداني ، والتي سردت نموذجاَ عن تلك الحالة أعلاه .. وهذا العمل إن سار بشكل صحيح فإنه يستطيع إقناع العالم بالحل الذي نريده وضرورة ذلك الحل من حيث العدالة والمصلحة المشتركة ...
إن النصر بحاجة إلى عمل من أجله وهو لن يتحقق بالصراخ و(الدوشنة) ورفع الصور وحرق البخور لأشخاص الماضي ! إن النصر بحاجة الى خطط عمل وبرامج وتنفيذ لهذه الخطط والبرامج .. منها ما هو مرحلي ومنها ما هو أبعد مدى من ذلك ...
إن الجنوب لن ينتصر ولن تجد قضيته الحل العادل والمرغوب .. إلا بتكاتف جميع أبنائه وبمختلف فئاتهم وتكويناتهم .. ومخطئ من يظن أنه بقادر على فرض الحل الذي يريده أو أن يفرض نفسه على رأس هذا الحل من غير قبول ورضا شعب الجنوب .. إن شعب الجنوب اليوم ليس تلك المجاميع التي أعتادت على رفع الأيدي في قاعات المؤتمرات تأييداً لما سبق طبخه في الغرف المغلقة .. بل إن شعب الجنوب هو جميع الجنوبيين بمختلف مشاربهم كما أسلفت .. إن
جميع الجنوبيين يجب أن يمتثلوا لحقيقة لا تقبل التشكيك بها وهي فرض واجب على الجميع .. علينا أن نضع حداً لهذا التنافر الظاهر والغير معلن الأسباب بين جنوبي الماضي من فئة الغالب وبين ضحاياهم من بقية الجنوبيين .. وعلينا أن نعي أنه بدون إنهاء هذا التنافر سوف تبقى سفينتنا مقيّدة بسلاسلها ولن تصل إلى ميناء نصرها أبداً .. لن يكون النصر فئوياً مرة أخرى ولن يسمح شعب الجنوب بذلك مرة أخرى ولن يتكرر 67 وما حدث في جنيف من جديد .. جميعنا يعرف أن الكارثة الواقعة على شعب الجنوب بدأت من هناك ومنذ ذاك .. إن النصر إما أن يكون للجميع أو إنه لن يكون .. هذا ليس من عندي بل أن متطلبات النصر نفسه تقول ذلك ...
لهذا .. فإن أول متطلبات النصر العاجلة تتلخص في مستوى قيادي يمثل أغلبية معقولة تتفق على العمل بروح الفريق الواحد وبإخلاص لله وللوطن وللشعب الجنوبي .. وتعمل على وضع خطط العمل والبرامج القابلة للتنفيذ وتحقيق التناغم السالف ذكره بين السياسة وبين رغبات الشعب على الأرض .. بلغة أخرى .. صياغة الأهداف بلغة السياسة في خطوات مدروسة تؤدي في النهاية الى تحقيق الأهداف ...
والله الموفق
اقرا المزيد على شبام نيوز :
http://www.shibamnews.com/articledet...#ixzz2BL8RTx7H