عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-05-29, 12:20 AM   #58
خالد اليافعي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-06-02
المشاركات: 2,341
افتراضي

محللون : صالح أمام أزمة كبرى.. والتوقعات : اشتباكات عنيفة بين شطري اليمن

عدن-أ.ف.ب-يواجه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي تتراكم بوجهه المشاكل ازمة كبرى لاستمرارية نظامه خصوصا مع صعود النزعة الانفصالية في الجنوب، وذلك بحسب دبلوماسيين وخبراء.

ويجمع الخبراء على ان جنوب البلاد الذي كان مستقلا بين 1967 و1990 بات على حافة الانفجار، وان مشكلة الجنوب هي الاكبر بين مشاكل الرئيس اليمني (67 عاما).

وبعد ان اصبح صالح رئيسا لليمن الشمالي في 1978، بات صالح في 1990 رئيسا لليمن الموحد، كما احبط بقوة الحديد والنار محاولة لانفصال الجنوب في 1994.ويصارع صالح الذي يعد تكتيكيا ماهرا، منذ 31 عاما امواج الازمات.

وعلى الرغم من اتهامه من قبل البعض بانه يلعب لعبة مزدوجة مع الاسلاميين المتطرفين القريبين من القاعدة، تمكن صالح منذ العام 2000 من المحافظة على دعم الدول الغربية بدءا من الولايات المتحدة، وذلك تحت شعار «الحرب على الارهاب».

ويتخوف كثيرون من تصاعد العنف في الجنوب اذ ان استياء قسم كبير من سكان ما كان يعرف باليمن الجنوبي البالغ عددهم حوالى اربعة ملايين وصل الى درجة اعادة طرح فكرة الانفصال.

وقال صحفي يمني لوكالة فرانس برس ان «الكراهية العنصرية بلغت مستوى خطيرا. فكما لو ان الشماليين ينتمون الى عرق آخر».

من جهته، اعرب رجل اعمال من عدن، كبرى مدن الجنوب، عن اعتقاده بان المواجهة العنيفة باتت حتمية.

وقال رجل الاعمال الذي فضل عدم الكشف عن اسمه «هناك خطر بان تكون المواجهة طويلة ودامية اذ انها لن تكون معركة بين جيشين» كما كانت الحال عندما حاول الجنوب الانفصال في 1994.

ففي 21 مايو، سالت الدماء مجددا في الجنوب اذ قتل ثلاثة اشخاص عندما فتحت الشرطة النار على متظاهرين كانوا يحاولون الدخول الى عدن، وذلك تزامنا مع استعراض عسكري ضخم في صنعاء احتفالا بالذكرى الـ19 للوحدة.

وكانت مواجهات اسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص بينهم اربعة جنود، في نهاية ابريل ومطلع مايو.

وتعود جذور التوتر الحالي الى السنوات التي اعقبت الوحدة في 22 مايو 1990 بين اليمن الجنوبي الذي كان جزءا من المعسكر السوفياتي، واليمن الشمالي، وخصوصا الى الفترة التي سبقت الحرب الاهلية في 1994.

قال رجل الاعمال لوكالة فرانس برس «جاء اهل الشمال الى هنا وبدأوا باستغلال كل شيء، لقد نهبوا الاراضي والقدرات الاقتصادية».

واضاف ان الشمال «تصرف في 1994 وكانه غاز يدخل بلد منهزم».

والمسالة الاكثر حساسية هي مسالة الاراضي، اذ ان كثيرين من الجنوبيين يشتكون من مصادرة اراضيهم.

وذكر رجل الاعمال ان الشماليين الذين يملكون اراضي في الجنوب «هم بشكل اساسي شخصيات من السلطة، وخصوصا عسكريين».

ويضاف الى ذلك معدلات بطالة مرتفعة فضلا عن ارتفاع اسعار الاحتياجات الاولية.

وتقدر نسبة البطالة ب40% في اليمن ككل، الا ان النسبة اكثر ارتفاعا في الجنوب.

وقال الوزير السابق عبدالقادر هلال في مقابلة مع وكالة فرانس برس «ان ما يهم اهل الجنوب ليس الانفصال. ان ما يهمهم هو حقوقهم وصحتهم وتربيتهم وكهربائهم ومياههم» مؤكدا ضمنا وجود تقصير من قبل السلطة المركزية في بلد يتراجع فيه مستوى الخدمات العامة الى درجة كبيرة.

وكل هذه العوامل التي تدفع بعض الجنوبيين الى الحديث عن «استعمار» شمالي، باتت تشكل ارضا خصبة للافكار الانفصالية.

واسفرت هذه الظروف عن قيام ما يعرف بـ«الحراك الجنوبي» الذي يضم مجموعات معارضة غير متجانسة بينهم اشتراكيون من الذين كانوا في السلطة في عدن قبل 1990 واسلاميون متشددون حاربوا القوات السوفياتية في افغانستان في الثمانينات.

والمخاطر تبدو حقيقية اذ ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح حذر في ابريل من خطر تفكك البلاد.

والسؤال الذي يطرحه الجميع في اليمن بما في ذلك داخل السفارات الغربية هو ما اذا كان صالح سيتمكن من اطفاء الحريق في الجنوب.

ويرى دبلوماسي فضل عدم الكشف عن اسمه ان صالح الذي يعد مناورا ممتازا، يمكن ان يلجأ الى «شراء بعض قادة القبائل في الجنوب ويعتمد مبدا «فرق تسد»».

الا ان هامش المناورة لديه بات اكثر ضيقا بسبب الازمة الاقتصادية وتراجع اسعار النفط.
خالد اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس