عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-24, 07:07 AM   #48
حسن اليهري
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-10-12
المشاركات: 1,533
افتراضي

تمنيات سلمية لصديقي المتقاعد قسرا وانتقاما. بقلم الدكتور حسين العاقل

في جلسة عامرة بالأصدقاء، كان الحديث فيه خلافا للعادة المتبعة لمناقشة قضايا سياسية عامة تتمحور غالبا حول هموم الحراك السلمي ومستجدات الوضع والتطورات المتسارعة على الساحة الجنوبية والموقف الإقليمي والدولي إزائها. حيث طفى الحديث بين الجميع وبصورة مثيرة حول هموم ومشكلات قدوم عيد الأضحى المبارك، وما طفحت به مشاعر الأصدقاء من تعابير القلق والمعاناة المادية والاجتماعية لمواجهة مطالب العيد ومستلزماته الدينية والأسرية. فقد كنتُ اتابع واستقراء من ملامح البعض وزفير همومهم، أن حدثا مرعبا يهدد حياتهم ويوشك أن ينقض عليهم بالويل والثبور، وتصور لي أن أهوال الدنيا قد حلت واستوطنت أرض الجنوب، وألا كيف يمكن تفسير تلك المشاعر البائسة والمكبلة بالهموم لقدوم مناسبة دينية عظيمة يستقبلها العرب والمسلمون عادة بالأفراح والابتهال وتبادل التهاني المعبرة عن المودة والتألف؟؟ وهل صارت ظروف الناس ومستوى دخلهم الاجتماعي إلى هذه الدرجة من الفقر والعوز، ليشمل عامة سكان الجنوب دونما استثناء بما في ذلك أساتذة الجامعة المتهمين برواتبهم المرتفعة.. وبينما كنتُ مذهولا وشارد الفكر احاول الهروب من نبش همومي الخاصة !؟. فإذا بصديقي القدير عمر صالح المْجَري المتقاعد قسرا وانتقاما بعد جريمة حرب احتلال محافظات الجنوب عام 1994م، والذي ربطتني به علاقة صداقة قديمة عندما كان في ظل دولة الجنوب المغدور بها، أحد الكوادر المؤهلة تأهيلا عسكريا عاليا، أتصف بالأخلاق الحميدة، له صولات وجولات مشهودة بالتفاني والإخلاص المهني كضابط محترف في المجال الأمني والاستخباري، يخاطبني بصوت هامس وهو يعتصر حزنا وغيضا من ما آلت إليه الأحوال الاجتماعية والاقتصادية من تدهور وخراب لأبناء الجنوب، فقال: كنت اليوم في انتظار وصول أحد أقربائي من صنعاء، فذهبت لاستقباله في محطة الباصات وفرزة التاكسي بالشيخ عثمان، ولسوء الحظ ابلغني بأنه لم يجد وسيلة للمواصلات إلى عدن، لا في طائرة ولا في وسائل النقل البري، وحينها بقيت لمدة طويلة اشاهد أبناء الشمال (ج. ع. ي) كما قال: وهم يتزاحمون أفواجا على وسائل النقل لمغادرة عدن إلى قراهم ومناطق قبائلهم وأسرهم وهم مسرورين ومحملين بالحقائب والكراتين والسلال الكبيرة الممتلئة بالهدايا وكأنهم كانوا يعملون في دولة صناعية كبرى، فتمنيت لحظتها (الكلام لصديقي) أن يكون هذا المشهد هو اليوم النهائي لخروجهم ورحيلهم المحتوم بمشية الله من أرض الجنوب.


وعلى الفور كان الرد سريعا ومقتضبا: أنها تمنبات سلمية على لسان كل جنوبي يا صديقي.. ولكن حتى أن طال بهم البغي والاستكبار وغرور الانتصار، فبعد عتمة الليل ينبلج الفجر ويضيء الصباح وتشرق شمس النهار بالخير والحرية وتعود للجميع أعياد المسرة والابتهال.


خاص شبام نيوز




إقرأ المزيد على شبام نيوز:


http://shibamnews.com/articledetails...#ixzz2ABMQvtXM
حسن اليهري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس