ا ب ت ث ( يا صادق) (مي, سي, را, آم) !! بقلم صلح الطفي
كان هم الفلاسفة وديدنهم من فجر التاريخ هو البحث عن العدالة وبالتالي الإنصاف الذي تحققه في ردع الظالم وأنصاف المظلوم
وجد الفلاسفة والباحثون في مناطق مختلفة من الهلال الخصيب كلمة العدالة (مي سي را آم) في كتابات ونقوش تعود الى الألفية الثالثة قبل الميلاد وفرقوا بين الحكم العقلاني على امور شخصية وأهداف معينة تحقق ويخطط لها مسبقا (كما فعل الخبرة ورفاق الرفاق بنا)وبين التقديرات والأحكام التي تتعلق بالإنصاف بحيث تكون الاحكام والتقديرات منصفة للجميع على نحو نموذجي مشترك ومتفق عليه (كما كان المرجو من الوحدة ان تحققه) وان تكون غير مشروطة بالأهداف الشخصية للأفراد( كما هو الواقع مع عصابات الاحمر والأصفر والأفندم) .
وقد أجمع الفلاسفة على أن القدرة على إعطاء تقديرات بشأن الأمور التي لها صلة بالعدالة والإنصاف بأنها (القدرة على الإحساس بالعدالة ) وربطوا هذه القدرة منذ زمن بعيد (بقدرة الإنسان على تعلم اللغة )حيث إن تلك القدرتان تعتبران من الخصائص التي يمتاز بها البشر وحدهم عن سائر المخلوقات :
يقول أرسطو (أن الإنسان هو الكائن الحي الوحيد الذي منح موهبة الكلام والفائدة من الكلام هي التعبير عن المكاسب والخسارة وبهذا يتم التعبير أيضاً عن الإحساس بالعدالة والظلم لأن من الخصائص الفريدة التي تميز الإنسان عن جميع الكائنات الأخرى هي قدرته وحدة على إدراك الخير من الشر والعدالة من الظلم وما إلى ذلك ).
وهنا تكمن مأساتنا اليوم إن كثير من الأخوة والرفاق لا زالوا يبحثون في دهاليز القبيلة المظلمة ونفقهم المسدود عن العدالة عند من استمرؤوا الظلم وفقدوا كل إحساس إنساني وأبسط معاني العدالة التي تحكم وجود الإنسانية وكيف نظر إليها الإنسان قبل أكثر من 3000 عام قبل الميلاد وحالها في مطلع الألفيه الثالثة عند جهلة ما قبل التاريخ التي أوقعتنا أقدار الرفاق بين أيديهم و افكهم العظيم .
خلال الأسبوعين الماضيين امتلأت الصحف والمنتديات والمواقع الإخبارية وحتى الصحف العربية عن تهديدات صادق الأحمر بشن حرب التطهير الصربية الثانية ومحو الجنوب وإفراغه من أهله إذا لم يذعنوا لشيخ المشايخ وجهلة ما قبل التاريخ الذين يظنون أنهم من لا تخفى عليهم خافية نهب وسرقة وقتل وكل الموبقات وإن أياديهم تطول ما وراء الدولة الهزيلة كما هو الواقع المعاش في (ج.ع.ي) إلى اليوم او كما فعلوا من قتل وتنكيل بالشهيد ابراهيم الحمدي الذي مرة ذكرى مقتله قبل ايام واستباحة دولته القوية الى حد ما, اما ما فعلتموه بأرض الجنوب وأهلها يا صادق نقول لك ونحن صادقون بأنها جراح عميقة في القلوب وغائرة في جبين التاريخ لن تندمل إلا بأخذ الحق كامل غير منقوص .
ولكن أعتقد أن الكلام مع من تحتدم حروف اللغة العربية وتبكي في فمه من سوء المنطق الأجوف الذي يلوكها ما هو إلا للتندر ومضيعة للوقت ,أما التهديدات فهي نابعة من قلب (صادق) يجب على كل جنوبي أن يأخذها على محمل الجد :
لا تطمعوا أن تهـيـنونا و نكـرمكـم *** وأن نكـف الأذى عنكـم و تـؤذونـا
المشكلة التي نعيشها كما قال الدكتور قاسم عبده المحبشي في مقالته صنعاء وعدن مساران متعاكسان حين قارن بين حدثين متناقضين مؤتمر قبائل ما قبل الجاهلية في صنعاء وندوة شباب الغد الجنوبي في عدن : إنها مشكلة انتماء وثقافة مختلفتين كلياً
وشطحة رفاقيه أدخلتنا مستنقع عميق أوحاله مطنبة عقول الغارقين فيه إلى أذانهم فيما قبل جاهلية عبس و ذبيان إنهم بسوس اليمن اليوم الذين يحكمهم الثأر القبلي وعقلية الشيخ المتخلفة إلى قرون ما بعد الألفية الثالثة مهما طال الزمن : قال المرحوم الشاعر الكبير عبد الله البردوني : أمي في دولة الجنوب أفضل من حامل دكتوراه في الشمال .. كيف ؟ قال الأمي في الجنوب يحتكم للنظام والقانون والدكتور الذي تبعثه الدولة من عشر إلى خمسة عشر سنه في أفضل الجامعات ينزل من المطار مسرعاً إلى بيته يلبس (الزنه والعسيب) ويقصد ديوان الشيخ يقبل رأسه ويستلم منه التعليمات أين يعمل وكيف .
إن الإحساس بالعدالة واقترانها بتعلم اللغة عند من يبحث عنها اليوم في عقول أولئك هو كالبحث عن العدم والمعروف أن اللغة قالب الثقافة الإنسانية وبالتالي هي الموهبة التي خص الله بها الإنسان وهي باب علوم الدنيا والآخرة وقبل كل شيء المعرفة بالله ومن كرم الله ومنه على الامة الإسلاميه بأن أول ما أنزل من رسالة رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم قول الحق سبحانه وتعالى :
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الإنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ صدق الله العظيم
وكان الاعجاز العظيم معجزة البلاغة الربانية التي اودعها بديع السموات و الارض في احرف اللغة العربية بلسان عربي مبين وكان افحام لسجع الكهانة وهيام الشعراء وجهابذة الخطابة ... فيا ترى أي منطق ضحل و اي ادراك حضيض و اي بلادة عند من يثنون ويلتفون تحت لواء اولئك الجهلة الذين هم في ظلمات من فوقها ظلمات وأعظمها جهلهم الثقافي المركب وفقدانهم الاحساس بالعدالة .
يفترض الفيلسوف وعالم الاجتماع ريتشارد جويس في كتابه (نشؤ وتطور الأخلاق) (ربما كانت القدرة على تعلم اللغة قد نشأت استجابة للحاجة الى وسائل مادية للتعبير عن تخمينات بشأن موثوقية شركاء مخادعين وأمور اخرى من هذا القبيل) نعم حتى اللغة بأبسط حروفها بحاجة احيانا الى من يفك طلاسمها وكان على الرفاق معرفتها قبل الولوج في متاهات محترفي القش والتزوير والمكر والخداع :-
(قال المرحوم الشهيد سعيد صالح صقر الجنوب المعروف عندما خرج من اجتماعه مع وزير الداخلية اليمني ووزير الأمن السياسي قبيل الوحدة مباشرة .. قال لمرافقيه الذين لم يحضروا الاجتماعات المقلقة يا أخواني كلما تناقشت مع الجماعة عن موضوع قالوا لي (مابلا مع) وأنا كلما قالوا مع أقولهم نعم صحيح أنا معكم موافق :أحد يعرف منكم معنى كلمة(مع) بالضبط :قالوا له معناها باللهجة الزيدية (لا يمكن اطلاقاً) قال يا أخواني أنا كنت متوقع أنهم يقولون نحن معك .. وقال يا أخواني الظاهر أننا سائرين إلى الهاوية والمفروض قبل أن ندخل في أي مفاوضات حول الوحدة أن نتعلم لغتهم وخباياها .
والثانية كنا في طريقنا من تعز لأول مرة إلى صنعاء عام 1980 م وعندما اقتربنا من ذمار تقابل باص تعز الذي يقلنا مع الباص القادم من صنعاء ونزل معاون السائق الصنعاني راجع بالباص القادم من تعز ومثله فعل معاون الباص القادم من تعز وعندما نزلنا في نقطة التفتيش عدنا إلى الباص وكان في الباص أكثر من عشرين راكب واقفين وعندما دخلنا الباص وجدنا مقاعدنا جلس فيها الركاب الذين كانوا واقفين .. وعندما استعنا بالمعاون قال : (مابلا المسنب يبقى مسنب والمقمبر يبقى مقمبر.) وظلت تلك الجملة مسنبه و مقنبره محفورة ومقبورة بالذاكرة مع صنعاء و ذمار وأهلها وما نعانيه منهم إلى اليوم ,واليوم فرض عين علينا ان نسنب بأقلامنا وحرابنا مع رماح شباب الحراك الجنوبي الناشبة في حلوقهم حتى يلفظوا كل حرام اغصبتموه من ارض الجنوب وشعبه الأبي .
خاص شبام نيوز
إقرأ المزيد على شبام نيوز:
http://shibamnews.com/articledetails...#ixzz2ABM7ckEM