عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-11, 09:53 AM   #2
وقار
قلـــــم نشيـط
 
تاريخ التسجيل: 2012-04-22
المشاركات: 118
افتراضي

كنت هناك قبل الانسحاب بقليل (دردشة محايدة) "2"

عبد الرزاق الجمل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

القتال ليس حالة استثنائية بالنسبة لأنصار الشريعة، أو لا يرون أن على الحياة في ظل هذه الحالة أن تتخذ شكلا آخر تحكمه ظروف القتال الخا...صة، كما هو الحال بالنسبة لآخرين، لهذا لم يكن قد مضى على زواج جلال بلعيدي حين التقيت به في زيارتي الأخيرة سوى يومين. كيف يمكن أن تتزوج في ظل هذه الظروف؟. سألته، فرد: وفي ظل أية ظروف يمكن أن نتزوج؟، إننا نعيش الحياة في ظل الحرب كما تعيشونها بدونها، لا فرق.

هل هناك قانون أمريكي يجرِّم المباركة لأعضاء لقاعدة بمناسبات كهذه؟. سألتُ نفسي. لا أدري حقا، لكن مضمون التهنئة بالزواج يناقض مضمون حرب أمريكا على القاعدة من الألف إلى الياء، رغم أن معظم ما في هذه الحرب لا يستند إلى أي قانون، كما أن الزواج يعني التناسل، والتناسل يعني دخول أشخاص جدد إلى عالم القاعدة، ودخول أشخاص جدد إلى هذا العالم يعني مزيدًا من الصداع الأمريكي، وحين تشعر أمريكا بالصداع، تسهر المنطقة العربية برمتها في حالة غير مسبوقة من اليقظة الأمنية، لكن هذا كله لن يمنعني من أن أبارك له، ولن يكون ذلك بوحشية تهنئة محمد قحطان للسفير الأمريكي بالنصر على أنصار الشريعة في محافظة أبين العام الماضي، فمهما اختلفنا مع القاعدة ستبقى روابطنا بها أوثق من روابطنا بأمريكا، إن كان ثمة ما يربطنا بأمريكا غير الخوف منها، رغم أن شيئا كهذا يربط خصوم القاعدة بها.. حينما يصل مستوى الخوف من القاعدة إلى مستوى الخوف من أمريكا ستتغير أمور كثيرة. "هذيان واضح".

وجود الجيش على مسافة بعيدة من مدينة جعار، وممارسة أنصار الشريعة الحياة بهذا الشكل، جعلني أستبعد خيار انسحابهم من أبين على المدى القريب، خصوصا من مدينتي زنجبار وجعار، لكنهم كانوا يتحدثون عن إمكانية العودة إلى الإستراتيجية القديمة بكل برود، كما نتحدث نحن عن الانتقال من سكن إلى آخر، فالقادم، أيا كان نوعه، لا يقلقهم، وهذا النوع من مخاشنة الحياة يجعلهم متماسكين مهما كانت نتائج ما هم فيه، بل إنهم يعيشون النتائج كما يعيشون مقدماتها دون فرق.

اتجهنا بسيارة العريس الجديد إلى حصن شداد، والحصن أيضا من المناطق التي كانت تسيطر عليها قوات الجيش خمس مرات في الأسبوع. وهناك التقينا بعدد من مقاتلي أنصار الشريعة الملثمين، بعضهم كان ينتمي قبلا إلى قوات الجيش والأمن، بحسب كلامهم. وربما يمتلك أنصار الشريعة الكثير من هذه العينات. لهذا قال المسئول العسكري لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب أبو هريرة الصنعاني في الحوار الذي أجريته معه خلال الزيارة ذاتها ونُشر في صحيفة "القدس العربي"، قال وهو يخاطب وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان: إن كثيرا من منتسبي المؤسسة العسكرية باتوا يؤمنون بقضيتنا ومستعدين للموت في سبيلها، بما معنى كلامه. وهذا جعلني أتساءل: كم "عملية سبعين" قد نرى؟. رغم تأكيد قائد الأمن المركزي الجديد على أن اختراق القاعدة للسبعين هفوة لن تتكرر، ورغم أن أنصار الشريعة يشعرون أن العملية أثرت عليهم إعلاميا.. اللهم سلِّم سلـِّم.


في الحصن أخذ المصور المرافق تصريحا مصورًا لشخص أردني قال لي إنه قدم إلى اليمن للقتال في صفوف أنصار الشريعة بعد أن سمع بوجود قوات أمريكية على الأرض، واختار أن يكون التصريح باللغة الإنجليزية، كرسالة للأمريكان، ولا أدري ما الذي قاله بالضبط، لأن أنصار الشريعة نشروا التصريح بعد حادث انقلاب السيارة التي كنت فيها أثناء عودتي إلى محافظة شبوة، خشية أن تنتهي مناسبة التصريح، وكان يُفترض أن أضمنه تقريرا مصورا من هناك.


قبل هذا كنت قد قرأت تقريرا بعنوان "أردنيون يقاتلون في اليمن" وكان التقرير يتحدث عن شخص هو ابن أخت "أبو مصعب الزرقاوي" يقاتل في صفوف أنصار الشريعة بأبين. وقد التقيت بهذا الشخص في ملعب حسان خلال زيارتي السابقة لهذه، ثم قرأت خبر مقتله بعد ذلك بأسبوع.. أهـ. أضفت كوبا من شراب "الفيمتو" في "ترمس" هناك ثم غادرنا الحصن عائدين إلى مدينة جعار، وكانت الساعة تشير إلى الثانية عشر ظهرا وكان الجو حارا جدًا.

سأكمل هذياني حول زيارتي الأخيرة في وقت لاحق. أحتاج الآن أن أقوم بتمارين خفيفة لأصابعي، بعضها شبه منحنية وتكاد تصاب بالشلل. وقد أخبرني الدكتور أمس بأني سأتحمل مسئولية ذلك إن حصل.. دعواتكم.
وقار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس