أكد أن أبناء الجنوب سئموا التنظير وبحاجة إلى سياسة متوازنة بعيداً عن الشطحات ومزاجية الماضي..
الداعري: الحراك تحول للأسف إلى أشبه بحمل كاذب وقيادات ورقية تهوى حب الظهور
الخميس 11 أكتوبر-تشرين الأول 2012 الساعة 03 صباحاً
أخبار اليوم/ ردفان/ غازي العلوي
قال القيادي البارز في الحراك السلمي الجنوبي العميد قاسم عثمان الداعري بأن الجنوب وللأسف الشديد قد حُول وبحراكه السلمي المؤمل عليه بإخراج الجنوب مما وصفه بـ"النفق المظلم" إلى أشبه بحمل كاذب تتجاذبه الذاتيات المفرطة بعد أن تغلبت عليه القشور والفقاقيع التي لا تجدي نفعا.
وأشار العميد الداعري في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أن الحراك أصبح اليوم عبارة عن خطابات خالية من الوزن السياسي القانوني وقيادات على الورق تهوى الذات وحب الظهور وبطانات هنا وهُناك واستثمار لوضع الجنوب دون أي وازع من ضمير.
وأضاف العميد الداعري في سياق تصريحه بالقول (نحن بحاجة إلى التفريق بين القيادات السياسية والقيادات الميدانية وبحاجة إلى سياسة متوازنة تراعي حقوق الجنوبيين وتصون سقف مطالبهم باستعادة دولتهم بعيداً عن الشطحات والانفعالات ومزاجية الماضي الذي أهلينا عليه التراب).
وأكد العميد الداعري أن ثقافة وأخلاقيات الماضي مازالت تسحب نفسها (علينا وترافقنا في كل الظروف وكذلك الذاتية التي تُعد الفيروس والجرثومة التي دفّعتنا الثمن ولازالت تدّفعنا الثمن غاليا).
وأشار إلى أن الشعب الجنوبي قد شبع من التنظير والرؤى والمشاريع التي قال بأنها عبارة عن استهلاك للوقت وعمل شكلي وسلالم للصعود للجاه والاستثمار إذا لم يتم الانتقال إلى العمل الميداني الملموس الذي قال بأن العبرة في تطبيقه.
ولفت العميد الداعري في سياق تصريحه إلى الحاجة الماسة لإيجاد أرضية صلبة تحتضن ابناء الجنوب بكل ألوان طيفهم وبدون استثناء وهذه الأرضية قال بأنها هي التي سوف تؤسس وتجيب على أسئلة الحاضر والمستقبل وكذا الاستفادة من ماضي الجنوب ومما هو حاصل في بعض البلدان العربية كالصومال وسوريا والعراق, مضيفا بالقول (كاذب وواوهم من يعتقد بأن الجنوب سوف يحصل على حقه دون أن يكون موحداً لأن الوحدة الجنوبية هي عصب حياة الجنوب ومستقبله).
ودعا العميد الداعري الشباب في الجنوب إلى تصحيح الحراك السلمي الجنوبي ونبذ كل الشوائب العالقة فيه والارتقاء إلى مصاف المرحلة لأن الجنوب كما قال جريح وبحاجة إلى وصفة طبية شافية تقيه من أي مضاعفات آنية ومستقبلية وليس إلى مسكنات, كما دعاهم إلى القيام بنهضة شعبية عارمة للتصحيح قبل أن (يلتهمنا الطوفان وتفرض علينا أجندة أخرى وكذا الأخذ بعين الاعتبار محاولات استهداف الجنوب بالقاعدة والحرابة واختطاف القنصل السعودي واستهداف الجنوبيين في كل مكان وهذه كلها تعطي انطباعاً بتحويل الجنوب إلى وضعية مشابهة للصومال وربما أسوء).
وأكد العميد قاسم عثمان الداعري بأن على الجميع أن يدركوا بأن الجنوب أصبح محل أطماع إقليمية ودولية وأن هذه الدول بحاجة إلى تطمينات بدون الانحياز لهذا الاتجاه او ذاك والعمل على احترام الرأي والرأي الآخر, معتبرا ما هو حاصل اليوم في الجنوب من تباينات وفقاعات هي مسألة مستوعبة في إطار قواسم مشتركة مهما تعددت التسميات.
واعتبر العميد الداعري بأن ما تم عقده من مؤتمرات ولقاءات بأنها مجرد رأي ليس إلا ولكن يجب احترامه مع الأخذ بضرورة الذهاب إلى مؤتمر جنوبي شامل وما دون ذلك فهو عبارة عن عبث وخدمة للقوى المتربصة بالجنوب.
ونفى العميد الداعري في سياق تصريحه وبشدة الأنباء التي نشرتها بعض المواقع وتم تسريبها إلى الشارع حول صدور قرار بتكليفه للعمل قائدا لأحد الألوية العسكرية, مؤكدا بأن تلك التسريبات هدفها خلق الشكوك وإضعاف الحراك السلمي الجنوبي واستهدافه شخصياً بمثل تلك الإشاعات التي قال بأنها لم ولن تغير من قناعاته ومواقفه تجاه قضية شعبه والدماء التي سالت والتي قال بأنه سيظل وفياً لها حتى آخر يوم من حياته وأنه لا يمكن بأن يقبل أي منصب أو وظيفة سبق وأن رفضها حين عرضت عليه منذ بدية الحراك السلمي الجنوبي.