عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-10-07, 07:46 PM   #102
الطائر المهاجر
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-03-24
المشاركات: 5,525
افتراضي

الجنوب.. شعبٌ يتعملق وقيادة تتقزم
عبدالخالق السقلدي(زعبور)

-حتى في ذروة القبضة الاستبدادية الحديدة التي مارستها ولا تزال قوات الاحتلال اليمني على شعبنا الجنوبي بالسنين الخوالي الأخيرة والتي كانت أكثر السنوات عناءً وقسوة لم تكن حالة الارباك على المستويين الشعبي والنخبوي بالجنوب بمثل هذا المستوى المؤسف الذي نراه اليوم، والذي يقيني انه لم يبلغ هذا المآل السيء إلا بفعل أنانية وغباء وتغابي من اعتبرناهم قيادات الثورة الجنوبية وحراكه السلمي بالداخل والخارج على السواء، فقد اثبتت السنتين الأخيرتين ان هذه القيادة -أو لنقل معظمها كي نكون أكثر انصافا ودقة- لم تكن عند مستوى الحدث الجنوبي المتمثل بثورته السلمية العارمة ولم ترتق إلى مستوى التحدي والمجابهة التي تحدق بهذا الشعب الصابر والمصابر على بلاء وبلايا هذه القيادات المعوقة سياسيا وذهنيا وشعبيا ايضا، وكان انخراطها أي القيادات بدلا ان يكون عامل رفد ودفع للأمام كان عامل تثبيط وتعثر بل وإحباط وقنوط حتى الصميم .ليس هذا الكلام من باب التجني على أحد أو اعتسافا للحقيقة الوضع القائم أو ضربا من ضروب الشتائم كما قد يتصور البعض من الأنقياء.

-انظروا كيف تمترست هذه القيادات بالأيام القليلة الماضية خلف آراءها غداة ما سمي بـ(مؤتمر حسن باعوم)- يا الللللله كم أشعر بالأسى والحسرة من هذه التسمية- ولم يتنازل أحد عن رأيه قيد أنملة لمصلحة الجنوب حتى وان شعر في قرارة نفسه انه بالطريق الصحيح ،بل لقد تملكت الجميع بالداخل والخارج حالة من كرامة الزائفة وكبرياء سمجة وسخيفة، جعلت هذه المواقف من شعب الجنوب مادة للسخرة والازدراء أمام الصديق والعدو وفرصة لا مجانية للتشفي من قبل شذاذ الآفاق من خصوم الجنوب وما أكثرهم من خصوم، فضلا عن انه هذه المواقف أوصدت كل نافذة أمام أحلامنا وآمالنا بالإفلات من هذه الربقة المحكمة علينا من الجهات الأربع، تماما كما فتحت أماما آلامنا كل المصارع والأبواب التي كنا قد اغلقناها بجهد جهيد.!

-لقد بلغت القلوب الحناجر والأنفس الحلقوم من هذا الوضع وهذا العبث التي يمارسه هؤلاء العابثون المستهزئون بتضحياتنا، فلا ندري ايها نواجه بهذا المنعطف الحاد والمرحلة المفصلية: أنواجه كيد الأعداء وحيلهم وسطوتهم ؟ام نواجه غباء قياداتنا وطيشها وسخف تفكيرها وأنانيها المفرطة التي لا تقدر الجنوب حق قدره؟. ومع هذا سنظل نحمل بالحنايا (بذور الأمل) ونغرس بالقلوب الموجوعة(فسائل الغد) لأن الغد بإذن الله ستشرق فيه شمس الحرية لتبدد جليد الكآبة البؤس المتراكم ، وسيزهر حتما ورد الريحان على قبور شهدائنا لتنفس من شذاه وعبيره جنوباً جديدا خاليا من ادرن الماضي واسقام الأمس واوجاعه.! ولله عاقبة الأمور.
__________________
الطائر المهاجر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس