عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-05-26, 03:57 AM   #41
سفيان
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-12-01
المشاركات: 2,297
افتراضي

فضاء .. إنقاذ الوحدة اليمنيةبقلم : أحمد ذيبان .. منذ بداية العام الحالي لمعت في فضاء اليمن اشارات تنذر بالخطر ، وربما كان ابرز ما لفت انتباه المراقبين،غياب الرئيس علي عبدالله صالح عن "قمة غزة" التي عقدت بالدوحة في شهر يناير الماضي ،خلال العدوان الاسرائيلي على القطاع ، وكانت تلك مفارقة تتناقض مع سياسات اليمن وتوجهاته القومية ، بل ان اليمن كان خلال السنوات الماضية أقرب الى ما عرف بمعسكر الممانعة ،وفق التوصيفات التي افرزتها حقبة جورج بوش وتداعياتها الاقليمية!.
في وقت لاحق تسربت تقارير عن تفاقم الازمة الاقتصادية التي يعيشها اليمن ،مع تناقص المساعدات الخارجية التي ربما لعبت الازمة المالية العالمية سببا رئيسيا في ذلك !ويا ليت ان الخطر وقف عند هذا الحد، فشظايا الازمة المالية والاقتصادية طالت كل دول العالم الغنية والفقيرة ،لكن الاكثر خطورة ان شبح التشطير بدا يخيم على" اليمن السعيد" ، خلال الاسابيع الماضية عبر حراك سياسي واجتماعي واعمال عنف ايضا كشفت عن قوى انفصالية كامنة ،تتلقى الدعم والتحريض من جهات خارجية وقادة اليمن الجنوبي السابقين، الذين يعيشون في المنفى، ووصل الامر بهؤلاء الى المطالبة علنا بعودة الوضع الى قبل وحدة 1990،وهؤلاء هم من قادوا محاولة "فك الارتباط" بين الشطرين الشمالي والجنوبي عام 1994 والتي أدت الى حرب اهلية ،اضطرت الرئيس صالح الى الحفاظ على الوحدة بقوة السلاح !.
لا يتمنى اي عربي غيور ان ينقسم اليمن مجددا الى دولتين،فوحدة اليمن كانت حلما تحقق في البداية طوعا وبالحوار،وهي من التجارب الوحدوية العربية النادرة التي صمدت ،واشاعت اجواء تفاؤل بوجود فرص لاقامة نماذج وحدوية ناجحة ،بعد الاحباط الذي نتج عن فشل وحدة مصر وسوريا ، التي تحققت عام 1959 ،ثم انهارت عام 1961،لكن اسباب نجاح وحدة اليمن كانت متوفرة اكثر من الجمهورية العربية المتحدة ، واهمها الوحدة الجغرافية ، والتماثل الاجتماعي والثقافي اما التباين الايديولوجي والسياسي فقد كان محصورا في النخب ، وهي التي اختارت طريق الوحدة!.
لسنا بصدد تحميل طرف مسؤولية تعثر الوحدة ، لكن لا بد من وقفة شجاعة ،لنقد تجربة السنوات التسع عشر الماضية ،وليس خطأ التذكير بالاخطاء التي ارتكبت خلال تجربة الوحدة المصرية السورية، وربما اهمها عدم التدرج في دمج المؤسسات الرسمية والشعبية وترسيخ ثقافة الوحدة، بدون محاولة طرف فرض هيمنته على الاخر!.
مسار الوحدة اليمنية لم يكن مثاليا ،ولعل القيادات السياسية والادارية والاجتماعية في الشطرين تدرك اكثر وقوع اخطاء ، ربما تشبه الى حد كبير الاخطاء التي قادت الى فشل الوحدة المصرية السورية، خاصة فيما يتعلق بالهيمنة الامنية والاقصاء على اساس سياسي وايديولوجي،والفشل في توزيع مكاسب التنمية ، وترسيخ العملية الديمقراطية ومبدأ تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع ، ولا عيب من اجراء مراجعة شاملة بمشاركة مختلف الاطراف لتصحيح الاخطاء، وهناك ضرورة لتحرك عربي ايضا لانقاذ وحدة اليمن ،لكي لا تنتقل عدوى الانفصال الى مناطق اخرى !
وربما هناك قوى اقليمية لا يسرها استمرار الوحدة ،لان اليمن الموحد قوة فاعلة في محيطه ، ومن هنا يمكن فهم التقصير في تقديم المساعدات ، لتمكينه من مواجهة الازمة الاقتصادية والاجتماعية ،فهو جزيرة فقيرة في محيط غني بالثروات الطبيعية،والوضع الطبيعي ان يتم قبوله عضوا كاملا في مجلس التعاون الخليجي!.
سفيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس