عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-05-26, 03:52 AM   #40
سفيان
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2007-12-01
المشاركات: 2,297
افتراضي









تاريخ النشر : الثلاثاء ٢٦ مايو ٢٠٠٩
http://www.al-sharq.com/articles/more.php?id=147940

الاسم
البريد الالكتروني
التعليق
الرجاء إدخال الرمز.


الاسم
البريد الالكتروني
اسم الصديق
بريد الصديق
التعليق
ارسل نسخة اليّالرجاء إدخال الرمز.


اليمن الموحّد على مفترق طرق !
2009-05-25


في الذكرى التاسعة عشرة لقيامها، بات واضحا أن تحديات خطيرة تَمثُل أمام الوحدة اليمنية، فيما يستبدّ القلق أكثر من أي وقت مضى على اليمن الموحد الذي جسد حلما ورديا لأهله والعرب قاطبة، في ظل التطورات المتسارعة التي صار "الانفصال" ـ للأسف ـ فيها مطلبا جماهيريا لجزء من سكان اليمن، تراق من أجله الدماء، ونضالا سياسيا لمجموعة من واجهاته وكياناته السياسية يرفعون رايته بقوة داخل الوطن وخارجه، تلتمس لهم الأعذار في أقل تقدير، دون أن تكون دعوة محرمة، أو نغمة نشازا وطنيا كما كان عليه الحال من قبل!.
لقد كان الاحتفال باليوم الوطني لليمن هذا العام (يوم تحقق الوحدة في الثاني والعشرين من مايو) مختلفا هذه المرة خصوصا في المحافظات الجنوبية، فقد تصاعدت فيه الاحتجاجات الشعبية على النظام الحاكم، وسقط جراءها عشرات القتلى والجرحى، وتزايدت مطالبات العديد من سكانها بالانفصال بقيادة "الحراك الجنوبي"، لأن الوحدة صارت بالنسبة لهم جحيما لا يطاق في ظل شعورهم بالتهميش والإقصاء والظلم على أيدي من يسمونهم "الشماليين"، بسبب سياسات القابعين على كراسي السلطة الذين انفتحت شهيتهم على مزيد من الفساد والمالي والإداري بعد أن وجدوا مرتعا جديدا لهم في ظل المناصب التي يتقلدونها والمغانم التي يصلون إليها والتي اتسعت من الجزء الشمالي من الوطن إلى جنوبه.
ومما زاد من جدية هذه التحديات -في تطور لافت للانتباه- دعوة علي سالم البيض الزعيم الجنوبي السابق في أول إطلالة له بعد فشل محاولة الانفصال عام 1994 صراحة إلى انفصال جنوب اليمن عن شماله بعد أن اتهم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وفريقه "بالغدر بشعب اليمن الجنوبي وسلبه أراضيه وثرواته وإقصاء أبناء شعب الجنوب من جميع جوانب القرار السياسي في اليمن الموحد".
إن خطورة ما آلت إليه الأوضاع في اليمن في الأيام الأخيرة والتي ثمة إجماع لدى كل أطياف المعارضة اليمنية ولدى شرائح واسعة من الشعب اليمني على تحميل النظام الحاكم المسؤولية عنها تتمثل في جملة أمور:
-أنها اتخذت من ممارسات السلطة الحاكمة ومسؤوليها ذريعة للانقضاض على مطلب وطني وعروبي وإسلامي وهو وحدة البلاد، وبهذا المعنى فإن كثيرين في المعارضة وتحديدا أحزاب اللقاء المشترك التي تضم كبرى الأحزاب اليمنية كالتجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني إضافة لشخصيات وطنية لها وزنها يرون وجوب المحافظة على هذا المنجز الوطني مع ضرورة تصحيح الأوضاع والمظاهر الخاطئة التي رافقت مسيرته -على امتداد رقعة الوطن- لأن السلطة استخدمت الوحدة استخداما انتهازيا وغنائميا وفرديا، كما أنها لم تقم بإزالة الممارسات التي لحقت بآثار حرب الانفصال عام 1994 من خلال تهدئة الخواطر وإعادة الناس إلى وظائفهم، ومنح الفرص المتساوية للجميع في الوظائف والمناصب الحكومية، وبدلا من ذلك استمرت في مسيرة الفساد وسرقة أراضي الحكومة وغيرها.
- ومع إقرار المعارضة بأن المحافظات الجنوبية والشرقية ربما وقع عليها من الظلم أكثر مما وقع على غيرها من المحافظات الأخرى في شمال البلاد وأنه ربما نالت حظا أقل من مثيلاتها في المحافظات الأخرى من الوطن في مجال التنمية وإقامة المشاريع الحكومية، فإن ذلك لا ينبغي أن يشجع النعرات المناطقية المذمومة التي وصلت إلى كراهية كل ما هو من "الشمال" أو "الشماليين".
- ومع عدم اقتناع المعارضة بربط النظام الحاكم ما يحصل في المحافظات الجنوبية بالورقة الخارجية، وتعليق شماعة أخطائه عليها جملة وتفصيلا، إلا أن هذا لم يمنع شخصيات وطنية من القول إن هذه الدعوات قد تستغل من الخارج بحسن أو سوء نية، خصوصا بعد تحرك علي سالم البيض الأخير، وقد تفتح الباب واسعا على تمزيق اليمن من جديد، ليس إلى شطرين فقط، بل إلى أكثر من ذلك، في إطار المخططات الأمريكية الرامية إلى احتلال الدول العربية والإسلامية ومحاولة تقسيمها كما حصل في العراق وأفغانستان، ويشيرون في هذا الصدد إلى الخارطة التي صدرت عن البنتاجون لما يسمى بـ "الشرق الأوسط الكبير" والتي بدا فيها اليمن مقسما إلى أربعة أقسام، ولن تعدم هذه المخططات أن تتخذ من هذه الدعوات الانفصالية مدخلا لـ "الفوضى الخلاقة" أو جرها من خلال الصراعات والاقتتال الأهلي إلى مستنقعات "الصوملة" و"الأفغنة" وغيرها.
- إنها قد تحرج المعارضة الممثلة بأحزاب اللقاء المشترك لأن النظام قد يتخذ مما يحدث في الجنوب حاليا ذريعة لتشويه صورة المعارضة الوطنية التي تمثل بأحزابها شمال اليمن وجنوبه والتي تريد الإصلاح في كامل البلاد بحجة أنها تلتقي مع تلك المعارضة، أو أن تحركها قد ينتهي إلى ما انتهى إليه "الحراك الجنوبي" من دعوات لتشطير وتمزيق اليمن من جديد.
ولكن رغم ذلك فإن ما آلت إليه الأوضاع في اليمن الموحد يضع الجميع أمام خطر محدق بما في ذلك النظام الحاكم والمعارضة وأصحاب الحراك الجنوبي، فالكل خاسر .. السلطة قد تخسر الكثير إن خسرت شعبيتها وقادت بسلوكياتها جزءا من أبناء وطنها للانفصال، والمعارضة والجماهير قد تخسران إذا خرجت الأمور عن السيطرة، عند أي منعطف للتحرك في ظل وجود أجندات غير منضبطة لدى البعض، وينبغي ألا يكون الأمر حكرا على السلطة التي يمثلها النظام الحالي أو صاحب سلطة سابق ومتطلع إليها من جديد (البيض) أو ما يسمى بشركاء الوحدة لأن الوحدة حلم اليمنيين، أو كما قال أحدهم إنه "ليس بيد علي عبدالله قتل الجنوبيين باسم الوحدة ولا بيد علي سالم إحياؤهم تحت يافطة الانفصال، وعليهما أن يفيقا من أحلامهما التي تزعجنا كيمنيين بتنا وقوداً لحرب غير معلنة بين أطراف مازال البعض يتغنى بكونها صانعة معجزة الوحدة".
[email protected]


سفيان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس