[الجـــنرال]

الصراحه كلمه مره ..الدكتور عيدروس صالح يافعي

كثر الحديث عن وحدة الصف الجنوبي وكل طرف يتمترس خلف هذه الكلمه السحريه التي تهم كل جنوبي حريص على استمرار النضال السلمي وعلى الوصول الى غاياتنا بالتحرر من الاحتلال وبالتأكيد لا يوجد جنوبي لا يريد وحدة الصف الجنوبي ولكن كلا يريد هذه الوحدة على هواه فأفعال البعض ممن يتحدثون ليل نهار عن وحدة الصف يعملون ويسلكون عكس ذلك, يتحدثون عن العمل المؤسسي ويعملون خارج المؤسسات التي صنعوها واقروها بأيديهم, يحضرون ويشاركون في اجتماعات الهيئات القياديه ويوقعون الاتفاقات ثم ما يلبثون ان يتنصلوا منها في اليوم التالي وينصبون من انفسهم قياده اخرى ويصدرون البيانات المناقضه لما وقعوه سابقا وباسم الحفاظ على العمل المؤسسي وعلى وحدة الصف. لقد اصبح هذا تقليد منذ اعلانهم في اجتماعات الذنبه بعد ذهابهم من يافع كلجنة وساطة الى الاخ الشنفره ثم نصبوا من انفسهم قياده اخرى موازية لهيئة رئاسة المجلس, انه أمر عجيب, والمؤسف ان رسالة الاخ الرئيس الموجهه للاخ رئيس المجلس ونوابه ورؤساء المحافظات والذي طلب تأجيل عقد المؤتمر وشدد في ختام رسالته بعدم تداولها اعلاميا( سريه),الا ان بثها عبر قناة عدن لايف لم تكن خطوة موفقه من الاخ الرئيس ان كان على علم بنشرها. وبالرغم من معرفته ان المؤتمر قد أجل اكثر من ثلاث سنوات ولنفس الاسباب الغير منطقيه والمبهمة دون ان يضع خطه عمل واضحة وصريحة لموعد عقد المؤتمر وإلزام الاطراف باحترام ما اتفقوا عليه بعيدا عن الانانيه والذاتية المغلفه بالحرص على وحدة الصف خاصة وان الاخ الرئيس على اضطلاع تام بكل التفاصيل والاتفاقات التي وقعت بين الاطراف وأخرها الاتفاق بين الاخ علي الغريب وقاسم عسكر قبل خمسه ايام وبإشراف الاخ الرئيس والزعيم باعوم, والذي ينص على حضور الاخوه رؤساء المحافظات اجتماعات اللجنة التحضيريه ودخول المؤتمر المقرر موحدين ووفقا للاتفاق بين الطرفين,لكن بدلا من البدء بتنفيذ الاتفاق نفاجأ بان الاخوة تحركوا الى حضرموت محاولين تشكيل فروع بديله للمجلس الاعلى في المحافظه وهو امر يناقض الاتفاق كعادتهم.
اعزائي ليست المشكله بتأجيل المؤتمر فموعد المؤتمر ليس مقدس ولكن السؤال لماذا ألتأجيل هل هناك امور تحتاج الى التحضير وما هي ؟ هل المؤتمر غير ضروري في الوقت الراهن ام اننا في امس الحاجه الى مؤتمر يتم فيه تقييم الفترة الماضيه وإقرار اللوائح والبرنامج السياسي والانتقال الى العمل المؤسسي ورسم سياسة المجلس للفترة القادمة التي تنتظر ألجنوب, وهي من وجهة نظري اخطر مرحله سوف يواجهها ابنا الجنوب لان المجتمع الدولي سيعمل على انجاح الحوار الوطني بأي ثمن وسوف يمارس الكثير من الضغوط على الاطراف الجنوبيه بالقبول بنتائج الحوار ولا يستبعد فرض عقوبات على الحراك ان رفض ذلك وهو بالتأكيد سيرفض نتائجه ان لم يعترف بحق الجنوبيين باستعادة دولتهم ,وهنا اقصد وضع الحراك في القائمه السوداء ومنع الاعتراف او الجلوس مع الحراك داخليا وخارجيا باعتبار الحراك يعمل ضد القرارات الدولية , اتمنى ان لا يحدث هذا لكن علينا ان نعد انفسنا لما هو اكثر واخطر مرحله في مسيرة حراكنا السلمي وهذا لن يأتي إلا باحترام العمل المؤسسي والجماعي والابتعاد عن ثقافة التخوين وحب الذات والمواقف العاطفيه الغير مدروسة,لذا المؤتمر ظروره ملحه ويجب ان ينعقد الان قبل بكره لان الفترة القادمة لن تتوفر فيها الظروف لعقد المؤتمر لا للمجلس الاعلى ولا لأي هيئه تتبنى التحرير والاستقلال,والذين يطالبون بالتأجيل يدركون ذلك ويريدون ابقاء الامور كما هي في المجلس الاعلى وقيادة المجلس وفقا لمزاج ورغبة الافراد بعيدا عن العمل المؤسسي ومن دون برنامج ولائحه تنظيميه مقره وإلابقاء على الخلاف والتجاذب بين القيادات وهو ما يؤثر بشكل سلبي على نشطا الحراك وإبقاء الانطباع الذي يرسمه الاحتلال عن الجنوبيين بأنهم يشكلون خطر على الامن والاستقرار اذا ما اعطيت لهم دوله باعتبار ان ماضينا ما زال يتحكم بحاضرنا ومستقبلنا وهو ماضي مليء بالصراعات وما تركيزهم هذه الايام وكتاباتهم عن الزمره والطقمه وعن قرارات الرئيس عبدربه منصور بتعيين من ينتمون الى الزمره في مناصب امنيه وسياسيه دون غيرهم من الجنوبيين الا محاولة تذكير الجنوبيين والمجتمع الدولي بان الماضي وصراعاته ما زالت تتحكم بعقول القادة الجنوبيين وبالذات الذين شاركوا في حكم الجنوب قبل الوحدة.
انني من الذين يتمنون انعقاد المؤتمر بكل اعضاءه ونشطاءه دون استثناء حتى نخرج من المؤتمر اكثر قوه لكن من دون صفقات تفرض علينا حمل اخطاء الفتره الماضيه واعادة انتاجها في الفتره القادمه.لا نريد قاده يصرخون بأعلى صوتهم بالتحرير والاستقلال واعمالهم وتصرفاتهم توحي عكس ذلك. لا نريد قاده يتحدثون عن التضحية من اجل الوطن بينما يخونوا بعضهم من اجل الحفاظ على مناصب وهميه.
لا نريد قاده يتحدثون كثيرا عن العمل المؤسسي ويعملون خارج المؤسسات. لا نريد قاده يتحدثون كثيرا عن التصالح والتسامح ويطلقون العنان لتخوين زملائهم على طريق نصب المشانق كما فعلوا في الماضي مع فيصل عبداللطيف وقحطان وربيع ومطيع وغيرهم.
لا نريد قاده يوقعون الاتفاقات ويحلفون يمين القسم ثم يتنكرون عن تعهداتهم في اليوم التالي.
هذه هي الحقيقة التي يجب علينا ان نقولها حتى وان كانت مؤلمه ولابد ان تكون الصراحة وقول كلمة الحق هي شعارنا وطريقنا للمستقبل ليس بهدف اقصاء بعضنا لكن لتصحيح مسارنا واعوجاجنا ان وجد مع اعتذاري لكل من يشعر اني بمقالي هذا جرحت مشاعره او استفزيته ,فهدفي الاصلاح قبل ان يقع الفأس بالرأس.
في الختام وبالرغم من نكوث الاخوه المعترضين على المؤتمر لكل اتفاق يوقعوه فأن الاخ باعوم مصر على ابقاء باب الحوار مفتوح حتى اخر ساعه قبل المؤتمر طالما وهدفه المظي قدما نحو عقد مؤتمرنطوي فيه فتره من النضال والتباين ونفتح صفحه جديده لقيادة جديده متماسكه تحترم العمل المؤسسي وتدافع عن دماء الشهدا والجرحاء والمعتقلين حتى تحقيق اهدافنا بالتحرر والاستقلال وبناء دوله جنوبيه مدنيه جديده تشارك في ادارتها كل شرائح المجتمع الجنوبي.