عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-05-24, 04:48 AM   #518
aabbccdd
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-04-16
المشاركات: 197
افتراضي

[color=0000FF

]شعفل عمر يتحدث عن اسرار الوحدة والحرب والانفصال

التاريخ: الجمعة 04 يناير 2008


حضرموت نيوز / مواجهات

03 / يناير / 2008 م



عندما طلب مني زميلي، سامي غالب، محرر صحيفة "النداء"، أن أجري لقاءً مع الأستاذ شعفل عُمر، ارتبكتُ. دائماً ما أتعثر في بدايات الحديث مع شخص أعلمُ يقيناً أن الحديث معه في العام سيفتح شبابيك الخاص، والخاص جدّاً. وهكذا، فقد وقفت للحظات تحت شجرة أمام النيل، بعد مهاتفة الأستاذ شعفل. كان الليلُ بالكاد يمد ساقيه، والعاشقون من خلفي "اتنين اتنين"، وأنا أتخيّل سيد الجمعيات التعاونية، شعفل عمر، وهو يحتضن المنافي وما لا يأتي، وعينه على البحر: هناك حيثُ اختفت السفينة بزوجته وابنه البكر، في ساعة الحرب والشتات، إلى اللانهاية. وما لا يعلمه صديقي سامي هو أن نشّالاً محترفاً هاجمني في تلك اللحظة واختطف نظّارتي وتلفوني المحمول. تداركتُ نصف الأمر فقط، وبقي للنشال نصفه الثاني، وكان المتدارك هو التلفون، وإلا ما كان لهذا الحوار أن






> يتحقق. في اليوم التالي التقيتُ شعفل عُمر. وعلى مدى يومين، في دار الأوبرا، ثم في قهوة التكعيبة في وسط البلد. تحدثنا في كل الأشياء، فهمنا بعضها وتجاهلنا البعض الآخر.
القاهرة - حوار: مروان الغفوري
>ما الذي حدث في صيف 1994؟
- نُفِّذتْ خطةٌ للتخلص من الشريك في الوحدة. اغتيلت الوحدة بالحرب الظالمة وضم الجنوب إلى الجمهورية العربية اليمنيّة.
> كنت أحد الذين حضروا لقاء صنعاء للتوقيع على اتفاق الوحدة في 22 أبريل 1990، قبل إعلانها بشهر. ثم كنت رئيسا لوفد يمني اتّجه إلى كوريا الجنوبية لإطلاع الأصدقاء هناك على عبقرية الوحدة اليمنية. ثم خرجت من الحرب كأبرز الخاسرين حتى على الصعيد الشخصي، هل كنت ضحية خدعة كبرى اسمها الوحدة؟
- لنكن واضحين، قرار الوحدة الاندماجية كان مزاجاً شخصيّاً متسرّعاً. الجنوب كانت تحكمه قيادة الصُدفة، صدفة ما بعد يناير 86 في ظل غياب الشخصيات التاريخية الحقيقيّة والكاريزمية. القيادة في الجنوب كانت بيد علي سالم البيض، وهو رجل مزاجي، في الظل له كلام وفي الشمس له كلام مختلف. وفي الشمال كانت تسود حالة من الرفض والتوجس لدى الكثير من القوى والشخصيات تجاه الوحدة ويسيطر عليه القرار الفردي بمزاجية مشابهة. كثيرون في المكتب السياسي أو في اللجنة المركزية لم يكونوا متحمّسين لقرار غير ناضج بهذا الشكل، وأنا كنت أحدهم. غير أنني قلتُ في الاجتماع المشترك للمكتب السياسي واللجنة المركزية: أتصور أن سفينة الوحدة بدأت الإبحار، ومن أراد أن ينزل فلينزل من الآن. كنت أقول هذا الكلام لتأييد موقف علي سالم البيض الذي لا يحظى بقبول حقيقي، موقفاً وشخصاً، لدى الكثير من المجتمعين. لكن في أعماق نفسي كنت أخشى من المجهول؛ فوحدة بهذا الشكل العاجل، لا تتوفر لها عوامل البقاء، هي مجازفة حقيقية.
> ولماذا لم تقدم مثل هذه الحقيقة للكوريين عندما ذهبت إلى كوريا في 1993 لعرض التجربة اليمنية؟
- في الحقيقة نحن اليمنيين شعب عاطفي جدّاً، ويبدو أن الوحدة كانت انفعالا عاطفيّا أيضا. لقد ترأست وفداً يمنيّاً إلى كوريا ضمَّ: حسن المطري، علي شيخ عمر، طاهر علي سيف، غالب أحمد، وآخرين. وبعد أن تحدثت كثيراً في ندوات ولقاءات عن تجربتنا اليمنيّة، استمع إلينا الكوريون جيدا، وأعربوا عن تقديرهم لتجربتنا؛ لكنهم قالوا لنا إن كوريا شهدت في 1953 حربا طاحنة تمخضت عن تشكيل، ليس دولتين وحسب، وإنما شخصيتين كوريتين مختلفتين: شمال اشتراكي، وجنوب رأسمالي، بتداعيات النظامين على المستوى الثقافي والإيديولوجي والاجتماعي. ويتطلب من أجل توحيد كوريا فترة انتقالية تذوب فيها تلك الفوارق. ورأيهم أن الوحدة الاندماجية –كما حدث في اليمن– لا تناسبهم، وأن عملية "بناء الوحدة" لا بد أن تبدأ بعلاقة دبلوماسية ثم بمنح كل منهما الآخر حق الدولة المفضلة بالرعاية ثم الانتقال إلى الكونفداراليّة فالفدرالية، وبعد أن تؤدي هذه المراحل كافة أدوارها يمكن الانتقال إلى الوحدة الاندماجية.
> أي أنك ذهبت إلى كوريا لتكتشف مأزق الوحدة اليمنيّة هناك، لا لتساعد في حل المأزق الكوري كما كانت النيّة؟
- أترك لك وللقرّاء استنتاج ذلك.
> علي سالم البيض، الشخصية المزاجيّة كما وصفته، هل كان يسعى لمجده الشخصي من خلال الوحدة؟
- ربما! لكنه فاجأنا بموافقته على الوحدة بهذه الصورة. كنا في تلك الفترة عاكفين على وضع مسودات الإصلاح السياسي والاقتصادي من الداخل، في حين كان الشمال مضطرباً بدرجة كبيرة. وكنا واثقين من أن الإصلاحات التي نعمل عليها ستجلب الاستثمارات من الشمال، فلا يمكن لاستثمار أن يعيش تحت شرط نصف الربح مقابل الحماية كما هو في الشمال. كنا على يقين من أن وضعنا الاقتصادي سيتحسن بسرعة ومعه كل الإصلاحات الاجتماعية والسياسية التي أعددنا لها.
> بمعنى أنكم لم تفروا إلى الوحدة هرباً من الانهيار الوشيك، كما يقال. بل على العكس، أربكت أفكار الوحدة الارتجالية حساباتكم المنطقية، هذا ما تريد قوله؟
- حدث ارتباك كبير في ترتيباتنا الداخلية، خاصة أننا، وكما قلت، كنا نستعد للدخول في عهد جديد من الإصلاحات العامة، عهد قوة وليس عهد ضعف، بل على العكس الضعف كان في الجانب الآخر حيث يسيطر عليه الفساد والارتجالية بشكل كامل. لكن للأمانة، كنت شخصيا في غاية الابتهاج لأننا انتصرنا -في يوم الوحدة- أخيرا لشعاراتنا وأهدافنا التي ظللنا نرفعها ونربي عليها أعضاء الحزب وأفراد الشعب في اليمن الديمقراطية. وحمدتُ الله أن امتد بي العمر لمشاهدة هذا الحلم الجميل، رغم كل ما رافقه من أخطاء جوهرية. وحتى هذه اللحظة ما زلت فخورا بما تحقق رغم الحسرة التي تنتابني لأننا استعجلنا عليه ولم نوفر له الظروف المناسبة لينمو ويتطور حتى النضج. لم يدُرْ في خلد أحد منا أنه قد يوجد من يتجرّأ -ومن داخل إطار الوحدة نفسها- على وضع العراقيل في مسارها، ناهيك عن التفكير في اغتيالها كما حدث في صيف 1994، وما لحقها من سلب ونهب وفيد وضم وإلحاق وإذلال، ما زالت آثاره ماثلة حتى الآن. لكني لا أزال على يقين من أن هذا الفساد وهذه الهيمنة التي وأدت الوحدة واستأثرت بها ستنال جزاءها العادل، و"ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع".
> هل تعتقد أن كل التحضيرات التي مهّدت للوحدة من طرابلس إلى القاهرة إلى الكويت إلى صنعاء إلى عدن، لقرابة عقدين من الزمن، لم تكن كافية لرفعها لدرجة "الموضوع العميق"؟
- كانت أحاديث نخب على ورق، ليس أكثر.
> ما توصيفك الآن للوحدة اليمنية؟
- هذه وحدة 7 يوليو وليست وحدة 22 مايو، وهي وحدة لا تعنينا حقيقة.
> من 1994 إلى الآن، أنت ترى أن هذه الوحدة السائدة الآن هي وحدة 7 يوليو، ما الذي يجعلها وحدة 7 يوليو وليس 22 مايو؟
- تم الاعتداء على عقد الوحدة الأساسي بالخرق التدريجي لما تضمنته اتفاقية الوحدة والإصرار على ترسيخ مفاهيم مغلوطة في وعي الناس مثل أن الفرع عاد للأصل وأن سبتمبر هو الأم وأكتوبر الإبنة. وفي السر (يُقال أكثر من ذلك) فالجنوبيون "ملاحدة" وبقايا من جلبهم الإنجليز من الصوماليين والهنود. وما رافق ذلك من تخريب للمعدات العسكرية في المعسكرات الجنوبية وشراء الذمم وانتهاء بإشعال الحرب التي لم يكن إعلانها في 27 أبريل إلا تعميماً لحرب قائمة بالفعل تم إشعالها بكل الوسائل، انتهاء بالهيمنة الكاملة.
> وأنتم، ماذا كنتم تفعلون في الفترة نفسها؟
- نحن قدمنا من التنازلات والتضحيات أكثر مما ينبغي في سبيل حلم الجنوب الوحدوي. لاحظ متنفذو الشمال هذه الروح الوطنية العالية واستغلوها لتحقيق مآرب أخرى. أخذ النظام يغري مراكز القوى الممانعة للوحدة في الشمال بأن هذا صيد سمين لا يفوتكم. وأخذت الدعوات تنهال علينا إلى مقايل القات، وكان الحديث معهم عادة يدور حول المهام القادمة لترسيخ الوحدة وبناء الدولة الحديثة.
> في صنعاء؟
- نعم في صنعاء. وكنا، نحن القادمين من الجنوب، نقيم في الفنادق. تنازلنا عن الدولة وعشنا لفترة ليست قصيرة في الفنادق. كانت كل أحاديثنا تدور حول تعزيز دور المؤسسات وتوسيع الهامش الديمقراطي ومكافحة الظواهر السلبية مثل الفساد والثأر للاستفادة من الموارد والطاقات التي يمتلكها هذا البلد. وللأسف اعتُبر مثل هذا الطرح غمزاً لعناصر موجودة في السلطة، وهذا ما وَصَلَنا فيما بعد خاصة بعد الاجتياح العراقي للكويت. وكانت توجيهات عليا قد صدرت بما معناه: توقفوا عن استضافة هؤلاء الذين يتهمونكم بالفساد وعدم احترام القانون. ثم تطورت الأمور إلى محاولة دمج الحزب بالمؤتمر، وتبعتها عمليات اغتيالات عديدة طالت كوادر الصف الثالث والرابع في الحزب والقيادات التحتية في محاولة لعزل القيادة عن القاعدة وإظهارها في مظهر المتفرج السلبي، تمهيداً لضربها فيما بعد عندما تكون قد أفرغت من دعمها الجماهيري. يقابلها طبعا بيانات أمنية نمطية جاهزة تنسب الحدث إلى جهات مجهولة دون أي إجراءات جادة للكشف عن الفاعلين.
> هل ناقشتم خيار العودة إلى ما قبل 22 مايو 1990، في تلك الأثناء، أو أي خيار آخر للرد على الاغتيالات، التعامل بالمثل؟
- خيار الانفصال كان مستبعداً، لأن الظروف كانت قد تداخلت وتعقّدت، لكننا اتخذنا قرارا بالتعامل بالمثل.
> اغتيال شخصيات في الجانب الآخر؟
- نعم.
> مثل؟
- الفاعلين.
> قتل بالظنّة؟
- ليس بالظنّة، ولكن كنا نعتقد أنه يمكن تحديد الفاعلين.
> لماذا لم تحدث اغتيالات في الجانب الآخر؟ وما موقفك الشخصي من قرار كهذا؟
- موقفي الشخصي قلته في حينه. قلت لهم: لا بد من الوقوف بحزم وقوة. أما لماذا لم تحدث اغتيالات في الجانب الآخر فيبدو أن أحد مشائخ خولان الذي أوكلت إليه المهمّة نقلها بحذافيرها إلى الرئيس.
> وتعقّدت الأمور أكثر؟
- طبعاً.
> لماذا اخترتم فاعلاً من "خولان" بالتحديد، رغم علاقتكم الجدلية مع المشائخ؟
- لأن معلوماتنا أكدت لنا أن القتلة المستأجرين هم من خولان. أوكلنا المهمة لشيخ خولاني كان معنا في اللجنة المركزية باعتبار أن من خولان تبتدئ خيوط اللعبة. بمعنى العقدة النهائية موجودة هناك، وسنصل من خلالها إلى العقدة الأخيرة. لكن الذي اعتمدنا عليه ذهب إلى الذي يدفع أكثر.
> هل يمكنك أن تحدد اسمه؟
- لا داعي.
> أو تحدد اسماً بعينه وضع على قائمة الاغتيالات؟
- ليس لدي أسماء محددة. بصراحة لم أكن مشتركاً في تفاصيل كهذه، لكني أعطيتهم موقفي المبدئي: لا يمكن أن نظل مكتوفي الأيدي إلى ما لا نهاية.
> هل تعرضت لمحاولة اغتيال؟
- نعم، ثلاث مرات. في صنعاء وذمار ولحج. الأخيرة كانت عقب فرز نتائج التصويت في انتخابات 1993، وتبيّن حصولي على أعلى عدد من الأصوات في اليمن كلها باستثناء شخص في الحديدة أعيد انتخابه بالتزكية. في تلك الليلة كنت عائداً إلى منزلي وتعرضت لمحاولة اغتيال فاشلة بفضل يقظة الحرس المرافق على ظهر السيارة، وهذا أقوله عبر صحيفة "النداء" لأول مرة. والقضية سوّيت بمجيئهم إلى منزلي في اليوم التالي، ولم أوْلِ الأمر أهمية تذكر.
> ألم تجلسوا مع الرئيس جلسة مصارحة، جلسة يقال فيها كل شيء حول الاغتيالات؟
- شكلت لجنة من هيئة رئاسة مجلس النواب وعدد من أعضاء المجلس، كنت من بينهم، لدراسة الأزمة كلها. وفي جلسة القات، بحضور الرئيس، تفاجأت به يقول لنا: هناك من يمزق صوري في عدن، ما معنى هذا؟ فقلت له: يا سيدي الرئيس، ربما اعتقد البعض أنها رد على ما يرونه من تجاهل لذكر نائب الرئيس في كل التهاني والتغطيات التي تنشر عبر الصحف الرسمية. ويبدو لي أنه انزعج كثيراً من كلامي. وبعد أن استمع لمداخلات الحاضرين فاجأنا بقوله: الوحدة تحققت سلمياً وهي الآن تحت تهديد السلاح. إن على اليمن أن يضحى بـ40 ألف فرد للانتصار للوحدة.
> إعلان حرب، يعني؟
- هذا ما شعرت به في ذلك اليوم. وبدلاً من حل الأزمة فقد استمرت في هذا التصعيد حتى 27 أبريل.
> كيف خرجتَ من الحرب؟
- كما ترى، أستلف من ابنتي للعلاج والمعيشة.
> وما الذي حدث لأسرة شعفل عمر في الحرب؟
- اختفت زوجتي مع أكبر أبنائي. كان المركب الذي أخذهم يضم ثمانين شخصاً، بينهم السيلي. وصلتني روايات من بعض الأريتريين (تفيد) أنهم رأوا المركب في ميناء عصب الأريتري وعليه عدد كبير من الرجال والشبان والنساء، وأن أطقماً عسكرية أخذتهم واختفت بهم. يبدو لي أنهم أُدخلوا في مساومات بين الرئيس وأفورقي، ولا أزال أعتبرهم مختفين قسريّاً، وأنا مؤمن بقضاء الله.
> من تبقّى لك من الأسرة؟
- ابنتي الكبرى. كانت تعمل في السلك الدبلوماسي، ومثالية في عملها. قدمت لها الوزارة الشكر بعد حرب 94م وطُـلب منها البقاء في منزلها فطلبت اللجوء السياسي إلى بريطانيا مع زوجها. ابنتي الثانية، طبيبة، تخرّجت في العام 98م وبقيت عاطلة عن العمل في مدينة الحبيلين، محافظة لحج. وابني الآخر متزوّج تخرّج من الجامعة سنة 98م وظل عاطلاً عن العمل. وأنا هنا في القاهرة مع زوجتي الثانية وابني المعاق.
> هناك رواية لمسؤول عسكري رفيع خلال الحرب من الجهة الأخرى، تقول إن صالح السيلي اتفق مع تاجر فلسطيني من الجبهة الشعبية للهرب خلال البحر، وأن التاجر تخلّص من السيلي للاستحواذ على المال الذي نهبه السيلي من البنك، ما مدى تماسك هذه الرواية؟
- هذه رواية "ما تركبش". صحيح السيلي كان عنده فلوس، في الأساس فلوس استثمارات الحزب، وكان أيضاً محافظ عدن وهناك أشياء كثيرة تحت تصرّفه، أراضي وخلافه. لكن الأكيد عندي أنه تخلص من العملة اليمنية وخرج بمبلغ بسيط نسبيّاً بالدولار. لكن الرواية التي وصلتنا هي أن المرافقين له هم الذين تخلّصوا منه. ولكن السؤال: أين هم الآن؟
> في مكان ما، آمن وهادئ، ليسوا بحاجة للظهور. أنت مثلا اختفيت لـ13 عاماً برغبتك الخاصة؟
- من الصعب أن نرجّح رواية بعينها. الروايات كثيرة في هذا الموضوع.
> ما هي الرواية التي شغلتك كثيراً ورجّحتها ولو لفترة بسيطة؟
- أن الرئيس الأريتري أرجعَ صالح منصر السيلي للجانب اليمني، وأنه معتقل في مكان تحت الأرض بين صنعاء وسنحان. وصلتني هذه الرواية من شخصيات موثوقة.
> يعني يا أستاذ شعفل تبدو رواية بوليسية، وفانتازية أيضا، إلى حد كبير. ما الحاجة لمعتقلات تحت الأرض، هذه موضة قديمة، بالإمكان وضع الشخص في زنزانة عادية وإخفاؤه حتى يوم القيامة؟
- بهذا الشكل يا عزيزي يكون التوصيف: أن الشخص فعلا تحت الأرض، طالما انقطعت صلاته بما فوق الأرض.
> نعود إلى ساعة المغادرة، متى غادرتَ عدن؟
- غادرت في 12 يونيو 1994م من عدن إلى حضرموت بالطائرة. كان معي أنيس حسن يحيى، قاسم عبد الرب، وأحمد عبيد بن دغر، كنا أعضاء في رئاسة الجمعية الوطنية الموازية لمجلس النواب. وبعد بضعة أيام سافرنا إلى القاهرة، وهنا التقينا بيوسف والي، أمين عام الحزب الوطني الحاكم في حينها، وجهات عدة هنا.
> من ذهب إلى سوريا؟
- قاسم عبد الرب وأحمد عبيد بن دغر.
> ماذا كانت مهمتكم في الأساس؟
- عرض قضيتنا وحشد رأي عام خارجي ضد الحرب لإيقافها، لأننا لم نشعلها ولم نسع إليها. ووجدنا تعاطفاً كبيراً مع ما طرحناه. بعد ذلك سافرنا إلى بريطانيا والتقينا بشخصيات وجهات عدّة في الخارجية والبرلمان، وتحدثت عبر مختلف وسائل الإعلام هناك. بعد ذلك كانت وجهتنا أمريكا لكننا تأخرنا لوقت طويل في انتظار الفيزا، أسبوعين. كان عبد الكريم الإرياني قد سبقنا إلى واشنطن، يبدو بوقت كافٍ.
> يعني لازم واشنطن؟
- بصراحة، حتى كل المتعاطفين مع قضيتنا،عرباً وغير عرب، خبرونا أن موقفهم النهائي سيكون هو موقف واشنطن،لأنها صاحبة الكلمة الفصل في المنطقة، ونصحوني بالتوجه إلى هناك.
> متى وصلتم إلى واشنطن؟
- في الرابع من يوليو. تأخرنا كثيراً. ومن أمريكا صادفتنا إجازة من 4 يوليو إلى 7 يوليو. لكننا بدأنا فوراً الالتقاء ببعض الشخصيات في أمريكا لترتيب لقاءات مع قيادات سياسية وحكام ولايات وأعضاء في الكونجرس.
> هل تحمس الأمريكان لوصولكم؟
- لم يبدوا ترحيبا حقيقيّاً، وماطلونا كثيرا. حتى مشروع قوات دولية للفصل بين المتحاربين الذي كان مطروحاً، لم تتحمس له أمريكا، وقالوا لنا: نسّقوا مع الدول العربية في هذا الخصوص.
> هل تعتقد أن الإرياني حسم الجولة قبل وصولكم؟
- بالتأكيد؛ للإرياني علاقات باللوبي الصهيوني والدوائر اليهودية في أمريكا، وقد استفاد كثيراً من هذه العلاقات. وأيضاً كان النظام في صنعاء عبر سفارة أمريكا يقدّم كل شيء للإدارة الأمريكية، ويعرض كل الخدمات.
> لماذا لم تتقدم للحصول على لجوء سياسي في بريطانيا أو أي بلد آخر؟
- عرض عليّ اللجوء في بريطانيا بعد الحرب فلم أتحمس له. لم أتحمس لفكرة اللجوء في أي مكان. أنا هنا في القاهرة أرعى ابني وزوجتي الثانية وأعيش بهدوء، أتابع كل ما يجري ولي اتصالات بقيادات معارضة في الداخل والخارج لكنها اتصالات مصادفة.
> تريد أن تقول لأنك لست مشتركاً في دوّامة المعارضة في الخارج؟
- لا، ليس بالفعل. لكن على اتصالات بهم من وقت لآخر، وبصورة غير منتظمة.
aabbccdd غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس